تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومسألة -يعني- خلق أفعال العباد، هذه بدع الجبرية والقدرية، الجبرية يقولون: إن العباد مجبرون -يعني- على أفعالهم، وإنهم -يعني- كالسعفة في مهب الريح، وكالورقة في الهواء، ليس لهم -يعني- إرادة ولا مشيئة، هذا قول المجبرة، وهذا غير صحيح، والقدرية يقولون: بأن العباد يخلفون أفعالهم، وهذا غير صحيح، ولكن أهل السنة خلفا وسلفا يقولون: إن العباد فاعلين لأفعالهم حقيقة، وإنه بها يحصل الثواب والعقاب، وإن كانت هي داخلة تحت مشيئة الله وقدرته وخلقه للعباد ولأفعالهم، لكن الأفعال تنسب للعباد حقيقة، وبها يحصل الثواب والعقاب.

فأهل السنة يأخذون من كل فرقة من المجبرة والقدرية، يأخذون منهم ما صح من قولهم، فقول مثلا المجبرة بأن العباد ليس لهم المشيئة لله -سبحانه وتعالى-، هذا صحيح، وأن الله خلق الكون كله بما فيه العباد، هذا صحيح، يؤخذ منهم هذا، وقول القدرية مثلا: إن العباد يخلقون إن ما أضيف إليهم .. إن العباد يخلقون ... إن الأفعال هي فعل العباد حقيقة، هذا صحيح، فما عند هؤلاء من أدلة وما عند هؤلاء من أدلة يجمعان ويقال: إن العباد الأفعال تنسب إليهم حقيقة، وأنهم هم الفاعلون لها حقيقة، وأنه يحصل لها الثواب والعقاب، وإن كانت داخلة تحت مشيئة الله -سبحانه وتعالى-.

أما القدرية الذين يقولون مثلا بأن العباد يخلقون أفعالهم، ولهذا جاء وصف القدرية بأنهم مجوس هذه الأمة؛ لأنهم كأنهم أثبتوا خالقا غير الله -سبحانه وتعالى-، فكما أن المجوس عندهم -يعني- خالقان، المجوس عندهم خالقان، كذلك القدرية كأنهم -يعني- عندهم كأن عندهم خالقين.

نعم يا شيخ، أما مسألة الرؤية فهي ثابتة بالأحاديث الصحيحة، ورواها ثلاثون صحابيا، الرؤية -رؤية الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة، وخالف في ذلك بعض المبتدعة، المعتزلة والأشاعرة.

نعم الشيخ

- ...

نعم يا شيخ؟

- ...

نعم يا شيخ؟

- ...

لا

- ...

يقصد يعني: أن مثل هؤلاء لا يوافق على كلامهم يقول: هو يقول مثلا: إن -يعني- من يرى الرؤية من يقول بالرؤية، ومن يقول بنفي خلق أفعال العباد، ومن ينفي صفة الكلام -هذه أوافق عليها- أن من ينفيها لا شك أنه مخطئ، من ينفي صفة الكلام، لكن مسألة خلق أفعال العباد ومسألة الرؤية يقول: إن من خالف فيها لا يوافق عليه فهو يرى -المؤلف هو- أن العباد لا يخلقون أفعالهم، ويرى عدم إثبات الرؤية، هذا رأيه، نعم من الأول يا شيخ.

المكتبة الإلكترونية شرح المحلي على الورقات شرح الشيخ أحمد بن عبد الله بن حميد الاجتهاد ما يترتب على القول بأن كل مجتهد مصيب

عدد مرات التحميل الشرح 28 المتن 29 المقطع 27 الكتاب 595


ما يترتب على القول بأن كل مجتهد مصيب (تابع)

ولا يجوز أن يقال: كل مجتهد في الأصول الكلامية، أي: العقائد، مصيب؛ لأن ذلك يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة من النصارى في قولهم بالتثليث، والمجوس في قولهم بالأصلين للعالم: النور والظلمة، والكفار في نفيهم التوحيد وبعثة الرسل والمعاد في الآخرة، والملحدين في نفيهم صفاته تعالى، كالكلام وخلقه أفعال العباد، وكونه مرئيا في الآخرة، وغير ذلك، ودليل من قال: ليس كل مجتهد في الفروع مصيبا قوله -صلى الله عليه وسلم-: من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد وجه الدليل: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطّأ المجتهد تارة، وصوبه أخرى، والحديث رواه الشيخان ولفظ البخاري: إذا اجتهد الحاكم فحكم فأصاب فله أجران، وإذا حكم فأخطأ فله أجر.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير