تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد. قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد، فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت، و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "سير أعلام النبلاء " (8/ 15) من رواية جعفر الفريابي: سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول: قال لي أحمد ابن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.

فقلت: لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب، ثم نسمعه من ابن لهيعة ". قلت: و لا يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى عليه، و قال: هو آخر من سمع من ابن لهيعة ". قلت: و ذلك لأنه كان يعتمد على كتاب ابن وهب، و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة. و الله أعلم.

* و يؤيد هذه الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال: " سمعت قتيبة

يقول: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه، أو كتب ابن وهب إلا ما كان من حديث الأعرج ". انظر " السلسة الصحيحة" (6/ 342). وانظر "السلسة الضعيفة" (14/ 1127).

فائدةٌ مستدركةٌ: قال الشيخ المحدّث عبد الله السعد في شرحه "الموقظة":

والعلماء اختلفوا في ابن لهيعة على قولين:

هناك من يصحح رواية العبادلة عن ابن لهيعة أو يحسنها على الأقل ويرد ما عداها، وممن ذهب إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله و الشيخ الألباني رحمه الله.

وهناك من يتفق مع أصحاب الرأي الأول في رد روايته بعد الإختلاط، ولكنه لا يحتج بروايته قبل الإختلاط، وإنما يستشهد بها ومنهم أحمد وأبوزرعة وابن معين، فهو عندهم ضعيف في كل أحواله، ولكن ضعفه اشتد بعد إختلاطه، وقد قال أحمد: هو ضعيف قبل الإختلاط وبعده، وقال الدارقطني: رواية العبادلة عنه يعتبر بها، وهذا ما رجحه الشيخ السعد حفظه الله، وقال بأنه وجدت أحاديث منكرة لإبن لهيعة حتى من رواية من روى عنه قبل الإختلاط، بل حتى من رواية العبادلة عنه، وهي أعلى الروايات عنه، وأما قول عبد الغني المصري: رواية العبادلة عنه صحيحة وقول أحمد: رواية قتيبة عنه صحيحة، (لأنه روى عن ابن المبارك، وهو أحد العبادلة الذين تميزت روايتهم عنه)، فهي أقوال مجملة، وتحمل على أن سماعهم منه صحيح، بغض النظر عن صحة أحاديثه.

فائدةٌ متمّمةٌ: سئل الشيخ عبدالعزيز بن محمد السعيد في شرحه "الموقظة":

س: هذا يقول: جمهور العلماء على تضعيف ابن لهيعة والذهبي على تضعيفه، وهناك قول وهو أن ابن لهيعة أحاديثه صحيحة، ولكن بعدما احترقت كتبه أصبحت أحاديثه ضعيفة؛ لأنه كان يحدث الناس بحفظه وهو سيئ الحفظ، وقبل احتراق كتبه أحاديثه صحيحة.

ج: هذا كما قال الإمام أحمد في ابن لهيعة لما سئل عنه قال: ما زال مخلطا قبل الاحتراق وبعد الاحتراق، لكن عبارة أهل العلم أو أكثر أهل العلم الذين تكلموا في ابن لهيعة قالوا: حديثه قبل الاحتراق أصح، وهناك فرق بين صحيح وأصح، يعني: أنه قد يكون ضعيفا قبل الاحتراق وازداد ضعفه لما احترقت كتبه، ولا يلزم من قوله: هذا أصح من هذا أن يكون ما جاء قبل صيغة التفضيل صحيحا. لأ. قد يكون أصح على معنى أعلى، وإن كان الكل يشترك في أنه ضعيف كما يقال: أصح ما في الباب أو حديث فلان أصح من حديث فلان ليس معناه أن الكل صحيح، بل أحيانا يكون أحدهما، وضاعا والآخر ضعيفا جدا، فيقال: حديث فلان الذي هو ضعيف جدا أصح من حديث فلان الذي هو الكذّاب ولا يلزم من صحة الحديث.

* وكذلك ابن لهيعة كثير من عبارات أهل العلم يقولون: حديثه قبل الاحتراق أصح، وهذه العبارة لا تقتضي صحة حديثه قبل الاحتراق، وسبق لنا أن الذهبي -رحمه الله- حكى استقرار عمل العلماء على تضعيف حديث ابن لهيعة الأول والآخر، وسبق أن الحافظ البيهقي -رحمه الله- حكى إجماع أهل العلم على ضعف حديث ابن لهيعة، لكن هذا الحديث مدخول كما ذكره ابن الملقن في البدر المنير.

من يضعّف رواية ابن لهيعةَ مطلقاً -وعليه جمهور وأكثر المحدثين من المتقدّمين والمعاصرين-:

* الإمام أبو رزعة الرازي -رحمه الله-.وقد قيل لأبي زرعة رحمه الله: رواية القدامى عنه, تختلف عن رواية غيرهم؟ قال: القدامى وغيرهم سواء, فهو ضعيف ولا يُحتَج به.

* الإمام أبو حاتم الرازي. ويحيى بن سعيد القطّان. و الإمام أحمد بن حنبل في رواية عنه.

* الحافظ يحيى بن معين-رحمه الله-. والإمام البيهقيّ -رحمه الله-. والبخاري -رحمهم الله-.

* الشيخ عبد الله السعد, والشيخ سليمان العلوان, والشيخ مقبل الوادعيّ.

وأنهي بكلام ابن الصلاح في "المقدمة": وَمِنَ الْمُتَسَاهِلِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْمِصْرِيُّ، تُرِكَ الِاحْتِجَاجُ بِرِوَايَتِهِ مَعَ جَلَالَتِهِ لِتَسَاهُلِهِ. ذُكِرَعَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ: أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا مَعَهُمْ جُزْءٌ سَمِعُوهُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَنَظَرَ فِيهِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَجَاءَ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " مَا أَصْنَعُ؟ يَجِيئُونِي بِكِتَابٍ، فَيَقُولُونَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ، فَأُحَدِّثُهُمْ بِهِ ". انتهى. وذكرهم ممّن يصحّف في المتن والسند.

والعذرُ على الإطالةِ ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير