[إشكال في إعراب لفظة " la ville de Fes" من يقترح له حلا!]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 - 08 - 07, 12:14 ص]ـ
"لسان الفتى نصف ونصف فؤاده"
صدق "زهير" إذ ساوى بين اللسان والجنان، ولو رجح قليلا كفة اللسان لكان له وجه معتبر .. فاللسان دليل على الفؤاد بدون عكس ...
إن اللسان ينضح لا محالة بما في الوجدان:
فأمراض الكلام صورة لأمراض العقول ...
والجملة المشوشة صدى للفكرة المشوشة ...
وبوسع الباحث تشريح الأفئدة وهي كامنة في الصدور، متوسلا فقط بتشريح العبارات وهي سافرة على اللسان أو السطور.
ترى أي مرض عقلي يكمن تحت هذه الآفة اللغوية المتفشية في العرب، صغيرهم وكبيرهم، عامتهم وخاصتهم،رجالهم ونسائهم!؟
الآفة التي أشير إليها هي شغف العربي بتركيب الجملة بلسانين مختلفين:
يستهل الجملة بكلمات عربية فصيحة ثم فجأة يتم الجملة بلغة أخرى ...
وليس من الغريب أن تجده يتخذ وصفا فرنسيا نعتا لكلمة عربية أو خبرا انجليزيا لمبتدإ عربي.
ولست أدري ما حجم هذا المرض في الشرق ولكنني متأكد أنه مرض مستفحل عندنا في المغرب لدرجة اليأس من العلاج! ولا حول ولا قوة إلا بالله.!
-أعيش في la ville de Fes.
- هذا الكتاب قرأته d'un trait
- التقيت بأختي ومعها sa voisine
cet homme خطير جدا وغير stable
هكذا كلامهم!
والآن لو كلفنا هؤلاء بإعراب كلامهم ماذا عساهم يقولون:
هل سيقولون la ville de Fes اسم مجرور .. وما علامة الجر!!
هل سيقول d'un trait حال منصوبة!
ثم ما إعراب "خطير" هل هو خبر لمبتدأ هو cet homme .. أم أن cet اسم إشارة و homme نعت أو بدل ... !!!
وأنا أكتب هذه الجمل خطر ببالي أن أفضل طريقة لردع هؤلاء هو أن يكلفوا بكتابة ما ينطقون:فمشقة تبديل اتجاه الكتابة ومفاتيح الرقانة، والتغيير المستمر لنظام لغة الحاسوب لكتابة جملة واحدة،لكفيل بأن يشعرهم أن كلامهم ثقيل على البشر وعلى الحجر!.
ثم ما طبيعة هذا العقل الذي يأخذ كلمة من حضارة ويسندها لكلمة من حضارة أخرى .. وإلى أي حضارة ستنتمي الجملة الهجينة.!
أخشى-في أيامنا هذه- أن يظهر من الناس من يمدح مثل هذه التراكيب باعتبارها حققت المنشود من التوازن بين الأصالة والمعاصرة أوضربت مثلا للتسامح اللغوي والديني والعرقي.!!!
نعم ..
في كل أمم العالم يتم تقديم الأخبار وتنشيط الحفلات وتسيير المؤتمرات ومنح الجائزات وتدشين المهرجانات من قبل شخص واحد يتكلم مع قومه بلسان قومه .. إلا أمة العرب فهي تحتاج دائما إلى مقدمين اثنين ومنشطين اثنين ومقررين اثنين ومدشنين اثنين أحدهما ابن البلد والثاني مستورد ...
فهنيئا للأمة بهذا "التسامح" وهذا" السخاء"!!
ـ[ابن العقاب]ــــــــ[23 - 08 - 07, 02:05 ص]ـ
أحييك أخي، وليتنا نتعلم مايفيد ويعزز لغتنا العربية، فالعرب إستفادوا من لغات أخرى في تطوير كثير من خواصها، ولكن ما يفعله هؤلاء محض تلفيق إن صح التعبير!.
حفظك الباري!
ـ[برداديب]ــــــــ[23 - 08 - 07, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
إن تهجين الكلام من لغتين مختلفتين يدل على أمور خطيرة وإن لم يعبأ بها المعني ... خاصة حينما يتعلق الكلام بالعربية ... هذه اللغة التي اختارها لله لتكون لغة القرآن.
وإنما قلت لغتين مختلفتين وإن كانت اختلاف اللغات بينا - قلت ذلك قاصدا الاختلاف في الفكر والتفكير.
لقد عرّف بعض اللغوين وغير اللغوين من المحدثين بأن اللغة هي الفكر، يريدون بالفكر "التفكير"، واصطلحوا على الصوت اللغوي الذي يحقق شرط التواصل اللغوي بمصطلح "الصوت الفكري". وإذا كانت اللغة هي الفكر فبأي وصف يوصف به من يهجن من لغتين كلاما كالذي ذكر الأخ الفاضل، هل يقال عربي أم فرنسي أم "عربفسي " وهذه كلمة أحدثتها نحتا من عربي ففنسي الآن فقط كما أحدث أولئك كلاما غريبا عن عربيتنا.
إن من النتائج الوخيمة لتهجين الكلام موت الألفاظ والأساليب الفصيحة، وحلول محلها ألفاظ وأساليب أعجمية طفيلية. ومن الأمثلة الواضحة موت صيغة المثنى في كثير من اللهجات والعاميات العربية الحديثة، لم أسمع أحدا حتى الآن من العرب من يستعمل صيغة المثنى فيقول -بالعامية مثلا -: " اعطني زُوج كأس شاي " بدل: اعطني كأسي شاي. هذا في لهجاتنا في الجزائر، والأمر نفسه أو قريب من في اللهجات العربية الحديثة.
كذلك من آثار هذه الآفة تغير الفكر ووقوع القطيعة بين الماضي والحاضر، حتى لا يستطيع امثال هؤلاء فهم الأساليب العربية الفصيحة في القرآن والحديث والشعر والأدب. وهذا ما يفسر غياب كثر من الألفاظ والأساليب الإنشائية عند الحديث تلقائيا او الكتابة (التعبير الكتابي). وأنا شخصيا عايشت هذا الظاهرة حين درّست مواد ومقاييس عربية بالجامعة، أذكر اللفظة من الألفاظ العربية الفصيحة فأجد الكثير من الطلبة لا يفهمها، أو لا يحسن شرح معنها كأن لا يجد لها في نفسه مرادافا.
هذا وللحديث بقية. والله أعلم
¥