[إغتنم صفو الليالي]
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[18 - 07 - 10, 08:32 م]ـ
جاء في قلائد العقبان:
و له عند فقد الوفاء من ألافه, يخاطب أبا حفص بن برد و قد حار فلم يجد هاديا, و صار يرجوا فاديا و قد علم لعمري أن الناس متقلبون و على من انقلب عليه الدهر منقلبون , و لا يثنيهم عن ذوي الحضوة زهو و لا انتخاء (من ديوان ابن زيدون ط. مصطفى الحلبي 1351 هـ).
يقول صاحب الوزارتين ابن زيدون و قد عدم الأنيس و نأى عنه الجليس
ما على ظنيَ باسُ يجرح الدهر وياسو
ربما أشرف بالمر ء على الآمال ياسُ
ولقد يُنجيك إغفا لٌ ويرديك احتراسُ
والمحاذير سهام والمقادير قياسُ
ولكم أجدى قعودٌ ولكم أكدى التماسُ
وكذا الدهر إذا ما عزَّ ناسٌ ذل ناسُ
وبنو الأيام أخيا ف: سَراةٌ وخِساسُ
نلبَسُ الدنيا ولكنْ متعةٌ ذاك اللباسُ
يا أبا حفص وماسَا واكَ في فهمٍ إياسُ
من سَنَا رأيكَ لي في غسق الخطب اقتباسُ
وودادي لك نصٌّ لم يُخالفه قياس ُ
أنا حيران وللأ مر وضوح والتباسُ
ما ترى في معشر حا لوا عن العهد وخاسوا
ورأوني سامريا يُتَّقى منه المِساسُ
أذؤبٌ هامت بلحمي فانتهاشٌ وانتهاسُ
كلهم يسأل عن حا لي وللذئب اعتساسُ
إنْ قسا الدهر فللما ء من الصخر انبجاسُ
ولئن أمسيتُ محبو ساً فللغيث احتباسُ
يَلْبُدُ الوردُ السَّبَنْتَى وله بعدُ افتراسُ
فتأمل كيف يغشى مقلةَ المجدِ النعاسُ
ويُفَتُ المسكُ في التر ب فيُوطا ويُداسُ
لا يكن عهدُك وَرْدَاً إن عهدي لك آسُ
وأدِرْ ذكريَ كأساً ما امتطتْ كَفَّكَ كاسُ
واغتنم صفوَ الليالي إنما العيش اختلاسُ
وعسى أن يسمحَ الدهرُ فقد طال الشِماسُ
القصيدة قام بنشرها أخ فاضل بارك الله به
و ممن يناسب الحال قصة الوزير أبي جعفر البرمكي
ومن عجيب ما يُذكَرُ ما وقع للوزير " يحيى ابن خالد البَرْمَكي" الجواد المشهور، الذي يُضرَب المثلُ به في سَعَة الجود والكرم.
"كان الخليفة العباسي الَمْهدي، قد ضَمَّ ابنَه هارونَ الرشيد، إلى يحيى بن خالد، وجعَلَه في حِجره، فربَّاه يحيى، وأرضعَتْه أمرأتُه مع ابنه الفضل، وصار الرشيدُ ابنَ يحيى من الرضاعة، فلما استُخلِفَ الرشيد، عَرَف ليحيى حقَّه، وولاه الوزارة، وكان يُعظِّمه، و إذا ذكره قالَ: أبي، وجعَلَ إصدارَ الأمور و إيرادَها إليه، إلى أن نَكَب هارونُ الرشيدُ البرامكة، فَغَضِبَ على يحيى بن خالد البرمكي، وخلَّده في الحَبْس: إلى أن مات فيه سنة 190 وقَتَل ابنَهُ جعفراً! وقال جعفر لأبيه يحيى بن خالد، وهُمْ في القيود والحَبْس: يا أبتِ بعدَ الأمر والنهي و الأموالِ العظيمة، أصارَنا الَّدهرُ إلى القُيُودِ ولُبس الصُّوف والحَبْس! فقال له أبوه يحيى: يا بُنيَّ لَعلَّها دعوةُ مظلوم؟! سَرَتْ بليل غَفَلنا عنها! ولم يَغْفُل اللهُ عنها، ثم أنشأ يقول:
رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ ... زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌ غَدَقْ
سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ ... ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَ نَطَقْ!
القصة مذكورة في تاريخ ابن كثير أوردها بعض الفضلاء في زجر الظلمة
و كما قيل السعيد من وعظ بغيره و الشقي من وعظ بنفسه
و الحمد لله أولا و آخرا
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[18 - 07 - 10, 08:56 م]ـ
القصة فيها عظة وعبرة
والقصيدة تدل على عزة نفس وإباء
مهما تقلب المؤمن إن في النعيموإن في الجحيم
ينبغي الثبات والصمود
فلا النعيم يورث دلالا وغرورا
ولا الجحيم يورث ذلة وانكسارا
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[18 - 07 - 10, 09:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن جميل ما قاله يحيى بن خالد:
قال يوما لولده: خذوا من كل شيء طرفا، فإن من جهل شيئا عاداه.
وقال لأولاده: اكتبوا أحسن ما تسمعون، واحفظوا أحسن ما تكتبون، وتحدثوا بأحسن ما تحفظون.
وكان يقول لهم: إذا أقبلت الدنيا فأنفقوا منها فإنها لا تفنى، وإذا أدبرت فأنفقوا منها فإنها لا تبقى.
المصدر: البداية والنهاية ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=59&ID=1395&idfrom=1214&idto=1216&bookid=59&startno=2)