تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - الفصل: هو مفهوم كلي يتناول من الماهية الجزء الذي يميز النوع عن سائر الأنواع المشاركة له في الجنس. أو هو كلي مقول على الشيء في جواب أي شيء هو في ذاته؟

فالكلي جنس، وفي جواب أي شيء، فصل يخرج به الجنس والنوع؛ لأنهما لا يقعان في جواب أي شيء هو، بل في جواب ما هو؟

قال ابن سينا: وأمّا الفصل فهو الكلي الذاتي الذي يُقال على نوع تحت جنس في جواب أي شيء هو منه؟ كالناطق للإنسان، فبه يُجاب حين يُسأل أي حيوان هو (15)؟

مثال: الناطق (16)

فهو كلي يتناول جزء ماهية الإنسان، وهذا الجزء هو الذي يميز النوع الإنساني عن سائر الأنواع الداخلة تحت الحيوان، والحيوانية هي الجزء المشترك بين الإنسان وبين سائر الأنواع.

وقد يكون قريباً كالناطق بالنسبة إلى الإنسان، فإنه يميزه عن مشاركاته في الحيوان، وقد يكون بعيداً كالحساس بالنسبة له، فإنه يميزه عن مشاركاته في الجسم النامي.

وسمّي الفصل بذلك؛ لأنه يفصل بين الأنواع المشتركة في الصفات.

4 - الخاصة: مفهوم كلي من صفات الشيء الخارجة عن ماهيته والخاصة بها،

مثال: الضاحك.

إذا أُطلِق على الإنسان، فهو مفهوم كلي خارج عن ماهية الإنسان؛ لكنه من الصفات الخاصّة بهذا النوع، فليس الضحك الذي هو ظاهرة لتعجب النفس جزءا من ماهية الإنسان؛ ولكنه صفة خاصة به دون سائر الأنواع التي يتنوع لها الحيوان (17). وهي كالفصل يميز الماهية عن غيرها مما يشاركها في الجنس، غير أن الفصل مُميّز ذاتي، والخاصة مُميّز عَرَضي.

والفرق بين الذاتي والعرضي، أن الذاتي ما لا يتصور فهم الذات قبل فهمه، والعرضي ما يُتصور فهم الذات قبل فهمه.

ومن الممكن أن تُعرف بأنها: كلي خارج عن الماهية، مقول على ما تحت حقيقة واحدة.

(فالكلي) جنس، يشمل الكليات الخمس، و (الخارج) يُخرِج الجنس والنوع والفصل و (على ما تحت حقيقة واحدة) خرج العَرَض العام.

وتنقسم إلى ثلاث أقسام (18):

• الخاصة الشاملة اللازمة: وهي موجودة في جميع أفراد ذي الخاصة، كزيد وبكر وعمر، الذين هم أفراد ذي الخاصة، وهو الإنسان، كالضاحك بالقوة؛ إذ جميع أفراده ضاحكون بالقوة؛ أي باستعدادهم وإمكان حصول ذلك منهم.

• الخاصة الشاملة غير اللازمة: وهي موجودة في جميع أفراد ذي الخاصة، ولكنها غير لازمة؛ إذ يمكن أن توجد في زمان دون زمان، كالضحك بالفعل، بالنسبة للإنسان.

• الخاصة غير الشاملة: وهي التي لا توجد في جميع أفراد ذي الخاصة، بل توجد في بعضها فقط، كالكاتب بالفعل، بالنسبة إلى أفراد الإنسان.

5 - العَرَض العام: مفهوم كُلِّي من صفات الشيء الخارجة عن ماهيته، وغير الخاصة بها. أو كلي يقال على ما تحته حقائق مختلفة قولاً عرضياً. (19)

مثال: الماشي

إذا أطلق هذا المفهوم على الإنسان فهو مفهوم كلي خارج عن ماهية الإنسان، وهو من الصفات التي تُعرض له؛ إلا أنها مشتركة بينه وبين غيره من أنواع الحيوان (20).

وقد يكون عرضا لازما، وهو: ما يمتنع انفكاكه عن الماهية كالماشي بالقوة بالنسبة للإنسان

وقد يكون عرضا مفارقا، وهو ما يقبل انفكاكه عن الماهية كحمرة الخجل وصُفرة الوجل.

فهذه هي الكليات الخمس، كما يُطلِق عليها المناطقة، ووجه انقسامها إلى خمس هو أن الكلي إما أن يكون تمام الماهية أو ليس بتمامها؛ فإن كان تمام الماهية فهو النوع، وإن كان غير تمامها فهو إما داخل فيها وإما خارج عنها. فإن كان داخلا فيها فلا يخلو إما أن يكون أعم منها أو أن يكون مساويا لها، فالأول الجنس والثاني الفصل، وإن كان خارجا عنها فلا يخلو أيضا من أن يكون أعم منها أو مساويا لها: فإن كان أعم منها فهو العرض العام وإن كان مساويا لها فهو الخاصة (21).

فهذه هي مادة التعريف ومبادئه، والآن نشرع في شروطه وضوابطه

شروط التعريف (22):

1 - أن يكون مساوياً تماماً للمفرد الذي نشرحه، أي جامعا له: فلا يخرج عنه شيء من المعَّرف، ومانعا: فلا يدخل فيه ما هو خارج عنه.

فإنه إذا كان التعريف أعمَّ من المعرَّف، كما لو عُرِّف الإنسان بأنه حيوان؛ فإن هذا التعريف يجعل المُخاطب يدخل في تصوره جزيئات غير الإنسان، كالفرس والثعبان ... فيكون غير مانع له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير