[تأصيل لغوي وشرعي لمعنى كلمة التحبير]
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[27 - 02 - 08, 12:58 ص]ـ
[ SIZE="3"][SIZE="4"]( حبر يحبر حبرا وحبرة) الشئ زينه وحسنه وحبر البرد وشاه. وحبره الأمر سره و
أبهجه فالأمر حابر وهو محبور.
(حبر بكسر الباء يحبر حبرا) الرجل سر فهو حبر وحبران والجمع حبرى وحبارى وحبر الجرح برئ وبقيت له آثار وحبرت الأسنان اصفرت وحبرت الأرض كثر نباتها وهي حبره والجمع حبرى،
(وحبر بضم الحاء وكسر الباء) الرجل يحبر حبورا سر وفي القران الكريم (فهم في روضة يحبرون)
(حبر بفتح الحاء والباء مع تشديدها حبر يحبر تحبيرا) الخط والشعر والكلام حسنه وزينه وأصله من الحبر بكسر الحاء وهو الحمال والبهاء وحبر الدواة وضع فيها الحبر، وتحبر الرجل تزين وتحسن وتحبر السحاب ظهر وانتشر وتحبرت المراة تزينت
بأنواع الثياب الزاهية الألوان
وحبار الحبار الأثر من العمل ومنه قولهم (بيده حبار العمل)
(الحبر بفتح الحاء وسكون الباء) الرجل العالم ولاسيما بأمور الدين والجمع حبور والحبر الجمال.
(والحبر بكسر الحاء) هو المداد أو النقس الذي يكتب به والحبر الجمال والبهاء واثر الضرب والمثل والنظير وصفرة تعلو الأسنان
(والحبر بالكسر كالحبر بالفتح) أي العالم بأمور الدين والحبرة السرور ومنه قولهم: (كل حبرة بعدها عبرة)
والحبورة هي الرئاسة في الدين، والحبير هو الناعم الجديد.
قال المرار العدوي: قد لبست الدهر من أفنانه ** كل فن ناعم منه حبر
وقدح محبر أي أجيد بريه ونحته.
(والمحبرة بفتح الميم) ما يبعث على الحبور ويقال الطرب محبرة النفس
والمحبرم ماء حب الرمان وهو اسم منحوت من: (ماء، حب، رمان)
وجاء في تفسير التحرير والتنوير: يحبرون يسرون من الحبور وهو السرور الشديد يقال حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وظهر فيه أثره.
والمعني نفسه في قوله تعالى (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون)
وجاء في باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري حدثنا محمد بن خلف أبو بكر حدثنا أبو يحي الحماني حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسي رضى الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا أبا موسي، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) قوله (يا أبا موسي لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود) قال ابن حجر في فتح الباري: كذا وقع عند البخاري مختصرا من طريق بريد، وأخرجه مسلم من طريق طلحة بن يحي عن أبي بردة بلفظ (لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة) الحديث، و أخرجه أو يعلي من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه بزيادة فيه (أن النبي صلي الله عليه وسلم وعائشة مرا بأبي موسي وهو يقرأ في بيته، فقاما يستمعان لقراءته، ثم إنهما مضيا. فلما أصبح لقي أبو موسي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: يا أبا موسي، مررت بك. فذكر الحديث فقال: (أما أنب لو علمت بمكانك لحبرته لك تحبيراَ)
ولابن سعد من حديث أنس بإسناد على شرط مسلم: (أن أبا موسي قام ليلة يصلي، فسمع أزواج النبي صلي الله عليه وسلم صوته – وكان حلو الصوت – فقمن يستمعن، فلما أصبح قيل له فقال: (لو علمت لحبرته لهن تحبيرا) وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بردة وقال فيه (لو علمت أن رسول الله صلي الله عليه وسلم يستمع قراءتي لحبرتها تحبيراً)
وأصلها عند أحمد والدارمي من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن (أن رسول الله كان يقول لأبي موسي وكان حسن الصوت بالقرآن – لقد أوتي هذا من مزامير آل دواد إلي آخر ما نقل ابن حجر في تتبع هذا الحديث
وبعد هذه النبذة المختصرة لتأصيل معني كلمة التحبير من كتب اللغة والتفسير والحديث نقول لقد اخترنا هذه الكلمة الفصيحة القرآنية النبوية لتكون عنوانا لموقعنا الذي نعبر فيه عن هذه المعاني القيمة التي تحملها هذه الكلمة فما أحوجنا إلي الإتقان والإحسان والجمال والجودة والسرور والعلم والحبور والأثر الطيب فيا لها من معان مباركة نحتاج إلي تعميقها وترسيخها وتثبيتها في نفوسنا وفي نفوس الناس أجمعين، ولقد بعث هذا اللفظ الذي جاء في لغتنا وقرآننا وسنتنا إحساسا عميقا شعر به شباب التحبير على لسان أبي موسي الأشعري الذي جسد لنا معني استحضار عرض الأعمال
¥