و قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يسأل عن رشدين بن سعد، قال: ليس بشىء، و ابن لهيعة أمثل من رشدين، و قد كتبت حديث ابن لهيعة. قلت ليحيى بن معين: ابن لهيعة و رشدين سواء؟ قال: لا، ابن لهيعة أحب إلى من رشدين، رشدين ليس بشىء. ثم قال لى يحيى بن معين: قال أهل مصر ما احترق
لابن لهيعة كتاب قط، و ما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات. قال يحيى: و كان أبو الأسود النضر بن عبد الجبار راوية عنه، و كان شيخ صدق، و كان ابن أبى مريم سىء الرأى فى ابن لهيعة فلما كتبوها عنه و سألوه عنها سكت عن ابن لهيعة.
قلت ليحيى: فسماع القدماء و الآخرين من ابن لهيعة سواء؟ قال: نعم سواء واحد.
قال يحيى بن بكير، و المفضل بن غسان الغلابى: ولد سنة ست و تسعين.
و قال محمد بن سعد، و أبو سعيد بن يونس: ولد سنة سبع و تسعين.
و قال أحمد بن صالح: فى قول الناس: أن الليث ولد سنة ثلاث و تسعين، ولد ابن
لهيعة بعد الليث بنحو من سنتين.
و قال يحيى بن بكير، و أحمد بن صالح، و محمد بن سعد، و المفضل بن غسان،
و محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، و أبو سعيد بن يونس، فى آخرين: مات سنة أربع و سبعين و مئة.
قال ابن عبد الحكم: فى جمادى الأولى.
و قال يحيى بن المفضل: فى جمادى الآخرة.
زاد يحيى: لست بقين منه.
و قال محمد بن سعد، و أبو سعيد بن يونس: يوم الأحد النصف من ربيع الأول.
زاد محمد بن سعد: فى خلافة هارون.
و زاد ابن يونس: و صلى عليه دواد بن يزيد بن حاتم الأمير.
و قد تقدم قول إسحاق بن عيسى: أنه مات سنة أربع أو ثلاث و سبعين.
و قال هشام بن عمار: مات سنة خمس و سبعين و مئة. و لم يتابعه أحد على هذا
القول.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: حدث عنه عمرو بن الحارث و محمد بن رمح، و بين
وفاتيهما أربع و تسعون سنة. و حدث عنه سفيان الثورى، و محمد بن رمح، و بين وفاتيهما إحدى و ثمانون سنة.
روى له مسلم مقرونا بعمرو بن الحارث، و أبو داود، و الترمذى، و ابن ماجة.
و روى البخارى فى " الفتن " من " صحيحه " عن المقرىء، عن حيوة، و غيره، عن
أبى الأسود " قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فبلغ عكرمة " الحديث. و فى
تفسير سورة البقرة: * (و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة) *.
و زاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب، قال: أخبرنى فلان و حيوة بن شريح، عن بكر ابن عمرو، عن بكير بن الأشج، عن نافع، عن ابن عمر حديث: " بنى الإسلام على
خمس "، و فى " الاعتصام " عن سعيد بن تليد، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن
شريح و غيره، عن أبى الأسود، عن عروة، عن عبد الله بن عمرو: " إن الله لا ينزع العلم "، و فى تفسير سورة النساء، و فى أخر الطلاق، و فى غير موضع فقال
أبو عبد الله بن يربوع الإشبيلى: أنه ابن لهيعة فى هذه المواضع كلها.
و روى النسائى أحاديث كثيرة من رواية ابن وهب و غيره يقول فيها: عن عمرو بن الحارث، و ذكر آخر: و هو فلان، و ذكر آخر، و نحو ذلك.
و جاء كثير من ذلك مبينا فى رواية غيره أنه ابن لهيعة. اهـ.
قلتُ: وروايته في الصحيحين صحيحة لأن رواية إبن وهب وإبن المبارك عنه من أقوى الروايات وكان من أئمة الحديث في مصر ويؤخذ منه وقد قال أئمة الجرح والتعديل أن كتبه لم تخترق وكان صحيح الحديث وأخرج له الشيخين وليس ممن يتكلم في روايتهم فهو صحيح الرواية ...
وقال الحافظ في تهذيب التهذيب:
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 5/ 377:
قال الحاكم: استشهد به مسلم فى موضعين.
و قال البخارى: تركه يحيى بن سعيد.
و قال ابن مهدى: لا أحمل عنه شيئا.
و قال ابن خزيمة فى " صحيحه ": و ابن لهيعة لست ممن أخرج حديثه فى هذا الكتاب إذا انفرد، و إنما أخرجته لأن معه جابر بن إسماعيل.
و قال عبد الغنى بن سعيد الأزدى: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح:
ابن المبارك، و ابن وهب، و المقرىء.
و ذكر الساجى و غيره مثله.
و حكى ابن عبد البر أن الذى فى " الموطأ ": عن مالك، عن الثقة عنده، عن عمرو
ابن شعيب، عن أبيه، عن جده فى العربان، هو ابن لهيعة.
و يقال: ابن وهب حدثه به، عنه.
و قال يحيى بن حسان: رأيت مع قوم جزء سمعوه من ابن لهيعة، فنظرت فإذا ليس هو
¥