دُروسٌ نَافعةٌ: مقدِّمة فِي الأدَبِ العَرَبي لـ. د عَادِل بَانعْمَة.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[15 - 09 - 10, 05:09 م]ـ
(مقدمة في الأدب العربي) للشيخ الدكتور: عادل بانعمة.
* عقد الشيخ الدكتور "عادل باناعمة " دورة في الكلام عن الأدب العربي, وهذه الدروس دارت على محاورَ أربعة:
المحور الأول: تعريف الأدب ونشأته وعلاقة العلماء به؟
المحور الثاني: عصور الأدب وأهم الملامح من معالم الأدب.
المحور الثالث: المصادر الأدبية , ومحاولة التعريف بها.
المحور الرابع: الفكر الأدبي وكيفية تنميته.
ج - وكانَ مقصود هذه الدورة رفع الهمة إلى دراسة الأدب العربي وجميع فنونهِ, وهي دروسة نافعة ممتعة مهمة.
· من تواضع الشيخ في بداية الدورة أنه قال: لا أريد أن تكونوا كما حصل مع الحريري لما سمع به رجل عن شعره وأدبه, فلما رآه صغير القامة, ليس بذي الخلقة قال:
ما أنت أول سار ٍ غره قمر ... ولا أنت أول راعٍ غره خضرة الدم
مثّل لنفسك شخصيإنني رجل ... لك المعيدي إسمع بي ولا ترني ..
وهذه نبذة من الدرس الأول:
· الأدب لغة واصطلاحا: يرجع الأصل إلى (أ, د, ب) عدة معان:
أولها: الدعوة إلى الطعام والشراب, فمنه قولهم: أدب الرجل إلى الطعام. أي دعاه. و (الآدب) عند العرب هو الداعي إلى الطعام والشراب. وتكون الدعوة عندهم على نوعين:
(1) عامة, وتسمى (الجَفَلا). (2) خاصة, وتسمى (النَّقَرا) لأن صاحبها يتنقر الناس أي يختار.
فهذا المعنى اشتقاقه من (المأدَُِبة) وهي الوليمة التي يُدعى إليها, أما التي لا يدعى إليها فتسمى (المائدة) لأن الناس تميد عليها من صول.
ثانيها: الدعوة إلى كمال الأخلاق وتغيير الأطباع, ومنه ما جاء (أدبني ربي فأحسن تأديبي) ومن قولهم (أدب الرجل يؤدبه تأديبا وأدبا) وهو مستعمل كثيراً.
وله معانٍ كثيرة جداً رأس المعاني ما ذكرناه من المعنيين, وقد ذهب صاحب (مقاييس اللغة) أن هذه الكلمة ترجع إلى معنى –الاجتماع- فالناس تجتمع على الطعام, والناس تجمتع على حسن الأخلاق, والرجل يأدب الأرض حسنا وعدلاً.
ودلالة الأدب على الشعر والنثر دلالة (حادثة) كما أنَّ لفظ الصلاة بالمعنى الشرعي التي هي: عبادة مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالسليم (دلالة حادثة).
- وقال العلماء: لما كان لفظ (الأدب) وهو الدعوة إلى الطعام والشراب دالٌ على (الكرم وحده) توسَّعت مفهوم الكلمة إلى (عموم المحاسن والمكارم) من حسنِ القول والمنطق والتعبير, ومدح الأمراء والخلفاء بالكلام الرونق, فصار الأدب العربي علامة الحياة عندهم.
- ثمَّ لما جاء عصر (بني أمية) واشتهرت الدولة بالسياسة والخلافة احتاجوا إلى من يربِّي أولادهم, فعُنوا هؤلاء المعلمين إلى تربيتهم بالأخلاق الحميدة, ويزيدهم على ذلك بالعلوم الشرعيةِ وكل ما يسمى علماً يسمى (أدباً) فصار (الأديب) من أخذ من كل علما فناً.
- ثم لما توسعت فتوح الإسلام والخلافةِ, صار ما يتعلق بالعلوم الشرعية (أدباً) والعلوم العربية (أدباً) ثم دارت دورتها الأخيرة فأصبح كل فرعٍ من فروع العربية له تسمية خاصة, فخص علم المعاجم بدلالة المفردات, وتقويم اللسان بعلم النحو, وخصَّ الأدب: بالكلام البليغ الصادر من عاطفةٍ صادقةٍ من الشعرِ والنثرِ. فانتهى المعنى إلى هذا. والدليل على هذا:
قال ابن خلدون في "مقدمته": هذا العلم لا موضوع له، ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها. وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته، وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور، على أساليب العرب ومناحيهم، فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الكلمة، من شعر عالي الطبقة وسجع متساو في الإجادة ومسائل من اللغة والنحو، مبثوثة أثناء ذلك، متفرقة، يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية، مع ذكر بعض من أيام العرب، يفهم به ما يقع في أشعارهم منها .... والمقصود بذلك كله: أن لا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفحه، لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهمه، فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه. انتهى.
¥