تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[24 - 12 - 08, 01:12 ص]ـ

ألاَ مَنْ يَشْترِي سَهَراً بِنَوْمٍ

قال الميداني في مجمع الأمثال:

قالوا: إن أول مَنْ قال ذلك ذو رُعَيْن الْحِمْيَري وذلك أن حِمْيَر تفرقت على ملكها حسان وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم ومالوا إلى أخيه عمرو وحملوه على قَتْل أخيه حَسَّان وأشاروا عليه بذلك ورغبوه في المُلْك ووَعَدوه حسن الطاعة والموازرة فنهاه ذو رُعَيْن من بين حمير عن قتل أخيه وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونَفَر عنه النوم وانتقض عليه أموره وأنه سيعاقِبُ الذي أشار عليه بذلك ويعرف غشهم له فلما رأى ذو رُعَيْن أنه لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب قال هذين البيتين وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو وقال: هذه وديعة لي عندك إلى أن أطلبها منك فأخذها عمرو فدَفَعها إلى خازنه وأمَرَه برفعها إلى الخزانة والاحتفاظ بها إلى أن يَسْأل عنه فلما قَتَلَ أخاه وجلس مكانه في الملك مُنِعَ منه النومُ وسُلِّط عليه السهر فلما اشتد ذلك عليه لم يَدَعْ باليمن طبيبا ولا كاهنا ولا منجما ولا عرّافا ولا عائفا إلا جمعهم ثم أخبرهم بقصته وشكا إليهم ما به فقالوا له: ما قَتَلَ رجل أخاه أو ذا رَحِم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم فلما قالوا له ذلك أقبل على مَنْ كان أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من أقْيَال حِمْير فقتلهم حتى أفناهم فلما وصل إلى ذي رُعَين قال له: أيها الملك إن لي عندك بَرَاءة مما تريد أن تصنع بي قال: وما براءتك وأمانك؟ قال: مُرْ خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا فأمر خازِنه فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فَضَّها فإذا فيها:

ألاَ مَنْ يَشْتَري سَهَراً بِنَوْمٍ ... سَعِيدٌ مَنْ يبيتُ قَرِيرَ عَيْنِ

فإمَّا حِمْيَر غَدَرَتْ وخانت ... فَمَعْذِرَةُ الإله لِذِي رُعَيْنَ

ثم قال له: أيها الملك قد نَهيتك عن قتل أخيك وعلمتُ أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك فكتبت هذين البيتين بَرَاءة لي عندك مما علمت أنك تصنع بمن أشار عليك بقتل أخيك فقبل ذلك منه وعفا عنه وأحسن جائزته

يضرب لمن غمط النعمة وكره العافية

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[26 - 12 - 08, 10:38 م]ـ

إِنّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيبُ

-قال الميداني:

أي لمنتظره يقال: نَظَرْتُه أي انتظرته وأول من قال ذلك قُرَاد بن أجْدَعَ وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليَحْمُوم فأجراه على أثَر عَيْر فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء فطلب مَلْجأ يلجأ إليه فدُفِع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حَنْظَلة ومعه امرأة له فقال لهما: هل من مَأوًى فقال حنظلة: نعم فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة؟ قالت: عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبح الشاةَ لأتخذ من الطحين مَلَّة قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه مَلَّة وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة وأطعمه من لحمها وسقاه من لبنها واحتال له شراباً فسقاه وجعل يُحَدثه بقية ليلته فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيء اطلب ثَوَابك أنا الملك النعمان قال: أفعل إن شاء الله ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نَكْبة وجَهْد وساءت حاله فقالت له امرأته: لو أتيتَ الملك لأحسن إليك فأقبلَ حتى انتهى إلى الحِيرَة فوافق يومَ بؤس النعمان فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان فقال له: أنت الطائيّ المنزول به؟ قال: نعم قال: أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم؟ قال: أبَيْتَ اللعن وما كان علمي بهذا اليوم؟ قال: والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول قال: أبَيْتَ اللعنَ وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها قال: فإن كان لابدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك قال النعمان: فأقم لي كَفيلاً بموافاتك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير