تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سلسلة لحن القول - تابعونا كل أسبوع]

ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[17 - 11 - 07, 07:08 ص]ـ

للدكتور عبد العزيز الحربي مساهمة لغوية متميزة في جريدة المدينة كل جمعة رأيت نقلها لكم هنا كل أسبوع إن شاء الله فتابعونا والآن مع المشاركة الأولى

لحن القول

قل: وقَفتُ السيارة، ولا تقل: أَوقفتُها

عبدالعزيز الحربي

من أكثر ما يلحن فيه الّلاحنون الخلط بين الثلاثي والرباعي .. وأخبرني أحد الظرفاء أنه جلس إليه رجل لا يدري، ويدري أنه يدري، أخذَ ينعَى على الذين لا يحسنون الإعراب، وقال: إن جمهورهم «يُلحِنون» وضم الياء، فقال له جليسه: نعم؛ لأنهم لا يفرقون بين الثلاثي والرباعي .. وانفض المجلس وهو لا يزال عاذلًا غير عاذر .. ومسألتنا هذه من هذا الباب، قال أبو عمرو بن علاء: «لم أسمع في شيء من كلام العرب: أوقفت فلانًا» .. وقال الصفدي في «تصحيح التصحيف وتحرير التحريف»: «والعامة تقول: أوقفت دابتي والصواب: وَقَفْتُ .. وحكى الكسائي: ما أوقفك هنا، أي: أيُّ شيء صيّرك إلى الوقوف» .. واتفق المحققون أنها لغة رديئة. واستعمال الرديء عند اللغويين كاستعمال المكروه عند الفقهاء، كل منهما يطمح الذوق السليم إلى تركه، فلا حاجة إلى أن يدع الإنسان العربيّ المبينُ الفصيحَ إلى الرديء، ولم يستعمل في القرآن إلا الثلاثي: قال عز وجل: (وقِفُوهُمْ إنَّهُم مَّسْئُولُونَ) [الصافات24] ولم يقل: أوقفوهم، وقال: (ولَوْ تَرَى إذْ وقِفُوا عَلَى النَّارِ) [الأنعام27] ولم يقل: أوقفوا، وقال: (إذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ) [سبأ31] ولم يقل: موقَفُون. ونسب الفيّومي «أوقفَ» إلى تميم .. فإن صحّت نسبتها إليهم فلا يصحّ أن يقال عنها: رديئة .. ومما يضعف هذه النسبة كلام أبي عمرو في أنه لم يسمعها، وأبو عمرو تميمي مازني يبعد أن يخفى عليه ذلك الأمر. وفرّق بعضهم بين الفعلين، فجعل «أوقف لما يمسك باليد، ووقف لما لا يمسك بها».

يتبع

ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 11:38 م]ـ

لحن القول

هل (المظاهرة) جائزة؟!

د. عبدالعزيز الحربي

المظاهرة: إعلان رأي، أو عاطفة بصورة جماعية .. هكذا عرَّفها مجمع اللُّغة العربية، كما نقل ذلك المعجم الوسيط. وزعم طائفة من أهل اللُّغة المعاصرين أن استعمالها بهذا المعنى خطأ، لم يرد في معاجم العربية .. وقالوا: إنّما وردت بمعنى المعاونة، والمؤازرة، كقوله عز وجل: (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ) .. “التحريم4”، وقوله: (وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا) .. “التوبة4”. ولها معنى آخر في الشرع، وهو الظهار: (أن يقول لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمي). وظاهَر بين الثوبين: طابق بينهما، ولبس أحدهما على الآخر. ?وهذا من المانعين جمود ظاهر، وضعف في النظر؛ فإن جميع هذا المعاني موافقٌ لمعنى المظاهرة الشائع في عصرنا، دالٌّ عليه بالمطابقة، والتضمن، واللزوم، دون تكلّف، فالمعاونة، والمؤازرة بالمطابقة، وكذلك المطابقة بين الثوبين، وكلّ مطابقة فيها تضمن وزيادة، والمظاهرة بما يدّل عليه الظهار، ويلزم منه من القطيعة، والفراق، والتحريم، وما تدل عليه المظاهرة في المحتجّ عليه دلالةُ التزام. وتزيد على ذلك معنى الظهور، والبروز، وإظهار المخالفة، أو الموافقة، والسير في الظهيرة؛ لأن العرب تقول: أظهر القوم .. أي: ساروا في الظهِيرة.?وهؤلاء حينما نقدوا هذه اللّفظة لم يتحفونا باسم بديل لمعنى المظاهرة اليوم، وما إخالهم واجدين سواه، ويلزمهم أن لا يثبتوا التسمية بالسيّارة، ولا الطيّارة، ولا الهاتف؛ لأن إطلاقاتها في كلام العرب، ليست كإطلاقاتنا اليوم .. وأمّا المظاهرة في الإسلام فلم تكن معروفة، مع وجود أسبابها يومئذٍ. والواقع يشهد أن ضررها أكبر من نفعها، وهي عاطفة عاصفة، تجمع ما هبّ، ودبّ، ودرج من الرجال والنساء والولدان، وفيهم المتردية، والنطيحة، ومَن كان ذا رجل صحيحة .. وهذا تذييل عارض، ليس من شأن (لحن القول) التفصيل فيه. انتهى

أعتذر عن التأخر في وضع المشاركات بسبب غياب الزاوية من الجريدة أحيانا وعدم اطلاعي عليها أحيانا أخرى

ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 02:11 ص]ـ

لحن القول?

سيَّما

د. عبدالعزيز الحربي?

من الشائع على الكتاب والشعراء والعلماء والواعظين إسقاط ? (لا) من (لاسيمّا) وهو من الّلحن الذي أنكره أبو بكر الزُّبَيدِي ت ? (379 هـ) قبل ألف سنة وخمسين عامًا في كتابه (لحن العامّة) ولم ترد في شعر المتقدمين ممن يستشهد بكلامهم , بل لم ترد (لاسيّما) برمَّتها إلا قليلا , ومن ذلك قول امرئ القيس في معلقته:?ألا رُبَّ يومٍ لك منهنَّ صالحٍ ? ولاسيّما يومٌٍ بدارةِ جُلجُلِ?قال في (تاج العروس): قال السَّخاوي عن ثعلب: (من قاله بغير اللفظ الذي جاء به امرؤ القيس فقد أخطأ) ذلك بأن معنى ? (لاسيّما) لا مثل , فإذا قلت: تعجبني كتب النحو لاسيما كتاب سيبويه , كان معناه اختصاص كتاب سيبويه بإعجاب زائد على سائر كتب النحو , فإذا طرحت (لا) وقلت: سيما كتاب سيبويه صار المعنى: مثل كتاب سيبويه , وهذا غير مراد , فإن أراده من تكلم به قلنا له: إنّ العرب لم تتكلم بها إلا مع (لا) وقد نصّ أبو جعفر النحاس شارح المعلقات عند شرحه لبيت امرئ القيس على أن ّ (سيما) لا تستعمل إلا مع (لا) , ومن الشعراء الذين ولِعوا بحذف (لا) ابن الروميّ , ولعل الشريف الرضيَّ استأنس بذلك حينما صرّح بجواز الحذف , ولغرابة هذه الّلفظة توسّع المتأخرون في التصرف فيها بحذف الواو , وتخفيف الياء , وفتح السين , وحذف (ما) ورأى النحاة التوسّع في إعراب ما بعدها فأجازوا فيه الرفع والنصب والجرّ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير