تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دراسات في لسان العرب ... [1] (الإضافة)]

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:25 م]ـ

الإضافة

الجر بالإضافة يكون على معنى حرف جر محذوف غالبا.

وأشهر تلك الحروف –بل ظن بعض الناس أنه هو المقصود في الإضافة دون غيره – هو حرف اللام.

وبعضهم زاد عليه حرف: (مِن) فقط، حتى جاء في شرح الرضي على الكافية:

كل ما لم يكن فيه المضاف إليه جنس المضاف بالتفسير الذي مر، من الإضافة المحضة، فهو بمعنى اللام، وكل إضافة كان المضاف إليه فيها جنس المضاف، فهي بتقدير (من)، ولا ثالث لهما.

والصحيح أن باب الإضافة أوسع من ذلك، وسأبدأ بتوضيح ذلك فهو المقصود دون الرد على من حصر الإضافة في أحرف بعينها.

فأقول وبالله التوفيق:

ما يخفض بالإضافة يكون على معنى أحد حروف الجر الكثيرة والتي رام ابن مالك جمعها في قوله:

هاك حروف الجر وهي من إلى ... حتى خلا حاشا عدا في عن على

مذ منذ رب اللام كي واو وتا ... والكاف والبا ولعل ومتى

وأذكر بعضا مما حضرني منها الآن بأدلته:

الأول: (اللام) وهو أشهرها وعليه أجمع النحاة حتى ظن بعضهم أنه هو المقصود دون غيره.

وهو دال على ملكية المضاف إليه للمضاف. مثل: غلام زيد. أي: غلام لزيد.

----

الثاني: (مِن) وهو ثانيها من حيث الشهرة.

وهو دال على معنى التبعيض وبيان الجنس وابتداء الغاية. مثل: خاتم حديد. أي: خاتم من حديد.

----

الثالث: (في) وتدل على معنى الظرفية. مثل: مكر الليل والنهار. أي: مكر في الليل والنهار.

----

الرابع: (على) وتدل على معنى الاستعلاء وما في معناه.

مثل: لعنة اليهود. أي: لعنة على اليهود.

----

الخامس: (إلى) وتدل في الأصل على انتهاء الغاية مثل: طريق الإسكندرية. أي: طريق إلى الإسكندرية.

----

السادس: (الباء) وتدل غالبا على الاستعانة والسببية. مثل: كتابة القلم. أي: كتابة بالقلم.

----

السابع: (عن) وتدل على المجاوزة وما في معناها. مثل: مبحث التأويل. أي: مبحث عن التأويل.

----

الثامن: (الكاف) وتدل على التشبيه غالبا. مثل: خد الورد. أي خد كالورد.

----

يتبع إن شاء الله ...

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:27 م]ـ

في الحقيقة إذا لم نفهم هذه المعاني للإضافة لاستشكلنا كثيرا من مواضعها خاصة في كتاب الله تعالى الذي أُمرنا بتدبره وفهم معانيه.

أبين لك بمثال عجيب غريب:

لو جاءك رجل من أهل الفضل الذي لا تشك في صلاحه وقال:

إني أحب أصحاب النار، وأتمنى أن أعمل مثل عملهم.

فما رد فعلك على قوله هذا، لا شك أنك ستصدم أولا.

لكن قد يدفعك حسن الظن به أن تسأله: من تقصد بأصحاب النار؟ أهم المذكورون في القرآن أم غيرهم؟

فماذا ستصنع لو رد عليك بقوله: بل قصدت أصحاب النار الذين ذكرهم الله في القرآن.

إنه بذلك لم يترك لك مجالا للظن أنه يتلاعب بالألفاظ، فما تعرفه عنه مسبقا من الصلاح ينفي أن يتعمد الكذب على الله.

ومع ذلك فقد تدفعك البقية الباقية من إحسان الظن أن تسأله: أتقصد الذين ذكروا في القرآن بلفظ (أصحاب النار) أم بالمعنى؟

فماذا لو قال لك: بل أقصد (أصحاب النار) الذين ذكروا في القرآن بهذا اللفظ دون غيره.

فها هو قد أغلق عليك كل أبواب حسن الظن ولم يبق إلا ضده (سوء الظن) أو أن يكون الأمر كله سبق لسان ولم يتنبه له حتى الآن.

فعندها تقول له موضحا: لعلك تقصد (أصحاب الجنة) فأخطأ لسانك.

فإذا به يفجعك بقوله: بل قصدت (أصحاب النار)، وأما (أصحاب الجنة) فأنا لا أحبهم، وأستعيذ بالله من عملهم.

وهنا يصل الأمر إلى ذروته، فهل قائل ذلك مجنونا، يحب أصحاب النار ويتمنى عملهم، ويبغض أصحاب الجنة ويستعيذ من عملهم!

ولعلك لو استفهمت منه عن أصحاب الجنة كما فعلت في أصحاب النار لأجابك بمثل ما أجابك به من قبل: أنه يقصد (أصحاب الجنة) المذكورين في القرآن بهذا اللفظ دون غيرهم.

وللحديث بقية .....

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 01:05 م]ـ

جزاكم الله خيراً ـ شيخ فهمي ـ و نفع بكم ...

رابط له ارتباط بالموضوع: http://alukah.net/majles/showthread.php?t=9627

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[02 - 05 - 08, 12:27 ص]ـ

وإياكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير