تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سيرة الشيخ علي الطنطاوي]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 02:47 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

[سيرة الشيخ علي الطنطاوي]

عاش جدي الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - حياة حافلة بالأحداث زاخرة بالأعمال الجليلة، وقد أتيح له تسجيل بعضها، كما أتيح لغيره تسجيل بعضها الآخر. ومع ذلك فإن كل ما تم تسجيله عن حياته لا يتسع لها لامتدادها، وكثرة أحداثها. ولعلنا في هذا المقال نغطي بعض الجوانب الجديرة من هذه الحياة العظيمة.

أصله وأسرته:

حيث إن لقب جدي هو الطنطاوي فإن الذي يتبادر إلى الذهن أن أصله من طنطا في مصر، والأمر - بالفعل - كذلك. فقد نزح جده منها إلى دمشق سنة 1255هـ، أي منذ قرن وثلاثة أرباع القرن، برفقة عمه. وكان عمه هذا عالماً أزهرياً، حمل علمه معه إلى ديار الشام، حيث جدد فيها العناية بالعلوم العقلية ولا سيما الفلك والرياضيات.

مات سنة 1306هـ، أي قبل أن يولد جدي بإحدى وعشرين سنة. وترجمته في الكتاب القيم "روض البشر" للشيخ عبد الرزاق البيطار، وفي كتاب "الحدائق" للشيخ عبد المجيد الخاني - وهما تلميذاه - وقد جاء في ترجمته: "هو محمد بن مصطفى، الطنطاوي مولداً، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهباً. وكان فقيهاً عالماً بالعربية والفلسفة والعلوم، ومن آثاره "البسيط" وهو آلة فلكية الموضوع في منارة العروس بالجامع الأموي. ومن نظر في تراجم علماء الشام في القرن الماضي وجد الكثير منهم قد قرأ عليه وقعد بين يديه" [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1797#_ftn1).

هكذا كان ابتداء أمر أسرة الطنطاوي في الشام. أما جد جدي الذي جاء من مصر برفقة عمه الشيخ محمد فهو: أحمد بن علي بن مصطفى، وقد كان إمام طابور متقاعداً في الجيش العثماني. وقد وصفه جدي لنا [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1797#_ftn2) فعلمنا من وصفه أنه كان نظامياً حريصاً على الترتيب؛ كل شيء في حياته بحساب، المنام والقيام والطعام. وقد سكن أولاً مع عمه في داره الكبيرة وتزوج ابنته؛ لذلك كان يعرف نفسه بأنه سبط الطنطاوي أي ابن بنته [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1797#_ftn3).

هذا هو جد جدي، أما أبوه الشيخ مصطفى الطنطاوي، فقد كان من العلماء المعدودين في الشام، وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق، كان من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1797#_ftn4).

وكان الشيخ مصطفى مديراً للمدرسة التجارية التي دَرَس فيها جدي، وكانت مدرسة جامعة، فيها قسم للحضانة، وقسم للابتدائي، وقسم للإعدادي والثانوي، مجموع سنوات الدراسة فيها اثنتا عشرة سنة، وبعد ما ترك مديرية المدرسة ولي منصب رئيس ديوان محكمة النقض عام 1918م إلى أن توفي في عام 1925م وكان عمرُ جدي - حينذاك - ست عشرة سنة وثلاثة أشهر [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1797#_ftn5).

وأسرة أمه أيضاً من الأسر العلمية في الشام فهي: رئيفة بنت الشيخ أبي الفتح الخطيب، وأصل أسرتها من بغداد، ثم نزلت حماة ونزح فرع منها إلى قرية عذراء (عدرا) شرقي طريق دمشق - حلب مشرفة على الغوطة، وانتقل منهم إلى دمشق الشيخ عبد الرحمن بن محمد الخطيب المدفون في مقبرة الدحداح سنة 1199هـ. وقد بلغت ذريته الآلاف وغدت من أكبر الأسر الدمشقية [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1797#_ftn6)، وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب، الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع هذا القرن.

نشأته ودراسته:

كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية، وقد عَد من مشايخه الذين قرأ عليهم - في حاشية طويلة في أول كتابه "تعريف عام بدين الإسلام" - طائفة منهم يجاوزون الأربعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير