[شذور الذهب (نظم)]
ـ[الديولي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 01:12 م]ـ
الشيخ محمد بن محمد عبد الله بن محمد المامي اليعقوبي
الحمدُ لله الذي قد علَّما
آدم الاسماء وموسى كلَّما
وأنْزَلَ القرآن خَتْم الكُتُبِ
على النبيِّ بلسانٍ عربي
صلَّى عليه ربنا وسلَّما
وآلِه والصحبِ أَنْجُمِ السَّمَا
هذا وإذْ كان شذورُ الذهبِ
لابْنِ هشامٍ في كلام العَربِ
طِبْقَ اسْمه، بل كان شمْس صَحْوِ
يحوي قواعدَ أهمِّ النحوِ
في غاية الإيجاز والبيانِ
كثير الاستشهاد بالقرآنِ
أردتُ خدمةَ الكتاب المنْزل
بنظمه، قصدَ الثواب الأجْزَلِ
ملبياً طلب بعض النجَبا
ولستُ أهلاً للذي قد طلَبا
لكنّني بالله أستعينُ
يا من به التوفيقُ والتمكينُ
فوالِ بالنفع العميم صيّبَهْ
ربِّ وأحينا حياةً طيبهْ
وهَبْ لنا نورَ الوجوه الناضرهْ
(والله يقضي بهباتٍ وافرهْ)
الكلمة وأقسامها
حقيقةُ الكلمة لفظٌ مفردُ
واسماً وفعلاً،ثم حرفاً تَرِدُ
فالاسمُ ما يَقبل (أل) أو الندا
والجر أو إسناد ما قد أسندا
والفعل أقسام فماضي الاَزمنهْ
يقبل (تا) التأنيث،أعني الساكنهْ
مثلَ (رَبَتْ وأنبتتْ) وبئسا
ونِعْمَ منه وعسى ولَيْسا
والأمر ما دلَّ على مُطالبهْ
مَعَ قبوله لـ (يا) المخاطَبهْ
ومنه هات وتَعَالَ كاتئدْ
مضارعٌ يقبل لم كـ (لم يَلِدْ)
وهو بحرف من (نأيت) افتتحا
وحكم هذا الحرف أن ينفتحا
إلا إذا كان من الرباعي
ماضيه فاضمُم كأجيبُ الداعي
وغير ذا الحرف كهل وفي ولمْ
كلامُنا قول مفيد قد يُؤَمْ
أقسامُه خبرٌ أو إنشاءُ
وطلبٌ أيضاً لمن يشاءُ
باب الاعراب
وأمَّا الاِعراب إذا يُفسَّرُ
فأثرٌ ظاهرٌ أو مقدَّرُ
في آخر اسمٍ متمكِّنٍ وفي
مضارعٍ به العوامل تفي
أنواعُه رفعٌ ونصبٌ فيهما
معاً والاسمَ جُرَّ والفعلَ اجزما
وارفعْ بضمٍّ وانصبنْ بالفتح، جُرْ
بالكسر واجزم بالسكون أن يَسُرْ
وخرجتْ عن ذلك الاعراب
بالاصل سبعةٌ من الأبواب
فالجرُّ في ممتنع من صَرْفِ
كـ (في مواطنَ) بفتح صِرْفِ
إلا إذا أضفته وما بُدي
بـ (أل) كـ (عاكفون في المساجد)
وانصبْ بكسرٍ كلّ جمع ياتي
بألفٍ و (تا) كـ (مسلمات)
كذا أولات ألحقت بالحمل
عليه (إن كُنَّ أولات حمل)
و (ذو) إذا أتى بمعنى صاحب
وما لغير اليا أضيف من أب
أخٍ، حمٍ،هنٍ، فمٍ إذا حُذفْ
ميمٌ فبالواو وياء وألفْ
والهن فيه النقص أفصحُ وَزِدْ
قَصْرَ أبٍ، أخٍ حمٍ، فقد عُهِدْ
والرفع بالألف للمثنّى
والجرُّ والنصب بياء عنا
توسَّطت فتحاً وكسراً وكما
ثنِّي في جميع ما تقدَّما
اثنان واثنتان ثنْتان كِلا
كلتا مضافيْن لمضمَرٍ تلا
جمعُ المذكرين ذو السلامهْ
لرفعه الواوُ أتى علامهْ
كعامرون مسلمونَ مَثَلا
مما من الأعلام خَصَّ العُقَلا
أو الصفات وبياءٍ جاورهْ
كسرٌ وفتحٌ انصبنْه واجرُرَهْ
وأُلحقت به أولو، أهلونا
وأَرَضُونَ ثم عِلِّيونا
ونحوه عشرون والسنونا
وباب هذين وعالَمونا
ونحو يفعلان، يفعلونا
وتفعلين يُثبتون النونا
علامةً لرفعه وجَزَمُوا
بحذفها إن نَصبوا أو جزموا
والفعلُ إن يعتلَّ منه العجْزُ
كمثل يرمي وكيخشى،يغزو
فجزمه بحذفه وأولوا
(من يتقي) فيما تلاه قُنبلُ
فصل
والحركاتُ كلُّها تقدَّرُ
في كـ (غلامي) والفتى إذْ يُقْصَرُ
والضم والكسر بنحو الساعي
وذا بمنقوص دعاهُ الداعي
وفي كيخشى الفتح مثل الضمِّ
والضمُّ ينوى في كيدعو، يرمي
باب
قد عُرفتْ بضدها الأشياءُ
فضد الاعراب هو البناءُ
ثم من المبنيِّ ما يكونُ
مطَّرداً في بابه السكونُ
كقوله (يرضين) أو (يُرضعن) منْ
مضارع بنونهن يَقترنْ
وهكذا الماضي إذا به اقترنْ
ضميرُ رفعٍ متحركٌ سَكَنْ
والامر مبنيٌّ على السكونِ
أو ماينوبُ مثل حذف النونِ
كـ (اسجد) و (قَري) و (ادخلوا في السلمِ)
وكـ (استقيما) و (ادع) واخش وارْم
وسبعةٌ تُبْنى بفتحٍ أبدا
ماض من الضمير قد تجرَّدا
كذا المضارعُ بُني بالفتح إنْ
بنون توكيدٍ مباشرٍ قُرِنْ
(لينبذنَّ) و (ليسجننَّا
وليكوناً) لا (لتبلونَّا)
وما من الأعداد جا مركَّبا
كما أتى في الذكر قبل ( .. كوكبا)
أو الظروفِ وهو ذو انعدامِ
في الذكر كالأحوال والأعلامِ
كبيتَ بيتَ وكبينَ بينا
وبعلبَكَّ حيث قيل يُبنى
كذا الزمانُ المبهمُ المضافُ
لجملة وذا له أصنافُ
بناؤُه من قبل فعلٌ بُنيا
كحينَ عاتبت المشيب انتقيا
ورجَّحوا إعرابَه إن وَرَدَا
¥