-. وفي لغتنا كمال الحروف، فعندنا المفرد والمثنى والجمع، أما اللغة الإنجليزية فليس فيها المثنى، وعندنا أنتَ وأنتِ للدلالة على المذكر والمؤنث، وهم يقولون: ( You ) ولا تعرف هل يخاطب رجلاً أم امرأة، ويقولون: دكتور و ( Teacher ) ولا تعرف هل هو رجل أو امرأة، ونحن عندنا تاء التأنيث، والألف المقصورة للتأنيث، وعندنا علامات التأنيث للتفريق بين الذكر والأنثى، فلا تعجب أن يكون أولئك فيهم ظاهرة الخنوثة في لغتهم وفي أخلاقهم!
- وذهب كثيرٌ من علماء فقه اللغة إلى أنَّ اللغة العربية تنفرد بمزايا لا توجد مجتمعةً في لغة أخرى من لغات البشر، أي قد توجد بعضُ هذه المزايا في لغة من اللغات. أما أن تجتمعَ كل هذه المزايا في لغة غير العربية فهذا غيرُ موجود. ولذلك تفصيلٌ أفاض فيه هؤلاء العلماء.
- ممّا سبق نرى بأنّ مايميز اللغة العربية من اللغات الأخرى, قدرتها الفائقة على الاشتقاق, وتوليد المعاني, والألفاظ, وقدرتها على التعريب, واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى, إلى جانب غزارة صيغها, وكثرة أوزانها. وهذه السعة في المفردات والتراكيب, أكسبتها السعة والقدرة على التعبير بدقة ووضوح.
- البحث عن تأثير العربية في الفرنسية والانجليزية: قطن تعريفة ...
المؤامرات التي تعرضت لها العربية
لقد بلغ الأمر بزمرة من أبناء جلدتنا ألا يروا سبباً لهزيمة العرب إلا لغتهم الفصحى و نظروا إلى تخلف العرب العلمي في عصر الذرة فأعلنوا أنه لا سبب لهذا غير تمسك العرب بلغتهم في مراحل التعليم عامة والتعليم العالي منها خاصة.
و آخرون لم يجدوا داء عند العرب أخطر من بقاء الحروف العربية في أيدي أصحابها, فدعوا إلى نبذها وإحلال الحروف اللاتينية محلها.
ودعا الباقون من المفتونين إلى اللهجات المحلية وتشجيع دراسة تلك اللهجات باسم البحث العلمي في علم اللغة وفقهها, كما دعوا إلى العامية ودراستها. وهكذا تنوعت الدعوات و المؤامرات التي حيكت ضد العربية و ههي ذي نحملها كالتالي مع رد شاف على بعض منها:
1 - استبدال العامية بالفصحى و إصدار جرائد ومجلات وكتب باللهجات العامية
2 - تطوير الفصحى حتى تقترب العامية
الرد: كيف يقارن بين لغة أدبية فصيحة غنية بألفاظها، و مترادفاتها، و تراكيبها، و بين لغة عامّية عرجاء ليس فيها من الألفاظ و التراكيب إلا ما يفي بالحاجة الضرورية الملحّة، و لهذا كان أكثر من ناصر هذه الدعوة المستشرقون، و أذنابهم.و هذا الرأي يغفل عن أمور:
- وجوب الإبقاء على الصلة بين الخلف و السلف، والانتفاع بتراثهم
- و أنّ اللغة هي من أهم الروابط التي تربط بين الشعوب العربية و الإسلامية.
- و أنّ اللهجات العربية غير ثابتة في نفسها، بل أنّ هناك لهجات متعددة في البلد الواحد، فعلى أيِّ عامّية نصطلح
و لقد بلغ من استماتة الفرنسيين في القضاء على اللغة العربية بعد أن عجزوا عن ذلك بفرنسيتهم أنهم اخترعوا قواعد للغة البربرية الأمازيغية، وأقنعوا كثيرا من المغاربة أن أصولهم بربرية، وأن عليهم أن ينبذوا العرب وما جاءهم به نبي العرب عليه الصلاة والسلام، وأن يحيوا ثقافتهم ولغتهم، ويعتزوا بأصلهم بدل انتمائهم لأمة العرب
وقد تطوع الفرنسيون لوضع أبجدية لها كيما يمكن كتابتها.
وما علم أولئك الجاهلون المخبولون المرذول من الداعين إلى اللهجات من بني جلدتنا أن أجدادهم البربر رحمهم الله تعالى هم من فتحوا الأندلس، وهم من علَّموا أهلها العربية، ودعوهم إلى الإسلام بقيادة طارق بن زياد الأمازيغي رحمه الله تعالى بعد أن عبر من بلاد المغرب إلى بلاد الأندلس عبر مضيق سمي باسمه إلى يومنا هذا.
وأول ما يتعلم الطلاب العربية فإنهم يعتمدون متن الآجرومية في مبادئ العربية، ويدينون بالفضل العظيم لمؤلفه، ويترحمون عليه عند قراءة جزء من متنه، وهو مغربي أمازيغي برع في النحو، فكتب فيه هذا المتن المختصر المفيد فكان مرجعا لطلاب العربية في طول العالم الإسلامي وعرضه، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
¥