تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مكانة (ابن) في: الإعراب]

ـ[العوضي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 07:30 م]ـ

ابن - نسبة الموصف فيها متقدم على لاحقها ولا تستقم الأعلام الثنائية إلا بها قولاً واحداً لا يخالف في هذا عالم عاقل أو أديب وناقد ماهر إلا ما يكون من الأسماء المركبة فهذه لا يدخل فيها: (ابن) إذ لا محل لها هنا، وقد وجدت أهل مالي وموريتانيا يركبون الأسماء (بضم الياء) يركبونها بعضها على بعض ويجعلون - ولا سيما أهل موريتانيا ومن جاور بلادهم - بدل (ابن) يجعلون: (ولد) وهذا أحياناً يكون نسبة إلى الأب مثل: أحمد محمد ولد ماهر.

و/ مصطفى علي ولد الطايع.

لكن هذا خلاف الأصل السماعي مما ورد عن العرب. وإذا أرادوا النسبة إلى القبيلة أو العائلة فهم يقولون: محمد ولد سليمان ولد العائذ وأصل (ولد) إنما ذلك بكسر الواو وتسكين اللام.

ونعود إلى ابن فقد أجمع العلماء دون مخالف على أن من قرأ هذه الآية: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} فحذف: (ابن) بطلت صلاته ما لم يكن ساهياً وهذا بعيد جداً فابن أصلية فما يكون بين علمين مثل/ منصور بن سالم لأن منصور موصوف أنه ابن لسالم وهذه حال مدركة من واقع الشرع وواقع حال اللغة دون نكير وليس بمعتبر حذف (ابن) اليوم من كثير من الأسماء بين علمين لأن هذا تقليد للغير فإن عامة أهل (الغرب) لا يذكرون ذلك وإلا ففي الصحف/ والزبور/ والتوراة/ والإنجيل قبل التحريف والبغي ذكرت (ابن) ورأيت بعض يهود يتمسكون بها وإن لم يكونوا يهوداً أصلاً إنما هم من .. المرتزقة ..

وحق: (ابن) في الإعراب أنها تكون بحسب ما قبلها فيقال: رأيت محمد بن علي فيكون محلها النصب.

وتقول: مررت بمحمدٍ بن علي فيكون محلها الجر إلا ما يكون خاضعاً لأن أو كان فبحسب الموقع فيقال مثلاً: إن خالداً بن ناصر. فتُرفع ابن على أنها خبر: لإنَّ.

وفي حال النصب هكذا حسب هذا المثال: كان معاويةُ بنَ حيدة.

فتنصب: ابن لأنه خبر لكان وابن هذه يجب حذف همزتها (إ) إذا وقعت بين: علمين وتثبت في حالات منها: إذا جاءت في أول السطر مثل: (جاء القوم الصالحون لأداء الحج إلا محمد

ابن يعقوب) فهنا يجب ذكر الهمزة، وتذكر كذلك إذا حذف العلم الأول قبلها مثل: مررت بإبن منصور.

وكذلك إذا سبقت بمحذوف بعدها كنية مثل: رأيت إبن أبي فالح.

ثم إن الذوق الحر السليم يمقت حذفها بين العلمين مقتاً شديداً فلا تدري من الأب من الابن مثل:

(ذهب متعب زيد علي فهد)

وردد هذا الاسم جيداً بذوق حر سليم صافٍ تجده لا شيء لكن اقرأ هنا حين نحيله إلى اللغة بميزانها الصحيح: (ذهب متعب بن زيد بن علي بن فهد) جمال في جمال وتناسق طردي يُحييه: الذوق ويفرح به القلب ويطرب له العقل.

ولك أن تقرأ اليوم كثيراً من المؤلفات ولك أن تقرأ كثيراً من الدعاية والإعلان فسوف تجد كثيراً منها حذف (إبن) إما للجهل أو سوء الفهم أو التقليد أو أنه لا يرى ذلك بينما لو أدرك هؤلاء الخطورة من حذف (إبن) لأعادوا النظر سراعاً كأنهم إلى العلم والخيرات يُوفضون.

فتدبر حال القوم في هذا الحين فكثير منهم جهل دلالة اللفظ على المعنى إذ ركب الاسم تركيباً ونسي أباه وجده وجده أبيه وقبيلته؛ أليس موجباً للعودة إلى العلم باللغة الصحيحة ولزوم جادة الصواب.

http://www.al-jazirah.com/culture/10122007/fadaat23.htm

ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 02:53 ص]ـ

بارك الله فيكم شيخنا العوضي، فقد قلتَ ووعيتَ ما قلتَ، ولم تدع مجالاً لمتزيِّد، ولكنها تنويرات تضيء الدرب للسالكين، فمنها:

- إن الباء في ابن سواء أثبتنا الألف أم حذفناها، إنما يلفظ بها ساكنة؛ وحذف الألف إنما يتجسَّد في الصورة الكتابية فقط، دون اللفظ.

-ما قيل عن ابن يقال عن ابنة.

- قد نحذف ألف ابن ويعوَّض عنها بالتاء مثل: فاطمة بنت محمَّد.

أما عن مواطن إثبات ألف ابن، فتثبت ألف (ابن) في المواطن التالية:

1 - إذا وقعت (ابن) بين علمين أولّهما منُوّن نحو زيدٌ ابن أحمد. قال الأغلب بن عمرو العجليّ:

جاريةٍ من قيسٍ ابنِ ثعلبه كأنّها حِلْية سيفٍ مُذْهَبه

2 - إذا أضيف لفظ (ابن) إلى ضمير، نحو: محمدٌ ابني.

3 - إذا اضيف لفظ (ابن) إلى أبيه، نحو: زيادٌ ابن أبيه.

4 - إذا ثُنّي لفظ (ابن) أو جمع، نحو: الحسن والحسين ابنا علي (رضي الله عنهم).

5 - إذا وقع لفظ (ابن) أول السطر، نحو: ابن خَفَاجة شاعر أندلسي، ونحو: ابن المعتز، ابن الدمينة، ابن المقفَّع، ابن ميَّادة ... .

6 - إذا كانت خبراً تثبت ألفها، نحو: الأمين ابن هارون الرشيد، جواباً لمن سأل: ابن مَنْ الأمين؟. ولا يختلف ذلك كان خبراً للاسم الذي قبله، أو خبراً لأنَّ أو كان، أو إحدى أخواتهما؛ وفي هذه الحالة ينوَّن الاسم الذي قبلهما، إلاّ إذا كان ممنوعاً من الصَّرف، نحو: خالدٌ ابن الوليد، ونحو: إن شأساً ابن جزاء، ونحو: أيزنُ ابن عادل؟.

7 - إذا فُصِل بين العلمين بفاصل، نحو: قال عليٌّ هو ابن أبي طالب: "لا رأي لمن لا يطاع".

8 - إذا وقع لفظ ابن بين علم وغير علم؛ وفي هذه الحالة ينوَّن الاسم، ما لم يكن ممنوعاً من الصَّرف، وتعرب ابن بدلاً، نحو: هذا حسينٌ ابن أخي.

9 - إذا وقعت همزة ابن لضرورة الوزن الشعري فإنَّها تثبت، كقوله:

إلى إبن الكرام رويت لفظاً سما عن كلّ ألفاظ الرواةِ

محمدٌ ابن عبدالله فينا فلا تجزع بأقوال الوشاةِ

10 - إذا وقعت بين اسمين غير علمين، نحو، النجّار ابن النجّار صنع الطاولة.

وتذكَّروا ما يلي:

• إذا أُثبتت الألف في (ابن) فيلزم تنوين الاسم قبلها، والعكس صحيح، تقول مثلاً: زيدٌ ابن رشد، فإذا أسقطت الألف تقول: زيدُ بن رشد.

• لا فرق في العلمين بين أن يكونا اسمين أو كنيتين أو لقبين أو مختلفين.

• لا فرق في العلم الثَّاني بين أن يكون أباه، أو جَدَّهُ، أو أُمَّهُ.

هذا الكلام منقول من كتاب القواعد الأساسية في الترقيم والإملاء والنحو والمعاجم /الدكتور يوسف السحيمات وزميليه، مع تصرُّف قليل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير