ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 02 - 09, 08:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
قابلت أحد الأفاضل من أهل الشام ... فقال لي: (تكرم عينك).
فقلت له: مامعنى (تكرم عينك)؟!.
فصمت قليلا ثم قال: يعني تستاهل، ماراح أرد لك طلب ... (أو كلمة نحوها).
فقلت له: عندنا في الجزيرة (كريم العين) تعني: أعور ... و (كريم العينين) تعني: أعمى ... وأنت تقول لي (تكرم عينك) ... فكأنك تدعو عليّ وتقول: إن شاء الله تكون عينك كريمة ... فأنت تدعو عليّ بالعور:) .... (واحد غاوي مشاكل:)).
فقال: لا ... أبدا ... مابأصد (لا أقصد).
فتبسمت له وقلت: أعلم قصدك ... لكني أمازحك.
فما أصل هذه الكلمة ... هل هي بمعنى (ثكلتك أمك) و (تربت يداك)؟.
ـ[ابو العلا]ــــــــ[24 - 02 - 09, 11:03 م]ـ
تكرم عينك: تقال عندنا بمعنى أن عينك سترى مني كل ما هو حسن وذلك إن طلبت مني أي شيء
يوجد كلمات أكثر غرابة من تلك التي ذكرتموها في ما سبق مثل:
درمل , أحّط , وووو الخ
ـ[احمد الجرابلسي]ــــــــ[01 - 03 - 09, 02:57 ص]ـ
الأخ الكريم المسيطير:
العرب تستخدم لفظ إكرام العين لأنها _أي: العين _ كريمة.
أما إكرام العين، فإن العرب تقول: حباً وكرامة عين. أو كرامة ونُعمة عين، فقد ورد في مجمع الزوائد (باب ما جاء في جليبيب رضي الله عنه ... فقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لرجل من الانصار زوجنى ابنتك قال: قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونُعمة عين). مجمع الزوائد - (ج 9 / ص 367).
وأما العين الكريمة، فقد جاء في السنن الكبرى للنسائي: (عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال: قال: رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ يقول الله _ تبارك وتعالى _ من أذهب كريمته فاحتسب وصبر لم أرض له ثوابًا دون الجنة). (ج 6 / ص 445) برقم (11446). قال ابن الأثير في تفسير رواية (كريميته): (وُيروى كَرِيمَتَه: يُريد عَيْنَيْه) _ النهاية في غريب الحديث _ (ج 4 / ص 300).
وأما قول أهل الشام: تكرم عينك، فله أصل في اللغة كما جاء في الكتب المعتمدة، قال اللَّحْيَانِيُّ: أفعل ذلك وكَرْمَةً لك وكُرْمَى لك، وكَرَامَةً لك، وكُرْماً لك، وكُرْمَةَ عين. تهذيب اللغة - (ج 3 / ص 375) وتاج العروس من جواهر القاموس - (ج 33 / ص 337)
قال سيبويه: ومما جرى مجرى الدعاء مما هو تطلُّقٌ عند طلب الحاجة وبشاشة، نحو كرامةً ومسرّةً ونُعمةَ عين. فدخلتْ على هذا كما دخلتْ على قوله: ولا أُكرمُك ولا أسُرّك، ولا أُنعمُك عيناً. الكتاب - (ج 1 / ص 153)
وهذا كلُّه بمعنًى. أي: أفعل ذلك كرامةً لك، وإنْعاماً لعينك. الصحاح في اللغة - (ج 2 / ص 220)
وأنعم عينك إنعاما؛ أي أقرَّ عينك بطاعتك واتِّباع أمرك. الفائق في غريب الحديث و الأثر - (ج 1 / ص 457).
قال ابن منظور: (وله عليَّ كَرامةٌ أَي: عَزازة. واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً، أَو وجده كذلك، ولا أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً ... وأَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك وكُرْمةً لك وكُرْماً لك وكُرْمةَ عَيْن) لسان العرب - (ج 12 / ص 510)
وقال: (العرب تقول: نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ... أي: أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك) لسان العرب - (ج 12 / ص 579). وجاء في تاج العروس: قل له نعم ونعمة عين أي أقرعينك بطاعتك واتباع أمرك. (ج 1 / ص 7910)
قال الأصفهاني: أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه قال حدثني بعض أهل المدينة قال: حدثني من رأى ابن عائشة حاجاً وقد دعاه فتيةٌ من بني هاشم فأجابهم، .... قال فقال ابن عائشة: أفلا أغني لكم ذلك؟ ... فقالوا: نحب أن تغنينا في مجلسنا هذا ما نشطت هذا الصوت فقط؛ فقال لهم: نعم ونعمة عينٍ وكرامةً، فما زلنا في غاية السرور حتى انقضى المجلس. الأغاني - (ج 1 / ص 183)
قال الخطابي _في شرح لفظ" أنعمنا بك": أحسبه مأخوذا من قولهم: «ونُعمة عين» أي: قرة عين، وإنما يقال ذلك لمن يعتد بزيارته، وفرح بلقائه، كأنه يقول: ما الذي أطلعك علينا، أو حيَّانا بلقائك؟ وفي ذلك قوله: «أنعم صباحا» في التحية.- جامع الأصول - (ج 4 / ص 51)
وجاء في شرح "لا ننعمك عينا": أي لا نقر عينك بذلك ولا نكرمك تقول العرب في الكرامة حسن القبول: نعم عين ونُعمة عين. عمدة القاري شرح صحيح البخاري - (ج 29 / ص 89).
قَالَ سِيبَوَيْهِ: (تَقُول أَفْعَلُ ذَلِكَ وَكَرَامَة وَنِعْمَة عَيْن كَأَنَّك قُلْت وَأُكْرِمُك كَرَامَة وَنَعِمَتْ عَيْنَيْك نِعْمَة وَهُوَ بِضَمِّ النُّون وَفَتْحهَا وَكَسْرِهَا اِسْم بِمَعْنَى الْإِنْعَام) حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 5 / ص 274) وشرح السنة ـ للإمام البغوى متنا وشرحا - (ج 12 / ص 333).
فيا أخي المسيطير لم ُيردِ الشاميُّ بقوله لك: ((تكرم عينك)). الدعاء عليك بالعمى بل أراد إكرامك وإقرار عينك بما تحب وترضى، وتكرم عيونك أخي المسيطير وتكرم عيون كل الأحبة في الملتقى وتكرم عيون الإخوة المتصفحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥