وقد استعمل هذه العبارة كثير من أئمة اللغة المحتج بما تواردوا عليه مما لم يخالف أصلا من أصول اللغة، كالأزهري (ت 370) كما في تهذيب اللغة (1/ 34، 7/ 8،11/ 282) وابن جني (ت 392) كما في الخصائص (1/ 254) وغيرها، وابن سيده (ت 458) كما في (1/ 95، 364) وغيرها، ومن المتأخرين ابن هشام في مواضع كثيرة من المغني، وابن منظور في أكثر من موضع في اللسان (ناقلا وقائلا)، والزبيدي في تاج العروس كذلك.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 12:40 م]ـ
اللهم بارك
جزاك الله خيراً ونفع بك
ـ[الجهشياري]ــــــــ[20 - 01 - 08, 01:07 م]ـ
الحمد لله وحده.
بارك الله في الأستاذ الميموني على ما أورده من نقول مفيدة ورافعة للإبهام. وما ذكره القاري والمطرّزي يستقيم مع تفسير جمهور أهل اللغة لـ"اللهم" بـ "يا ألله". ويبدو أنه يستقيم أكثر مع تفسير الفراء لنفس العبارة بـ "يا الله أُمَّ بخير". وقد رد عليه البصريون بعدة اعتراضات، واعتبر قوله تكلفا لا دليل عليه. بيد أن الفخر الرازي في "مفاتح الغيب" نقل حججه بأمانة، ونقل رده أيضا على إيرادات مخالفيه (كعادته)، وهو رد له وجوه قوية.
وهناك فائدة تضاف إلى هذا الباب، وهي أن العلامة "ابن عاشور" رجَّح في "التحرير والتنوير" أن الميم علامة تنوين في اللغة المنقول منها كلمة "اللهم"، من عبرانية أو قحطانية، وأن أصلها "لاهم" مرادف إله (وهذا ثابت في العبرية= Elahom، و Elohim). وترجيحه هذا يستقيم أيضا مع تعليل القاري والمطرزي لوقوع "اللهم" قبل الاستثناء.
وعلى أية حال، فوقوع "اللهم" قبل قولهم: "نعم"، هي استشهاد بالله لتأكيد الصدق، وقبل قولهم "لا" لتأكيد الجحد أو النفي. وهي قبل الاستثناء بـ "إلا" هي: إما استشهاد بالله لتأكيد ندرة المستثنى، وإما استظهار بمشيئة الله في إثبات وقوعه.
وهي تستقيم أيضا مع رأي الفراء، فكأن القائل يقول: "يا ألله اجعل ما أقول صوابا أو خيرا". إذ القائل يطلق إثباتا ما، ثم يسأل الله أن يكون ما قاله صوابا، وبعدها يستثني. والله أعلم.
وبارك الله في الأستاذ "إحسان العتيبي" الذي أثار هذا التساؤل حول عبارة كنا نمر عليها مرور الكرام دون أن تستوقفنا.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 01 - 08, 02:15 م]ـ
ترجيح العلامة ابن عاشور فيه نظر ... الميم في العبرية دالة على الجمع ... وكلمة إلوهيم مشكلة عندهم فهي جمع وبالتالي منافية للتوحيد .. فلا يقرؤونها أبدا في نصوصهم، وحيثما وردت ينطقونها" أدوناي"-بمعنى السيد"يكتبون شيئا وينطقون شيئا آخر هروبا من صيغة الجمع الشركية.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[20 - 01 - 08, 02:37 م]ـ
الحمد لله وحده.
بارك الله في الأستاذ أبي عبد المعز. وكنت في مشاركتي أنوي إضافة الجملة التالية: "نرجو من الإخوة الفلسطينيين المجيدين للغة العبرية إفادتنا بتالتحقق من العبارة"، ثم عدلت عنها حتى لا نخرج عن الموضوع. فالرجاء إذن قائم ..
ـ[الجهشياري]ــــــــ[25 - 01 - 08, 09:21 ص]ـ
الحمد لله وحده.
أخانا الفاضل أبا عبد المعز: السلام عليكم ورحمة الله.
وبعد؛
بما أنه لا أحد من متقني العبرية أفادنا بما يعيننا على فهم كلمة ( elohim) في هذه اللغة، فإنني أسمح لنفسي بإيراد ما وقفت عليه من خلال لغات أخرى.
وبالفعل، كما أشرتَ في مداخلتك، فإن هذا اللفظ هو بصيغة الجمع، لانتهائه بالياء والميم ( im). وقد أثارت هذه الصيغة إشكالا لدى أحبار اليهود منذ القدم، كما اعترض عليهم بها علماء النصرانية، ليثبتوا أن اليهودية ليست ديانة توحيد، وليؤكدوا صحة عقيدة التثليث بناء على ذلك.
ولكن أحبار اليهود، من مفسري التوراة والمتخصصين في اللغة العبرية، لهم عدة تفسيرات لهذه اللفظة وصيغتها الجمعية. ومنها:
- أنها مفرد بصيغة الجمع.
_ أن الجمع لتأكيد الجلالة.
_ أن إضافة الياء والميم ( im) إلى بعض الأسماء في العبرية قد تأتي للدلالة على التجريد ( abstraction) مثل لفظة "هاييم" التي تعني: الحياة، أو "بيتوليم" التي تعني: العذرية.
- هناك احتمال أن تكون (إيلوهيم) مركبة من لفظتين هما: "إيل" و"هيم"، فيكون مدلولها: القادر عليهم.
_ أن معناها: "إلاهنا" أو "إله الجميع"، بدليل أن لفظة "إلوهة" استعملت في 6 مواضع من "الكتاب المقدس" بهذه الصيغة (أي: صيغة الإفراد) في معرض الحديث عن آلهة الأمم الأخرى.
يضاف إلى ذلك أن المعاجم الأجنبية المتناولة لهذه اللفظة تشير إلى التقارب بين "إلوهة" في العبرية، و"إلاهة" في الآرامية، و"إله" في العربية.
والله أعلم.
ملاحظة: لم أورد ما أوردت للجدل حول أصل كلمة "اللهم"، وإنما فقط للفائدة. وبارك الله في الجميع.