تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحال المجازية]

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[20 - 11 - 07, 02:55 م]ـ

حيرني هذا المثال وأضرابه: جئت والشمس ساطعة؛ إذ الحال لا تصف صاحبها؛ فهل يصح أن نسميها حال مجازية، وتكون العلاقة زمانية، مجازا عقليا؟ أم تؤول بـ: جئت واضحا.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 11 - 07, 03:56 م]ـ

لا يصح ما ذكرت لوجوه:

-هذه واو المعية وليست واو الحال ... ومعنى الجملة جئت مع طلوع الشمس ...

-ثم إن المجاز العقلي يكون في الاسناد فحسب (إسناد الفعل وشبهه .. ) والاسناد الوحيد في الجملة للمجيء وهو حقيقي ... والعلاقة الزمانية التي يتكلم عنها أصحاب المجاز العقلي هي كما في قولهم نهارك صائم .. ويزعمون أن صائم أسند إلى زمن الفعل بدل صاحبه المتلبس به

-جئت واضحا ... تأويل لجملة من قبيل:"جئت مثل الشمس ساطعة"لكن الواو لا تحمل معنى التشببيه إطلاقا ..

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[20 - 11 - 07, 07:51 م]ـ

وهل ينطبق السابق على "ونحن عصبة" في قوله تعالى: قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 11 - 07, 12:33 ص]ـ

"ونحن عصبة"جملة حالية بلاخلاف ... وقد قرئت "عصبة "بالنصب ... على أنها حال مفردة لفعل محذوف تقديره ونحن نرى أو نوجد او نجتمع عصبة.

الجملة من المبتدأ والخبر حالية لأنها بينت هيئة الافتراس:أكله الذيب في حالة كونهم عصبة ...

والفرق بين واو الحال و واو المعية أن في الأولى تلبسا وفي الثانية مجرد مجاورة ..

سرت والنهر .... افادت الواو مجاورة السير للنهرفقط وليس في النهر ما يصف فعل السير أو يكيفه ... عكس قولك:

سرت وأنا متعب ... فالتعب هنا متلبس بالسير ووصف له .. فهو حال ..

والله أعلم ..

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 11 - 07, 01:40 ص]ـ

هذه فائدة أضيفها للإخوة:

النعت وصف للأسماء ... والحال وصف للأفعال ...

ومنه يعرف الفرق بين قولك:

جاء الرجل السريع ...

جاء الرجل سريعا ..

"السريع"صفة للرجل ولا علاقة للفعل بها، فقد يجيء الرجل السريع ببطء. وقد تقول جاء الرجل السريع متئدا .. وتكون الجملة مع ذلك معقولة ..

"سريعا"صفة للسير وليست للرجل استقلالا،بل له وهو متلبس بفعل الجري ... فلا تقول: جاء الرجل سريعا بطيئا لأن اجتماع الضدين غير مستساغ إلا أن تقصد حالة متوسطة بين بين.

ومن هنا قلنا:

سرت والنهر ...

الواو للمعية وليست للحال .. لان النهر لا يصف السير.

ـ[الدكتور مصطفى عراقي]ــــــــ[23 - 11 - 07, 04:58 م]ـ

حيرني هذا المثال وأضرابه: جئت والشمس ساطعة؛ إذ الحال لا تصف صاحبها؛ فهل يصح أن نسميها حال مجازية، وتكون العلاقة زمانية، مجازا عقليا؟ أم تؤول بـ: جئت واضحا.

أخي الفاضل الأستاذ الجليل: فريد البيدق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

فقد ذكر ابن هشام رحمه الله هذه المسألة في الأمور المشكلة في كتابه الجليل (مغني اللبيب) فقال:

"مما يُشكل قولهم في نحو " جاء زيدٌ والشمسُ طالعة": إن الجملة الاسمية حال، مع أنها لا تنحل إلى مفرد، (يعني لا تؤول بمفرد) ولا تبين هيئة فاعل ولا مفعول، (يعني لا تبين صاحب الحال لعدم وجود ضمير فيها يعود عليه) ولا هي حال مؤكدة،

ثم ذكر رحمه الله توجيهات لهذه الجملة:

الأول: أن الحال هنا سببيّ مثل النعت السببي، وهذا رأي ابن جني رحمه الله:

إذ يقول:: تأويلُها: " جاء زيد طالعةً الشمسُ عند مجيئه،" يعني فهي كالحال والنعت السببيين كمررتُ بالدار قائماً سُكانُها، وبرجلٍ قائم غلمانه.

أما الرأي الثاني فهو أوضح وأقرب، وهو رأي ابن عمرون القائل:

وقال ابن عمرون: هي مؤولة بقولك مُبكراً، ونحوه،

فيكون معنى الجملة: جاء زيد مُبكِّرا

وهو تقدير مناسب جدا لمعنى الجملة كما ترى

أما الرأي الثالث: فهورأي صدر الأفاضل تلميذ الزمخشري:

فقال: إنما الجملة مفعول معه، وأثبت مجيء المفعول معه جملة،

فيكون معناها: جاء زيد مع كون الشمس طالعة أو مع طلوع الشمس

والرأي الرابع للزمخشري: وهو جعل الحال هنا جاريةً مجرى الظرف، وقد بين هذا في

في تفسير قوله تعالى:

وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)

حيث يقول: فإن قلت: زعمت أنّ قوله: {والبحر يَمُدُّهُ} حال في أحد وجهي الرفع، وليس فيه ضمير راجع إلى ذي الحال (يعني صاحب الحال). قلت: هو كقوله:

وَقَدِ اغْتَدَى وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا ... و: جئت والجيش مصطف. وما أشبه ذلك من الأحوال التي حكمها حكم الظروف.

(والبحرُ يمدّهُ من بعدهِ سبعةُ أبحرٍ) في قراءة من رفع البحر: هو كقوله:

وقدْ أغتدي والطيرُ في وُكناتها".

وفصله في "مفصله: قائلا:: ويجوز إخلاء هذه الجملة عن الراجع إلى ذي الحال إجراء لها مجرى الظرف لانعقاد الشبه بين الحال وبينه، تقول:

أتيتك وزيد قائم، ولقيتك الجيشُ قادمٌ،

وقال (يعني امرأ القيس):

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِهابِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ

فيكون معنى الجملة: جاء زيد في حال طلوع الشمس

أو ملابسا لطلوع الشمس

وعليه فسر البغدادي بيت امرئ القيس فقال:

" وجملة: والطير في وكناتها حال من ضمير المتكلم، أي: أغدو إلى الصيد ملابساً لهذه الحالة.

ليربط الحال الجملة بصاحبها (الضمير)

واقترح الخوارزمي مذهبا سادسا في شرحه للمفصل (1: 442)

هو أن الواو هنا ليست واو الحال بل هي واو أخرى اقترح أن يسميها واو الظرف. فجعل الجملة من باب الحال ويكون تقديرها: جاء زيد وقتَ طلوع الشموس،فلا تحتاج إلى رابط.

وبهذا ترى يا أخي الكريم أنه لم يقل أحدٌ بمجازية الحال هنا كما أن تقدير الحال (واضحا)

بعيدٌ عن الجملة لفظا ومعنى. لأن غرض المتكلم في هذا إنما هو التبكير كما في تقدير الحال:"مُبكرا"

أو الدلالة على الوقت: سببية، أم ملابسةً، أم ظرفية.

والله تعالى أعلى وأعلم

وجزاك عنا خير الجزاء

أخوك: مصطفى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير