تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا دل على وفقه، هل نحتاج إلى التخصيص؟ ما نحتاج. إذا دل على وفقه، كما لو قلت مثلا: أكرم الطلاب، ثم قلت: أكرم الطالب زيد. فاللفظ الثاني هل دل على غير ما دل عليه العام ولا دل على وفقه؟

دل على وفقه، ما نعتبره دل على غير ما دل عليه العام، إذن نحتاج إلى قاعدة التخصيص، إذا كان اللفظ العام يدل على غير ما دل عليه الخاص، عندئذ وقع التعارض بينهما، فنحتاج إلى التخصيص، ففي هذه الحال يقدم الخاص.

نعم يا شيخ: وإن كان أحدهما عاما والآخر خاصا ...

وإن كان أحدهما عاما والآخر خاصا فيخص العام بالخاص كتخصيص حديث الصحيحين: فيما سقت السماء العشر بحديثهما: ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة كما تقدم.

ومثل آية الميراث: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ فإن "أولادكم" عام؛ لأنه جمع أضيف إلى معرفة الذي هو الضمير، فيتناول كل ولد، سواء كان قاتلا أو مرتدا أو رقيقا من حيث التناول، ثم جاء بالعموم، ثم جاء الحديث وأخرج بعض أفراده: ليس للقاتل من الميراث شيء لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم فخرج الكافر وخرج القاتل، وإن كان متناولا باللفظ؛ لأنه داخل هو مسمى ولد، داخل في كونه ولدا. نعم يا شيخ.

التعارض بين نصين كل واحد منهما عام من وجه وخاص من وجه

وإن كان كل واحد منهما عاما من وجه وخاصا من وجه، فيخص عموم كل واحد منهما بخصوص الآخر، بأن يمكن ذلك، مثاله حديث أبي داود وغيره: إذا بلغ الماء قلتين فإنه لا ينجس مع حديث ابن ماجه وغيره: الماء لا ينجسه شيء، إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه.

فالأول خاص بالقلتين، عام في المتغير وغيره، والثاني خاص في المتغير، عام في القلتين وما دونهما، فخص عموم الأول بخصوص الثاني؛ حتى يحكم بأن ماء القلتين ينجس بالتغير، وخص عموم الثاني بخصوص الأول؛ حتى يحكم بأن ما دون القلتين ينجس وإن لم يتغير.


نعم، هذا يسمى عند العلماء العموم والخصوص الوجهي، طبعا إذا كان بينهما عموم وخصوص يسمى عموم الخصوص مطلقا، مثل: آية الميراث مع حديث: ليس للقاتل من الميراث شيء يسمى عموم الخصوص مطلقا، لكن إذا كان بينهما عموم وخصوص وجهي، فهذا هو الذي -يعني- يحتاج إلى بحث، مثال لعموم الخصوص الوجهي أنهما يشتركان في صورة ويختلفان في صورة، كما لو قلت مثلا: إناء وزجاج أيهما أوسع من الآخر؟ إناء وزجاج، إناء أوسع من زجاج؟ لا الزجاج.

لا قد نقول: الإناء قد يكون من زجاج، وقد لا يكون من زجاج، والزجاج قد يكون إناء، وقد لا يكون إناء، هذا بينهما عموم وخصوص وجهي، لكن لو قلت مثلا: نبات ونخلة. هذا ماذا نسميه؟ عموم وخصوص مطلق، نبات ونخلة عموم وخصوص مطلق؛ لأن النخلة لا بد أن تكون نباتا.

إذا قلت: حبوب وقمح. طبعا المسألة تحتاج إلى توضيح؛ لأن فيها شيئا من الدقة "مسألة العموم والخصوص الوجهي".

إذا قلت: حبوب وقمح، ها من أي الأنواع؟ نعم يا شيخ. عموم وخصوص مطلق، طيب إذا قلت: خشب وكرسي؟ الشيخ، نعم عموم وخصوص وجهي؛ لأن خشب قد يكون كرسيا، وقد لا يكون كرسيا، والكرسي قد يكون من خشب، وقد يكون من حديد أو من بلاستيك.

طيب، إذا قلت مثلا: قمح ورغيف؟ وجهي، ها قمح ورغيف؟ الشيخ، عموم وخصوص وجهي؛ لأن القمح قد يكون رغيفا وقد لا يكون رغيفا، والرغيف قد يكون من قمح وقد يكون من ذرة مثلا، أو من غيرها من أنواع الحبوب.

طيب، إذا قلت مثلا: صوف وقميص؟ الشيخ، عموم مطلق ولا وجهي؟ صوف وقميص عموم وجهي؛ لأن الصوف قد يكون قميصا وقد لا يكون، قد يكون عمامة، قد يكون جوارب، والقميص قد يكون من صوف، وقد يكون من قطن، وقد يكون من غيره.

إذا قلت معدَن أو معدِن وحديد؟ الشيخ، مطلق؛ لأن الحديد نوع من المعادن. إذا قلت: فاكهة وبرتقال؟ مطلق. إذا قلت مثلا: ذهب وخاتم؟ وجهي؛ لأن الذهب قد يكون خاتما، وقد لا يكون خاتما، والخاتم قد يكون ذهبا وقد لا يكون، إذا تقرر هذا أيها الأخوة ... نقرأ المثال الآن نعم، وإن كان كل واحد منهما ...

وإن كان كل واحد منهما عاما من وجه، وخاصا من وجه، فيخص عموم كل واحد منهما بخصوص الآخر بأن يمكن ذلك، مثاله حديث أبي داود وغيره: إذا بلغ الماء قلتين فإنه لا ينجس مع حديث ابن ماجه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير