الإيجاز في الكلمات: وبمقارنة كتابة بعض الكلمات بين العربية والفرنسية والإنكليزية نجد الفرق واضحاً:
العربية وحروفها
الفرنسية وحروفها
الإنكليزية وحروفها
أم 2
mère 4
mother 6
أب 2
père 4
father 6
أخ 2
frère 5
brother 7
وليست العربية كاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد إلى الجمع، وهي ثانياً لا تحتاج للدلالة على هذه الحالة إلى أكثر من إضافة حرفين إلى المفرد ليصبح مثنى، على حين أنه لا بد في الفرنسية من ذكر العدد مع ذكر الكلمة وذكر علامة الجمع بعد الكلمة:
الباب البابان - البابين les deux portesdoor the two
الإيجاز في التراكيب:
والإيجاز أيضاً في التراكيب، فالجملة والتركيب في العربية قائمان أصلاً على الدمج أو الإيجاز. ففي الإضافة يكفي أن تضيف الضمير إلى الكلمة وكأنه جزء منها:
كتابه son livre كتابهم leur livre
وأما إضافة الشيء إلى غيره فيكفي في العربية أن نضيف حركة إعرابية أي صوتاً بسيطاً إلى آخر المضاف إليه فنقول كتاب التلميذ ومدرسة التلاميذ، على حين نستعمل في الفرنسية أدوات خاصة لذلك فنقول:
de l’élèvele livre ، l’école des élèves .
وأما في الإسناد فيكفي في العربية أن تذكر المسند والمسند إليه وتترك لعلاقة الإسناد العقلية المنطقية أن تصل بينهما بلا رابطة ملفوظة أو مكتوبة، فنقول مثلاً (أنا سعيد) على حين أن ذلك لا يتحقق في اللغة الفرنسية أو الإنكليزية، ولا بد لك فيهما مما يساعد على الربط فتقول:
( je suis heureux ) ، ( I am happy ) .
وتستعمل هاتان اللغتان لذلك طائفة من الأفعال المساعدة مثل ( avoir , étre) في الفرنسية
و ( to have , to be) في الإنكليزية
كما أن الفعل نفسه يمتاز في العربية باستتار الفاعل فيه أحياناً، فنقول (أكتب) مقدرين الفاعل المستتر، بينما نحتاج إلى البدء به منفصلاً دوماً مقدماً على الفعل كما هو الأمر في الفرنسية ( je-tu…) وفي الإنكليزية ( I , you ...). وكذلك عند بناء الفعل للمجهول يكفي في العربية أن تغير حركة بعض حروفه فتقول: كُتب على حين نقول بالفرنسية ( il a été écrit ) وفي الإنكليزية ( it was written ) .
وفي العربية إيجاز يجعل الجملة قائمة على حرف: فِ (وفى يفي)، و (ع) من وعى يعي، و (ق) من وفى يفي، فكل من هذه الحروف إنما يشكل في الحقيقة جملة تامة لأنه فعل وقد استتر فيه فاعله وجوباً.
وفي العربية ألفاظ يصعب التعبير عن معانيها في لغة أخرى بمثل عددها من الألفاظ كأسماء الأفعال.
نقول: (هيهات) ونقول في الإنكليزية ( it is too far )
( شتان) ( there is a great difference )
وحرف الاستقبال مثل: (سأذهب) ( I shall go )
والنفي أسلوب في العربية يدل على الإيجاز:
العربية: (لم أقابله)، الإنكليزية: ( I did not meet him )
الفرنسية: ( Je ne l’ai pas rencontré )
العربية: (لن أقابله)، الإنكليزية: ( I will never meet him )
الفرنسية: ( Je ne le rencontrerai jamais )
الإيجاز في اللغة المكتوبة:
فمثلاً سورة (الفاتحة) المؤلفة في القرآن من 31 كلمة استغرقت ترجمتها إلى الإنكليزية 70 كلمة.
ويقول الدكتور يعقوب بكر في كتاب (العربية لغة عالمية: نشر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة 1966): ((إذا ترجمنا إلى العربية كلاماً مكتوباًُ بإحدى اللغات الأوروبية كانت الترجمة العربية أقل من الأصل بنحو الخمس أو أكثر.))
- إ ن العربية لغة حية، قادرة على مسايرة الحياة، وليست لغة عقيمة جافة كما يدعي من لم يعرف العربية، ويجهل تاريخها. حيث إنها تهيأت لاستيعاب كافة العلوم: حتى وصلت العلوم إلى درجة عالية من حيث الكمية والمحتوى.
يقول الشيخ محمد بن الطاهر عاشوررحمه الله: "ومما تقدم إلى هنا: تعلم أن العلوم التي كانت تدرس وتدون يومئذٍ تنتهي إلى اثنتين وثلاثين علماً وذكر منها العديد من العلوم الدنيوية التي كان للعرب السبق اليها منها: الطب والهندسة والفلك والحساب والطبيعة وعلم الحيوان و الصيدلة والكيمياء و الفلاحة والجبر
- ومن مزايا اللغة العربية (الإعراب) الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يُعرف مراد المتكلِّم من الكلام، ولولاه ما مُيِّز بين فاعل ومفعول، ولا عُرف تعجُّب من استفهام.
¥