تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 10 - 07, 09:29 م]ـ

اللمعة 5:

كيف يتلقى الطفل تعابير وأحداثا من شاكلة "قال الأسد" و"ضحكت الشجرة" و"سأل الريح"و"أجاب القمر" الواردة في القصص ضمن الجنس العجائبي؟

لا أظن أن التفسير بنظرية المجاز صالحة هنا!

لأن الزعم به ادعاء أن الطفل عندما يسمع "قال الأسد" يقوم بعملية تأويل: كأن يفهم أن الأسد لا يتكلم حقيقة وإنما ادعيت له الناطقية تشبيها بالإنسان واستعير له القول منه .. الخ.

وكل هذا لا يستقيم ..

فالطفل يحمل "قال الأسد" على حقيقته وهو يتوقع في قصته العجيبة أن تتكلم الأشياء وتتصرف لا تشبيها لها بالأناسي وإنما لأن تلك طبيعتها داخل حدود العالم العجيب ..

ولو لم تتكلم الحيوانات والأشجار حقيقة لألقى الطفل بقصته بعيدا فهو لا يمتعه الكائنات الرمزية-لأن الترميز فوق طاقته- ولا الحيوانات" الأليفة" هو يريد عالما عجيبا حقيقيا يتحرك فيه أسد حقيقي ويتكلم حقيقة!!

كل تأويل فيه إعدام النوع العجائبي ...

وهذا من قصور نظرية المجاز، فتأمله!!

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 10 - 07, 04:40 م]ـ

اللمعة 6:

قال السكاكي:

(المجاز العقلي هو الكلام المفاد به خلاف ما عند المتكلم من الحكم فيه لضرب من التأويل إفادة للخلاف لا بوساطة وضع،كقولك "أنبت الربيع البقل "و"شفى الطبيب المريض" و"كسا الخليفة الكعبة" و"هزم الأمير الجند" و"بنى الوزير القصر" .... )

أريد أن أنبه على أهمية قيدي "ما عند المتكلم"و"لضرب من التأويل"فهما حاسمان في سلك الكلام في الحقيقة أو المجاز ... ويترتب عنهما أمر جليل:فالعبارة الواحدة قد تكون حقيقة باعتبار ومجازا باعتبار آخر وفق الحال التداولي.

جملة"أنبت الربيع البقل "-مثلا-لا يحسم في طبيعتها حتى ينظر في حال قائلها ... فإن صدرت عن موحد فهي مجاز لأنها مخالفة لما عند المتكلم .. لأنه يعتقد أن الله هو الفاعل الحقيقي.

وإن صدرت عن دهري فهي حقيقة لأنها موافقة لما عند المتكلم من استقلال الأسباب بالخلق ..

إلى هنا يتفق البلاغيون نظريا لكنهم عمليا متناقضون: فاستواء الرحمن عندهم مجاز مطلقا وهم مشنعون على مخالفيهم بشتى النعوت .. فهلا اعتبروا عقيدة السلفي وعاملوه كما عاملوا كالدهري فتوقفوا في "الرحمن على العرش استوى "حتى يتبينوا، فمجاز عند الأشعري أوحقيقة عند السلفي!!

سيكون القيد الآخر موضوع لمعة قادمة إن شاء الله.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:17 م]ـ

اللمعة 7:

قولك"أنبت الربيع البقل " –ونحوه-مجاز عقلي لأن الفعل "أنبت" أسند إلي الفاعل "الربيع" بشرط أن يكون المتكلم واعيا أن الربيع لايسند إليه فعل الإنبات، وإنما يسند إلي الفاعل القادر.-انظر اللمعة السادسة-

وهنا شرط مصاحب هو أن يرتكب المتكلم (أو السامع) تأويلا، والتأويل هو تصرفات و اعتبارات عقلية يقوم بها الذهن وهي المصححة للمجاز وفي غيابها يعود الكلام حقيقة أو محض كذب لأن عدم نصب القرينة الفاتحة باب التأويل يكشف عن نية المتكلم في اقتراف الكذب.

وتأويل "أنبت الربيع البقل "هو أن تقدر أن الربيع لا ينبت حقيقة ولكن تدعي أنه شبيه بالفاعل القادر الذي من شأنه الإنبات حقيقة،حتى إذا تحقق التشبيه بحيث يندرجان معا ضمن جنس واحد جاز لك أن تستعير من الثاني فعله الخاص وهو الإنبات وتسنده إلى الأول .. ومسوغ هذا التصرف والاعتبار هو ملاحظة علاقة الارتباط بين الطرفين:فالفعل يقع عادة في زمن الربيع فأصبح إسناده إليه مستساغا لوجود العلاقة الزمانية بينهما.

قال الزركشي في البحر:

وَأَمَّا السَّكَّاكِيُّ فَقَالَ: إنَّهُ رَاجِعٌ (=المجاز العقلي) إلَى اسْتِعَارَةٍ بِالْكِنَايَةِ، فَقَوْلُهُمْ: أَنْبَتَ الرَّبِيعُ الْبَقْلَ، اسْتِعَارَةٌ بِالْكِنَايَةِ، عَنْ الْفَاعِلِ الْحَقِيقِيِّ بِوَاسِطَةِ الْمُبَالَغَةِ فِي التَّشْبِيهِ عَلَى قَاعِدَةِ الِاسْتِعَارَةِ، وَنِسْبَةُ الْإِنْبَاتِ إلَيْهِ قَرِينَةُ الِاسْتِعَارَةِ، وَهَكَذَا يَصْنَعُ فِي بَقِيَّةِ الْأَمْثِلَةِ.

قال العطار في حاشية الأصول:

السَّكَّاكِيِّ يَجْعَلُهُ مِنْ قَبِيلِ الِاسْتِعَارَةِ الْمَكْنِيَّةِ وَهِيَ عَلَى مُخْتَارِهِ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير