تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويذكر المؤلف امثلته لذلك، فيورد بعضاً من العبارات التي ينبغي ان لا يخلط الكاتب بينها في الاستعمال، وان يضعها موضعها الصحيح فيقول في هذا المضمار:

( ... فاني رأيت الكتّاب قد تركوا تفقد هذا من انفسهم، وخلطوا فيه، فليس يفرقون بين من يكتب اليه (فرأيك في كذا)، وبين من يكتب اليه: (فاني رأيت كذا)، و (رأيك) انما يكتب بها الى الاكفاء، والمتساوين، ولا يجوز ان يكتب بها الى الرؤساء والاستاذين لان فيها معنى الامر ولذلك نصبت ... ).

ويستمر ابن قتيبة في ايراد الامثلة فيقول مستشهداً بآيات من الذكر الحكيم التي تمثل اعلى واسمى درجات الفصاحة والبلاغة والبيان، والمثال الذي يجب ان يحتذي به المتأدب:

( ... ولا يفرقون بين من يكتب اليه: (وانا فعلت ذلك)، وبين من يكتب اليه: (ونحن فعلنا ذلك)، و (نحن) لا يكتب بها عن نفسه الا آمر او ناه لانها من كلام الملوك والعلماء ... ).

واما الآيات التي يستشهد بها مؤلف كتاب ادب الكاتب فهي قوله تعالى متحدثاً عن ذاته المقدسة: «انا نحن نزلنا الذكر» (الحجر، 9)، وقوله عزوجل: «انا كلّ شيء خلقناه بقدر» (القمر، 49)، في حين انه جلت قدرته، يستخدم صيغة المفرد بشأن مخلوقاته وصيغة الجمع بشأن ذاته، فيقول مثلاً حكاية عن من حضره الموت: «ربّ ارجعون، لعلّي اعمل صالحاً» (المؤمنون، 99، 100)، فلم يقل: «ربّ ارجعون» ...

ويشير الدينوري بعد ذلك الى الايجاز الذي يعتبر احدى الدعامات الاساسية، والاركان الرئيسية للبلاغة والبيان، الا انه ينبه في ذات الوقت الى ان الايجاز له مواضعه المناسبة، وحالاته الضرورية، فهو ليس مستحسناً مستساغاً في جميع الاحوال، بل ان المدار في ذلك رعاية المقام ومقتضى الحال.

فالايجاز ليس بمحمود في كل موضع، ولا بمختار في كل كتاب، بل لكل مقام مقال، ولو كان الايجاز محموداً في كل الاحوال لجرده الله تعالى في القرآن، ولكنه اطال تارة للتوكيد، وحذف تارة للايجاز، وكرر تارة للافهام، ويضرب ابن قتيبة امثلة وحالات لذلك فيقول:

( ... فليس يجوز لمن قام مقاماً في تحضيض على حرب، او حمالة بدم، او صلح بين عشائر ان يقلل الكلام ويختصره، ولا لمن كتب الى عامة كتاباً في فتح او استصلاح ان يوجز ... ).

بعد تلك المقدمة التي يستفتح بها المؤلف كتابه، يفرد الباب الاول منه لبيان، واستقصاء ما يضعه الناس في غير موضعه، ومنها (اشفار العين) التي يذهب الناس الى انها الشعر النابت على حروف العين في حين ان الصحيح انها حروف العين التي ينبت عليها الشعر.

ثم يقول بعد ذلك مبيتاً المعاني والاستعمالات المختلفة للاشفار، وشُفْرُ كل شيء حرفه وكذلك شفيره، ومنه يقال: شفير الوادي، وشُفْرُ الرحم، فان كان احد من الفصحاء يسمي الشعر شفراً فانما سماه بمنبته، والعرب تسمي الشيء باسم غيره اذا كان مجاوراً له، او كان منه بسبب.

منقول

ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 12 - 07, 09:42 م]ـ

جزاكم الله خيرا.

للفائدة:

للكتاب طبعة جيدة بتحقيق الأستاذ محمد الدالي، عن مؤسسة الرسالة.

ـ[أم حنان]ــــــــ[06 - 12 - 07, 10:17 م]ـ

بارك الله فيكم شيخنا الكريم على هذه الفائدة، وزادكم علما وفضلا.

ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 06:31 م]ـ

جزاكم الله خيرا.

للفائدة:

للكتاب طبعة جيدة بتحقيق الأستاذ محمد الدالي، عن مؤسسة الرسالة.

قال العلماء: كتب الأدب أربعة:

أدب الكاتب ـ الأمالي للقالي، والبيان والتبيين، والكامل للمبرد

وقالوا أيضًا: من ليس عنده أدب الكاتب فليس بكاتب.

ومن ليس عنده الكامل فليس بكامل.

ومن ليس أمالي القالي فهو عن الأدب قالٍ.

ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[15 - 08 - 10, 01:35 ص]ـ

هل هناك رابط له بى دى اف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير