أما في الحديث فإننا نجد الكثير من الأقوال الدالة على هذا المعنى الذي ذهبنا إليه إضافة إلى معان أخرى قد تفيد الكبر والتجبر والمفاخرة بالأنساب.
. وإليك على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم؛ لمن عير الآخر بحسبه:
" إنك امرؤ فيك جاهلية "،
و " أربع من الجاهلية: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستقاء بالنجوم والنياحة "
ـ[البدر القرمزي]ــــــــ[27 - 02 - 08, 09:58 م]ـ
للفائدة أسوق لكم هذا المبحث من كتاب الدكتور يوسف السحيمات /مدخل إلى الصرف العربيّ، وهو كتابٌ رائعٌ في بابه، بل من أروع ما قرأت في كتب الصرف الحديثة والقديمة، لكثرة تفصيلاته، وتنويع أمثلته، وسلاسة لغته ... فأرجو أن ينفع الله به وبصاحبه، إنَّه سميعٌ قريب مجيب الدعاء.
المصدر الصناعيّ (اسم الكيفيَّة)
تعريفه: اسم تلحقه ياء مشدّدة مكسور ما قبلها وتاء تأنيث مربوطة في آخره، ليصير بعد الزيادة دالاً على معنى لم يكن يدلّ عليه قبل الزيادة وذلك إذا صيغَ من اسم ذات،نحو: رجل، امرأة، حيوان، إنسان، وهذا المعنى اللاحق هو مجموعة الصفات الخاصة بذلك اللفظ مثل:
إنسان -إنسانيَّة.
لاحظ عزيزي الدارس أن اللفظ السابق (إنسان) معناه الأصلي المخلوق الذي يتميز على سائر المخلوقات بالنطق؛ أما اللفظ التالي (إنسانية) فيدلُّ على مجموعة من الصفات التي يختص بها الإنسان كالرحمة والعطف والأناة والعبادة …… إلخ.
• قد يصاغ من اسم ذات، نحو:إنسانيَّة، قومِيَّة، وطنيَّة، طائفيَّة.
• وقد يصاغ من اسم مبنيّ، نحو: كيفيَّة، كميَّة، حيثيَّة، أنانيَّة، هويَّة.
• وقد يصاغ من المصادر، نحو:انتهازيَّة، اجتماعيَّة، استقلاليَّة، استمراريَّة، منهجيَّة، اشتراكيَّة.
• وقد يصاغ من اسم تفضيل، نحو: أقدميَّة، أسبقيَّة، أكثريَّة، أقليَّة، أهميَّة، أفضليَّة، أغلبيَّة، خيريَّة.
• وقد يصاغ من اسم مفعول، نحو: مسئوليَّة، معلوميَّة، محسوبيَّة، مشروعيَّة، مأموريَّة، مفهوميَّة.
• وقد يصاغ من اسم فاعل، نحو: شاعريَّة، قابليَّة، ذائبيَّة،عامليَّة، عالميَّة، دافعيَّة، جاذبيَّة، جامعيَّة، واسطيَّة.
• وقد يُصاغ من صيغة المبالغة، نحو: حاسوبيَّة، فاروقيَّة، جاسوسيَّة.
• وقد يصاغ من الصفة المشبَّهة، نحو: حُريَّة، صفويَّة.
• وقد يصاغ من أسماء الأعلام، نحو: محمديَّة، مالكيَّة، حنفيَّة، علويَّة، عُمريَّة.
• وقد يصاغ من المركّب أو المثنىّ أو الجمع، نحو: رأسماليَّة، برمائيَّة، ثنائيَّة، ملائكيَّة، لصوصيَّة، عسكريَّة.
• وقد يصاغ من اسم أعجميّ، نحو: رومانتيكيَّة، قيصريَّة، فيزيائيَّة، كيميائيَّة.
• وقد يكون المصدر الصناعيّ مرتجلاً، نحو: عُنْجُهيَّة، ربوبيَّة، فروسيَّة، رهبانيَّة، عروبيَّة.
فائدة: لكثرة هذا النوع من المصادر وأهمّيته أصدر مجمع اللغة العربيَّة المصريّ قراراً بقياسيَّته من أيّ كلمة.
ملحوظة:
ليس كل ما زيدت عليه ياء مشددة وتاء تأنيث مصدراً صناعياً، إلا إذا لم يذكر الموصوف لفظاً أو تقديراً، فإذا ذُكر الموصوف أو قُدِّر أو نُوي فهو اسم منسوب لا غير، ذلك إنَّ المصدر الصناعي يأتي موصوفاً لأنه جامد ولا يأتي صفة، (لأنها مشتقة). يفسّر ذلك الأمثلة التالية:
ينبغي أن نُشجَِّع المنتوجات الوطنيَّة: صفة للمنتوجات؛ فهي اسم منسوب.
الوطنيّة تتطلب تضحية وبذلاً: مصدر صناعي؛ لأنها ليست صفة.
المواقف الوطنيّة تظهر عند الأزمات: صفة للمواقف؛ فهي اسم منسوب.
إنّ سطحيّة التفكير مقبرة للطموح: مصدر صناعي.
الأفكار السطحيّة تدلّ على قائلها: اسم منسوب.
العربيّ يحبّ جواده كثيراً: اسم منسوب (لا يختلط لأنه وصف لمذكر غير منتهٍ بالياء المشدَّدة والتاء المربوطة).
عربيّة القائد دفعته إلى التضحية: مصدر صناعي؛ لأنها ليست صفة.
هذه سمة أسلوبيّة في شعر أبي تمّام: اسم منسوب.
الأسلوبيّة علم يَدْرُس الأسلوب: مصدر صناعي.
منقول من كتاب الدكتور يوسف حسين السحيمات /مدخل إلى الصرف العربيّ، مركز يزيد للنشر، مؤتة، الأردن،2005 - 2006 م، ط2.