تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يشير إلى قاعدة فقهية قاعدة أصولية وهي: أن المتأخر ينسخ المتقدم أو يخصصه على خلاف بين الأصوليين في مسألة النسخ والتخصيص في مثل هذه الحالة.

أيضا الخليفة علي -رضي الله عنه-لما استشار ابن عمر -رضي الله عنه-والصحابة في حد شارب الخمر، فقال علي -رضي الله عنه أرى أنه إذا شرب هذى، وإذا هذى افترى، وأرى أن يقام عليه حد الفرية، فهو أخذ بقاعدة أصولية وهي أن العبرة بمآل الشيء أو بما يؤول إليه.

كما أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يستخدمون القياس، ومن أوضح الأمثلة على استخدام الصحابة -رضي الله عنهم- للقياس قياس أبو بكر -رضي الله عنه حيث قاس مانع الزكاة على ماذا؟ على تارك الصلاة، فقال: إنها فريضة الصلاة في كتاب الله؛ ولهذا -أيها الإخوة- هذه الحادثة أو هذه الواقعة -كما رواها البخاري في صحيحه- هي من أقوى الأدلة على حجية القياس، لماذا؟ لأنها إجماع الصحابة، أبو بكر -رضي الله عنه-قاس، وكان بعض الصحابة كأنه في أول الأمر ما تبين له الحكم فيها ثم وافق + أبا بكر -رضي الله عنه وأجمع الصحابة -رضي الله عنهم- على معاملة مانع الزكاة كمعاملة تارك الصلاة، فهذا حقيقة من أقوى الأدلة على مشروعية القياس.

أهمية علم أصول الفقه

بقي معنا الإشارة -أيها الإخوة- إلى أنه في أثناء دراسة طالب العلم للأصول يلاحظ عدة أمور، منها أولا: ما وقع في أذهان البعض أن هذا العلم علم صعب، وأن فيه شيئا من صعوبة العبارة.

الحقيقة كل علم من العلوم ليس بالأمر السهل، بل يحتاج إلى بذل جهد واستفراغ وسع حتى يحصل الإنسان منه ما يريد، وعلم الأصول قد يكون فيه شيء من الصعوبة، لكن هذه الصعوبة ليست بالصعوبة التي تحول بين طالب العلم وبين إدراك هذا العلم، يعني قد يكون فيه بعض التعاريف مثلا، قد يكون فيه بعض الاعتراضات شيء من هذا، لكنها يعني ما يظهر أنها صعوبة تحول يعني بين طالب العلم وبين إدراك هذا العلم، ابن السبكي تاج الدين، تقي الدين عبد الوهاب بن علي يصف كتاب برهان الجويني يقول: هو لغز الأمة، يسميه لغز الأمة لكن حقيقة إذا قرأ الإنسان كتاب برهان الجويني وجده سهل العبارة، ما وجد فيه يعني شيئا كثيرا من هذا الوصف.

أيضا بالمناسبة هناك كتاب من كتب الأصول اسمه مختصر ابن الحاجب، سماه مؤلفه منتهى السؤل والأمل في علمي الأصول والجدل هذا الكتاب فيه شيء من الصعوبة من حيث ضغط العبارة، مختصر وكتب له ذيوع وانتشار؛ ولهذا ابن كثير -رحمه الله -كان يقول: هو كتاب الناس شرقا وغربا، وعليه حواشي ومتون كثيرة.

أذكر بالمناسبة كان هناك شخص أدركته أنا يدرس هذا الكلام لبعض التلاميذ، فدخل عليهم إنسان فسأل الشيخ، قال له: ماذا تفعلون، قالوا: والله نحن نقرأ مختصر ابن الحاجب، قال كيف أنتم ومختصر ابن الحاجب، قالوا: قال الشيخ نحن لا نخلو من ثلاثة حالات يعني قسمها على طريقة أهل الأصول في التقسيم، قال نحن لا نخلو من ثلاثة حالات، أحيانا أفهم أنا والطلاب لم يفهموا، وأحيانا يفهم الطلاب وأنا ما فهمت، وأحيانا لا نفهم جميعا.

أيضا يلاحظ طالب العلم في دراسة علم الأصول اجتماع الفرق يعني يذكر فيه فرق كثيرة، بل يذكر فيه أيضا حتى يعني خلاف اليهود وخلاف السمنية، وهي فرقة من ملاحدة الهند ما يعني؛ ولهذا الشوكاني -رحمه الله -يعني لما ذكر مسألة النسخ وتعرض لكلام الأصوليين في خلاف اليهود في بالنسخ، قال الشوكاني -رحمه الله -: سبحان الله ليست هذه أول مسألة يخالفون فيها اليهود، اليهود خالفونا في مسائل كثيرة فلماذا يذكر خلافهم في هذه المسألة.

أيضا يلاحظ دارس علم الأصول دخول علم الكلام في علم الأصول، وعلم الكلام دخل في علم الأصول يمكن من المائة الثالثة أو المائة الرابعة، ودخل فيه علم المنطق وهناك مسائل أصولية بنوها على مسائل كلامية كمسألة التحسين والتقبيح العقلي، ومسألة الأمر بالشيء نهي عن ضده ومسألة التكليف بالمحال، هذه مسائل مشهورة مبنية على مسائل كلامية فدخل علم الكلام في علم الأصول، وإن كان هناك علماء أجلاء هذبوا ونقحوا علم الأصول من علم الكلام من أمثال الإمام أبي إسحاق الشيرازي وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والإمام الشاطبي والإمام الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -صاحب أضواء البيان-، فهؤلاء لهم جهود والإمام أبو مظفر السمعاني -صاحب القواطع- فهؤلاء لهم جهود

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير