تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(6) شرحنا المعاني المختلفةَ للمفردة، انطلاقًا من الحِسِّيِّ إِلى العقْليّ، ومن الحَقيقيِّ إلى المَجازيِّ دون الإخلال بما جاء في المعاجم القديمة، مع إضافة المعاني الجديدة بأسلوب واضح، دقيقٍ، مستمَدٍّ من روح العصر، بحيث لا يقع القارئ عند بحثه عن معنى الكلمة على نصٍّ غامض يحتاج بدوْره إلى شرح وتفسير.

(7) أثبتْنا التعابيرَ الشائعةَ التي تتضمن المفردةَ المشروحة، وقدّمنا لكلٍّ من معانيها، وفي معظم الأحيان، مثالا يساعد القارئ على كيفية استعمال الكلمة بهذا المعنى أو ذاك. الأمثلةُ التي أوردناها هي من آيات القرآن الكريم أو من الحديث النبوي الشّريف أو من مأثوراتِ القول، أو ممّا صاغَه واضعو المعجم مستَمَدًّا من واقع الحياة المعاصرة.

(8) ونتيجةً لنموْ المعرفة واتّساعها فإن بعض المفردات التي كانت لها في الماضي معانٍ محددة، قد أُعطيتْ في العصر الحاضر معاني جديدة إضافيةً، حرصْنا على إثباتها وإبرازها. فنحن، على سبيل المثال، نستعمل كلمة (إسْقاط)، بالإضافة إلى معانيها التقليدية، لندلَّ بها، في ميدان علم النفس، على ما يَنْسبُه الإنسانُ من دوافعه وأفكاره الذاتيّة إلى الآخرين.

(9) أثبتنا كثيرًا من المفردات العلمية والتقنيَّة الحديثة التي اعتمدتْها مجامعُ اللغة العربية ومؤتمراتُ التّعريب التي تدعو إليها المنظَّمةُ العربيّة للتربية والثقافة والعلوم، وما شاع تداوُله في وسائل الإعلام الجماهيريّ ولدى الكُتاب المعاصرين.

(10) ضَمَّ المعجم زهاء (40.000) أربعين ألف مفردة، وهو رقم لم يَبلغْه أيٌّ من معاجم اللغة العربية الحديثة التي وُضعتْ في العقود الأخيرة من هذا القرن.

(11) تخطينا أبعاد المعجم اللغوية، بهدف إمتاع القارئ وإطلاعه على بعض السِّمات البليغة لعالمنا المعاصر، فزوّدنا المعجم بمجموعات من الصور الملونة، تعبّر عما حققه الإنسان من مبدعات وتجديدات، تقف شاهدًا على تسارع البشرية في تطوّرها المذهل، وهي تشارف القرن الواحد والعشرين.

إن تفرُّدَ هذا المعجم ببعض الخصائص التي أتينا على ذكرها يبرِّر، في تقديرنا، وضعَه وإصداره، ليأخذَ مكانه بين المعاجم المتداوَلة، إسهامًا في تثقيف الناطقين بالعربية ودارسيها، وإغناءً لها ببعض ما أبدعه الفكر الحديث من مفاهيم وما يقابلها من مفردات ومصطلحات.

ولئن كان لكلِّ عملٍ معجميِّ بدايةٌ، فليس لأيِّ عمل معجميٍّ نهاية، إذ يترتب على أجيال واضعيه والمُشْرفين عليه أن يتعهَّدوا تطويرَه باطّراد، فيُضيفوا إليه الجديد، ويُنقِّحوا من مفرداته ومعانيها ما اقتضاه تبدُّلُ المفاهيم ومضمونها. وبكلمة موجزة إن العمل المعجميّ هو وِلادَةٌ متواصلة.

وإذْ نقدّم هذا المعجم، بتواضع صادق، إلى جمهور القرّاء، فإننا نرجو من رجال اللغة والأدب، ومن سائر المعنيّين بالكلمة العربية أن يبعثوا إلينا بما يرون من ملاحظات واستدراكات تهدف إلى المزيد من تجويده، وإغنائه، وتحريرِه من أَخطاء سُهِيَ عنها، فيتمّ تدارك ذلك كله في الطبعة التالية.

واللهَ نسألْ أن يأخذ بيدنا إلى ما فيه الخير.

ـــــــــــــــــــــــ

ثانيا كتاب / محيط المحيط

التأليف

المُعَلِّم بُطْرُس البُسْتاني

1819 - 1883

بقلم الدكتور ألبير مُطْلَق

أستاذ اللغة العربيّة في الجامعة اللّبنانيّة

وُلِدَ المُعَلِّم بُطْرُس البُسْتَاني سنةَ 1819 في قَرْية الدِبِّيّة في لُبنان. وتَلقّى عُلومَه في مدرسةِ عين وَرَقة، كُبْرى مدارسِ ذلك العَهْد. وهناك تَعَلَّم العربيَّة والسّريانيّة واللاتينيّة والإيطاليّة والفلسفة واللاّهوت والشَّرع الكنسيّ، ودرس الإنكليزيّة على نفْسه.

في عام 1840 وَفَدَ إلى بيروت واتَّصل ببعض المُرْسَلين الأميركيّين يعلِّمُهم العربيَّةَ ويعرِّبُ لهم الكتبَ. ومنذ ذلك الوقت نشأتْ بينه وبين كُرْنيلْيوس فانْدايْك، أحدِ مؤسِّسي "الكلّيّة السوريّة الإنجيليّة" في بيروت (الجامعة الأمريكيّة)، صداقةٌ امتدَّتْ طَوالَ العُمْر، وكان لها أثرٌ على الرَّجُلين العظيمين. بعد عام 1848 وسَّع البُسْتاني مَعارفَه بدراسة اللّغَتينِ اليونانيَّةِ والعبرانّيةِ. واشتركَ مع عالي سْميث في ترجمة الكتاب المقدَّس إلى العربيّة، وهي الترجمة التي أتَّمها فيما بعدُ كُرْنسلْيوس فانْدايْك، وعُرِفَتْ بالأميركانيّة. بعد 1860 وجَّهَ عِنايةً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير