لاحظوا معي، يا إخوان، يقول المؤلف: والعموم من صفات النطق، معناها: إن العموم من عوام الألفاظ، يعني يوصف به اللفظ فيقال: هذا اللفظ عام وهذا اللفظ ليس بعام، يعني: ليس من عموم المعاني، وإن كان بعضهم يقول: يطلق على المعاني، لكن الذي يهمنا أنه من عموم اللفظ معناها أنه إذا عُرِضَ عليك مثلا نص فقيل: هل هو عام، تأكد من الأداة؛ لأنه -يعني- مما يعرض للفظ، من عوارض الألفاظ، ولهذا قال: والعموم من صفات النطق، فلو قال إنسان مثلا بعموم مثلا كذا وكذا، نقول: طيب هات النص، هات الحديث، هات الآية مثلا لنتأكد ونشوف، هل هي فيها أداة + ذكرها أهل اللغة وأهل الأصول وللا ما فيها؟ لأن دعاوى العموم لا بد أن يكون في أداة، ما يمكن لا بد الإنسان يتأكد، ولهذا لماذا وضع العلماء مثل هذه الأدوات، قالوا: إذا وجدت مثل هذه الأدوات فاعلم أن اللفظ عام.
فلو قال إنسان مثلا: لعموم مثلا كذا وكذا، نقول: طيب هات النص، هات الحديث، هات الآية مثلا، نتأكد ونشوف، هل هي فيها أداة من أدوات العموم التي ذكرها أهل الأصول وللا ما فيها؟ لأن دعاوى العموم لا بد أن يكون فيها أداة، ما يمكن، لا بد للإنسان أن يتأكد؛ ولهذا لماذا وضع العلماء مثل هذه الأدوات؟ قالوا: إذا وجدت مثل هذه الأدوات فاعلم أن اللفظ عام.
والعموم من صفات النطق، ولا يجوز دعوى العموم في غيره من الفعل وما يجري مجراه كما في جمعه -صلى الله عليه وسلم- بين الصلاتين في السفر، رواه البخاري، فإنه لا يعمّ السفر الطويل والقصير، فإنه إنما يقع في واحد منهما.
طيب، الفعل، يقول العلماء -رحمهم الله-: فرق بين الفعل في حال الإثبات وبين الفعل في حال النفي، الفعل المثبت: ما يدل على العموم، يدل على أن الشيء حصل مرة واحدة مثلا، أنه يعني يدل على أنه وجد هذا الشيء، لكن ما يدل على المرتبة، مثلا النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني حمل أمامة بنت زينب في صلاته، هذا فعل، حَمَلَ فعل ماض، أنه حمل، نقول صحيح هو حمل، لكن لا يدل على أنه حملها في كل صلاته، يعني في جميع الصلوات أنه يحملها، لا، يدل على أنه حملها يعني هذا اللفظ نقول يصدق بمرة واحدة، قد يكون حملها أكثر، قد يكون، لكن لا يلزم من هذا اللفظ إنه حملها أكثر، إنما الفعل المثبت يدل على أنه يحصل مرة واحدة.
لما نقول مثلا: محمد مثلا جاء للمسجد، وللا محمد مثلا جاء إلى الديار مثلا، ما يدل على أنه دائما يأتي، لكنك تقول أخبرت أنه جاء هذه المرة. فمدلول هذا الفعل المثبت أنه حصل هذا الشيء مرة وقد يكون حصل مرات، لكن لا يلزم من هذا.
لكن الفعل في حال النفي هذا يدل على العموم، إذا قلت مثلا: والله لا آكل، آكل فعل مضارع، إذا قلت: والله لا آكل، ما الذي يعني يلزمك في هذه الحالة؟ الامتناع عن جميع أنواع الأكل، إذا قلت ما أكلت معناها أيضا فعل منفي، معناها أنك يعني لم يحصل منك شيء من الأكل.
في حديث أبي أيوب: لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط ولا بول لاحظوا معي، فعل منفي، لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، قال العلماء: هذا الحديث عام؛ لأنه فعل منفي، فيشمل جميع أنواع الاستقبال، سواء كان داخل البنيان أو خارج البنيان.
جاء حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- على أحد الأقوال، والمسألة يعني مشهورة خلافية، هل هو مخصص أو ناسخ أو غيرها؟ للعلماء كلام في ذلك.
أيضا مثلا: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم فعل منفي، معناها أي نوع من أنواع البول منهي عنه، أي نوع من البول سواء كان وهو جالس، في المساء، في الصباح، في الليل، أي حالة من أحوال البول منهي عنها الإنسان؛ لأنه فعل منفي.
نعم يا شيخ ..
أحسن الله إليك.
وكما في قضائه -صلى الله عليه وسلم- بالشفعة للجار، رواه النسائي عن الحسن مرسلا، فإنه لا يعم كل جار؛ لاحتمال خصوصية في ذلك الجار.
هذا مثل لك أهل الأصول فيما إذا قال الصحابي -رضي الله عنه- مثلا، نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع الغرر، نهى عن بيع الغرر أو قال: قضى بالجوار، أو قال: قضى بالشفعة للجار، الحديث بهذه الصيغة عزاه للنسائي، وبهذه الصيغة لم يثبت، بهذه الصيغة، وإن كان وردت بأحاديث مقاربة له، لكن بهذه الصيغة لم يثبت.
¥