تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[27 - 01 - 09, 08:18 ص]ـ

إنَّ الْبَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَالٍ

قالوا: أول مَنْ قال ذلك أُحَيْحَةُ بن الجُلاَح الأوْسِيُّ سيد يثرب وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير العبسي أتاه - وكان صديقا له - لما وقع الشر بينه وبين بني عامر وخرج إلى المدينة ليتجَهَّز لقتالهم حيث قتل خالدُ بن جعفر زهيرَ بن جَذِيمة فقال قيس لأحَيْحَة: يا أبا عمرو نُبِّئت أن عندك دِرْعا فبِعْنِيهَا أو هَبْها لي فقال: يا أخا بني عَبْس ليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل عنه ولَولا أني أكره أن أستلئم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سَوَابق خيلي ولكن اشْتَرِها بابن لَبُون فإن البيع مرتخص وغال فأرسلها مثلا فقال له قيس: وما تكره من استلآمك إلى بني عامر؟ قال: كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول:

إذا ما أرَدْتَ العزَّ في دار يثرب ... فنادِ بصوتٍ يا أحَيْحَةُ تُمْنَعِ

رأينا أبا عَمْرٍ وأحَيْحَةَ جَارُهُ ... يَبيتُ قريرَ العين غيرَ مُرَوّعِ

ومن يأتِهِ من خائِفٍ يَنْسَ خوفَه ... ومن يأته من جائِعِ البطنِ يَشْبَعِ

فضائلُ كانت للجُلاَح قديمة ... وأكْرِمْ بفَخْرٍ من خصالك أربع

فقال قيس: يا أبا عمرو ما بعد هذا عليك من لوم ولهى عنه

ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[03 - 02 - 09, 09:00 م]ـ

في نَظْمِ سَيْفِكَ ما تَرَى يَا لُقَيْمُ

قال الميداني:

حديثه أن لقمان بن عاد كان إذا اشتدَّ الشتاء وكَلِبَ كان أشدَّ ما يكون وله راحلة لا تَرْغُو ولا يُسْمع لها صوت فيشدُّها برَحْله ثم يقول للناس حين يكاد البردُ يقتلُهم: ألا من كان غازياً فَلْيَغْزُ فلا يلحقَ به أحد فلما شبَّ لقيم ابنُ أختِهِ اتَّخذ راحلة مثل راحلته فلما نادى لقمان " ألا من كان غازياً فليغز " قَال له لقيم: أنا معك إذا شِئت ثم إنهما سارا فأغارا فأصابا إبلا ثم انصرفا نحو أهلهما فنزلا فنحرا ناقةً فَقَال لقمان للقيمٌ:

أتعشِّى أم أعشِّي لك؟ قَال لقيم: أي ذلك شِئت قَال لقمان: اذهب فَعَشِّها حتى ترى النجم قمَّ رأسٍ وحتى ترى الجوزاء كأنها قطار وحتى ترى الشِّعْرَى كأنها نار فإلا تكن عَشِّيت فقد أنَيْت قَال له لقيم: نعم واطْبُخْ أنت لحم جَزُورك حتى ترى الكَرَاديسَ كأنها رؤوسُ رجال صُلْع وحتى ترى الضُّلُوع كأنها نساء حَوَاسر وحتى ترى الوَذْرَ كأنه قَطاً نَوَافر وحتى ترى اللحم كأنه غَطَفان يقول غط غط فإلا تكن أنْضَجْتَ فقد أنَيْت ثم انطلقَ في إبله يُعَشيها ومكث لقمان يطبخ لحمه فلما أظلم لقمان وهو بمكان يُقَال له شَرْجٌ قَطَع سَمُرَ شَرْج فأوقد به النار حتى أنضج لحمه ثم حفر دونه فملأه ناراً ثم واراها فلما أقبل لقيم عَرَفَ المكان وأنكر ذهاب السَّمُرِ فَقَال: أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أنَّ أُسَيْمِراً فأرسلها مَثَلاً .... ووقَعَتْ ناقة من إبله في تلك النار فنفرت وعرف لُقَيْم أنه إنما صنع لقمان ذلك ليصيبه وأنه حَسَده فسكتَ عنه ووجد لقمان قد نَظَم في سيفه لحماً من لحم الْجَزُورِ وكَبِداً وسَنَاما حتى توارى سيفهُ وهو يريد إذا ذهب لقيمٌ ليأخذه أن ينحره بالسيف فَفَطِنَ لقيم فَقَال: في نظْم سيفك ما ترى يا لقيم فأرسلها مَثَلاً فحسد لقمان الصحبة فَقَال له لقيم: القسمة فَقَال له لقمان: ما تطيبُ نفسي أن تقسم هذه الإبلَ إلا وأنا مُوثَقُ فأوثقه لقيم فلما قَسَمها لقيم نَقَّي منها عشراً أو نحوها فَجَشِعَتْ نفسُ لقمان فنَحَطَ نَحْطة (نحط نحطة: زفر زفرة وتقضبت: تقطعت) تقضَّبت منها الأنْسَاع التي هو بها مُوثَق ثم قَال: الغادرة والمتغادرة والأفِيلُ النادرة فذهب قوله هذا مَثَلاً وقَال لقيم: قبح الله النفس الخبيثة. قوله " الغادرة " من قولهم: غَدَرَت الناقة إذا تخلَّفت عن الإبل والأفِيلُ: الصغير منها يريد اقسم جميع ما فيها. والمثل الأول يضرب في المماكرة والخداع والثاني في الخسة والاستقصاء في المعاملة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير