تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفصل بعد لا. . .]

ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[04 - 02 - 08, 08:53 م]ـ

[الفصل بعد لا. . .]

يقول علماء البلاغة: إنه لا يجوز الفصل بعد لا , فلا تقول: لا يغفر الله لك , والصواب - عندهم

- أن تقول: لا و يغفر الله لك دفعاً لإيهام خلاف المراد - وهذه الواو - في رأيهم - أحلى من

واوات الأصداغ - كما يقول الصاحب بن عباد , وابن العربي يردّ عليهم بحديث أخرجه مسلم في

مناقب سلمان جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم ? لأن كنت أغضبتهم

لقد أغضبت ربّك , فأتاهم أبو بكر فقال: إخوتاه أغضبتكم ? قالوا لا يغفر الله لك - يا أخي

قال أبو بكر بن العربي: في هذا الحديث فائدة حسنة وهي اتصال كلمة لا جواباً في النهي مع الدعاء

والعامّة تكرهه فإن قالته زادت الواو , فتقول: لا - ويرحمك الله , والحديث حجة صحيحة في الرد

عليهم.

ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[05 - 02 - 08, 10:41 م]ـ

جزاكم الله خيراً على هذا النقل

وعلى القول بالجواز هل نقول بأنهم يقفون على حرف (لا) ثم يقولون: (يغفر الله لك) أو لا يقفون؟

أظن والله أعلم أن فصاحة العرب تأبى الوصل لفظاً لأنه يوهم غير المراد.

ثم إن الوهم يحصل إن لم تكن هناك قرائن تمنع من سبق المعنى غير المراد فمثلاً الصحابة في الحديث الذي ذكره ابن العربي يبعد أنهم يريدون الدعاء على أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بعدم المغفرة فلذلك لم تدخل الواو.

فماذا يقول أخواننا البلاغيون؟

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 02 - 08, 11:30 م]ـ

الفصل هنا هو الأصل .. لاختلاف الجملتين خبرا وإنشاء .. فلا يخفى أن عبارة "لا غفر الله لك"تتكون من جملتين:

"لا"لوحدها جملة خبرية (يقدر بعد "لا" القضية المنفية المعهودة)

" غفر الله لك" جملة ثانية دعائية (إنشائية)

الفصل هنا واجب عند علماء المعاني لانه لا يعطف الإنشاء على الخبر ...

لكن قد يتوهم أن العبارة جملة واحدة لا جملتان .. تكون فيها "لا"لتسليط النفي على ما بعدها فيحصل غير المراد لأن القصد هو الدعاء للمخاطب لا الدعاء عليه .. لتلافي هذا الظن نص العلماء على وجوب الوصل (أي العطف بالواو) لقطع الطريق على كل تأويل ...

لكن هذا في حالة الالتباس فقط ..

والالتباس يزال بقرائن أخرى .. ومن أهمها قرينتان:

-السكوت قليلا بين لا والجملة الدعائية .. (في حالة الكتابة توضع علامة الفاصلة فلا يحتاج إلى الواو)

-التنغيم وهو- في رأيي- أقوى القرائن في هذا الصدد ... فالنفي يقال بنغمة والدعاء يقال بنغمة أخرى .. واختلاف النغمتين يغني عن قرينة الواو ...

وللتنبير دور أيضا في التمييز ..

وهناك قرائن أخرى تداولية مثل ما ذكره أخونا أبو أسامة .. فمكانة الصديق وأخلاق الصحابة رضي الله عنهم جميعا يجعل احتمال دعاء بعض الصحابة على بعض أمرا لا يخطر بالبال .. فلا حاجة إلى الواو بل حذفها قد يكون أبلغ إشارة إلى استبعاد مجرد خطور سوء الظن بالبال .. والله أعلم ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير