[تأثر الجملة العربية بالجملة غير العربية]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[27 - 10 - 07, 06:37 م]ـ
إن تأثر اللغات بعضها بالبعض الآخر في مجال المفردات أمر واضح، لكن تأثر العربية بغيرها في مجال الجملة أمر يستحق النظر والتمثيل؛ فهل قرأ أحد الأعضاء شيئا محددا بهذا الخصوص؟
ـ[رضوان واقيني]ــــــــ[29 - 10 - 07, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما بعد:
إن كنتُ فهمتُ ما قلتَه فقد سَرَت تراكيب جمل -لعلها كثيرة- إلى العربية من غيرها من الألسن واستعملها الناس في كلامهم اليومي كقولهم: فلان أخذ حماما أو وضوءا وهم يقصدون استحم أو توضأ. أخذت من الإنكليزية والفرنساوية وغيرهما.
أما جمل لا يُغيَّر منها إلا شكلُها ليوافق النطق العربي فهذا لا أعرفه. والله أعلم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[29 - 10 - 07, 07:46 م]ـ
سؤال الأخ فريد غير واضح بما فيه الكفاية ...
فهل يقصد التعابير أم التراكيب وهل يفرق بينهما؟
وقد جاء جواب الاخ رضوان بناء على عدم التفرقة ... وكلامه صحيح فقد دخلت في اللغة العربية مفردات كما دخلت عبارات ..
لكن لو كان المقصود بالتركيب نظام اللغة ومعقولية بناء الجملة فلا مجال هنا للتأثر والتأثير أو الاستيراد والتصدير .. لأن التركيب هي شخصية اللغة وأسلوبها في تنظيم العالم والقول بأن لغة أخذت من لغة أخرى نظام أو بعض نظام التركيب فيه تناقض لأن تلك اللغة لم تكن لغة إلا بعد ثبوت نظامها التركيبي .. وهذا النظام لا يتغير ولا يقبل التعديل ... بخلاف المكون المعجمي الذي ما ينفك متغيرا فكلمات تموت وأخرى توضع وأخرى تستعار وأخرى يتغير معناها الخ ..
ففي مثال الاخ رضوان:
"فلان أخذ حماما .. "
هذا التعبير ترجمة حرفية لتعبير فرنسي .. فإيقاع الأخذ على حمام غير فصيح .. لكن صاحب هذا التعبير لم يكن له خيار في وضع عبارته في القالب التركيبي العربي الخاص بنظام لغتنا .. أعني الإخبار عن الاسم بجملة فعلية ..
خذ ما تشاء من تعابير من أي لغة شئت لكنك لا يمكن صياغته في العربية إلا وفق قواعد التركيب الثابتة .. ولا بد
من تطويع العبارة للنظام ...
مثلا كيف سنترجم جملة " prendre un bain
التركيب العربي لا يسمح إلا باحتمالين:
-أن تستعمل المصدر:"أخذ حمام"
- أن تستعمل الفعل:"أخذ (يأخذ) حماما "
ومهما قلت فلن تترجم العبارة ترجمة أمينة أبدا بسبب اختلاف النظامين:
prendre في الفرنسية فعل وليس اسما
فلا يصح ترجمتها"أخذ حمام،" و لا يصح ترجمتهابالفعل لأن الفعل في التركيب العربي لا ينفك عن ذات وزمان، أما صيغة prendre الفرنسية فهي فعل بدون فاعل وبدون زمان، وهي
أيضا ليست مصدرا أو اسما فهما عندهم PRISE وليس prendre...
أن تتأثر العربية بالفرنسية في النظام معناه أن نستحدث قسما من الأفعال يضاهي الأفعال الفرنسية قبل الصرف أي أفعال لا زمن ولا ذوات فيها وليست مع ذلك مصدرا .. هذا محال ولو حدث لانهار النظام اللغوي العربي كله ...
مثال آخر للتوضيح:
بلغني أن الانجليزية تقدم الصفة على الموصوف هذا نظامها التركيبي ..
تاثر العربية بالانجليزية مستحيل هنا أيضا .. باختصار لك أن تأخذ من عبارات الانجليز ما تشاء وتدخلها في العربية وفق تركيبها الخاص، واصرف النظر نهائيا عن تقديم الصفة على الموصوف ولا مطمع في ذلك إلى يوم القيامة!