فوائدُ صرْفيَّة ٌ لم نُسْبقْ إليها -الدرويش-!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال اللغوي الأديب الأستاذ / محيي الدين الدرويش.
في كتابه الموسوم (إعراب القرآن الكريم وبيانه)
(الخطوات) بضمتين: جمع خطوة، وهي ما بين يدي الخاطي.
ومن غريب أمر (الخاء والطاء) أنهما إذا وقعتا فاء وعينا للكلمة دلّ ذلك على الأثر، فأثر الخطوة معروف، ولهذا قالوا: اتبع خطواته، كأنما أثّر عليه فتبعه. والخطأ في الرأي والمسألة واضح الأثر، ومن أمثالهم: «مع الخواطئ سهم صائب». والخطب: المصاب وهو بيّن الأثر، وقل مثل هذا في الخطل أي السفاهة، وهو استرخاء الأذنين أو السفاهة، وسمي الشاعر الأموي الأخطل.
وهذا كله اكتشفناه بعد التقصي والتمعن فتدبره.
ومن غريب أمر (النون والشين) أنهما لا تقعان فاء وعينا للكلمة إلّا دلتا على هذا المعنى أو ما يقاربه (ارتفاع عن الشيء ومباينة لأصله وعدم انسجام مع حقيقته) ومنه: نشأ الإنسان أي ارتفع وظهر، وأنشأناهنّ إنشاء، ومن أين نشأت؟ والجواري المنشآت: السفن الماخرة عباب البحر، ونشب العظم في الحلق:علق وارتفع عليه، وتراموا بالنّشاب ونشبت الحرب، ونشج الباكي نشجا وهو ارتفاع البكاء وتردّده في الصدر، وأنشد الشعر إنشادا حسنا لأن المنشد يرفع صوته، الى آخر ما اشتملت عليه هذه المادة.
وهذا من عجائب ما تميزت به لغتنا الشريفة.
(وَقْراً) الوقر: بفتح الواو مصدر وقرت أذنه، أي ثقلت وذهب سمعه، والكلمة من المجاز.
ومن غريب أمر هذه المادة أنها تدل على الثقل والرزانة، يقال: وقر يقر- بكسر عين المضارع- العظم: صدعه، ووقر يقر قرة ووقارة ووقرا الرجل كان رزينا ذا وقار وثبت.
ووقرت أذنه من باب تعب: ثقلت أو ذهب سمعه. والوقار: الحلم والرزانة، وهو مصدر وقر بالضم، والمرأة وقور: فعول بمعنى فاعل، مثل صبور وشكور، قال أبو فراس:
وقور وريعان الصبا يستفزّها فتأرن أحيانا كما يأرن المهر
(غَمَراتِ الْمَوْتِ): شدائده وسكراته، والغمرات: جمع غمرة، وهي الشدة الفظيعة، من غمره الماء إذا ستره، وفي المختار: «وقد غمره الماء أي علاه وبابه نصر، والغمرة: الشدة، والجمع غمر، كنوبة ونوب، وغمرات الموت شدائده».
ومن غريب أمر اشتقاق هذه الأحرف الثلاثة- وهي الغين والميم والرّاء- أنك تعقد على تراكيبها معنى واحدا يجمع تلك التراكيب وما تصرّف منها، فلهذه الأحرف ستة تراكيب وهي: غمر وغرم ومرغ ومغر ورغم ورمغ، ويجمعها معنى واحد وهو التغطية والستر والإخفاء وإزالة الأثر.
وفي اجتماع الغين والميم فاء وعينا معنى التغطية تقول: سيف مغمود ومغمد، أي موضوع في غمده.
وتغمّده اللّه برحمته أي: ستره، والغمز معروف، تقول: ما فيه مغمز ولا غميزة أي: أمر مغطّى معاب، وله جارية غمّازة أي: حسنة الغمز للأعضاء، وغمسه في الماء فانغمس واغتمس أي: أخفاه فيه، وغمس النجم غموسا غاب، ومه اليمين الغموس لشدتها، وغمض الأمر: خفي، وكلام غامض: غير واضح، وغمط النعمة: احتقرها ولم يشكرها، وغمّ الشيء إذا غطّاه.
وقال:
ومن غريب أمر الشين والقاف أنهما إذا وقعتا فاء للكلمة وعينا لها دلتا على هذا المعنى أو ما يقرب منه فالشّقّ: الصدع والاشتقاق: شق الكلمة من الكلمة.
وهذا مما لم نسبق الى استخراجه.
ووصلت هذه الغرائب إلى أكثر من أربعين مثالا ً.
وإن شاء الله أرفعها حسب اتساع الوقت.
ولا تحرمونا -أشياخ َ الملتقى- من تعليقاتكم وتعقيباتكم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:29 ص]ـ
ومن غريب أمر الباء والخاء: أنها إذا اجتمعا فاء وعينا للكلمة عبرنا عن التأثير في الأشياء، فمن ذلك البخت، وهو الحظ، وأثره أشهر من أن يذكر، وبخ لك كلمة إعجاب ومدح للشيء، وهي بالكسر والتنوين، وقد تشدد الخاء وتكرر.
(الْجِزْيَةَ) سميت جزية لأنها طائفة مما على أهل الذمة أن يجزوه أي يقضوه أو لأنهم يجزون بها من منّ عليهم بالإعفاء من القتل.
ومن غريب أمر الجيم والزاي: أنهما إذا وقعتا فاء وعينا للكلمة دلتا على معنى الأخذ والشدة، فجزأت الشيء تجزئة، وشيء مجزأ: أي مبعض، وذلك لا يتأتى إلا بالقوة والشدة، وبعير مجزىء: قوي سمين لأنه يجزىء الراكب والحامل.
وجزر لهم الجزّار: نحر لهم جزورا وهم نحّارون للجزر، وأخذ الجازر جزارته وهي حقه وإياكم وهذه المجازر، ومنه الجزر والمدّ.
والجزيرة والجزائر ويقال جزيرة العرب لأرضها ومحلتها لأن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحدقت بها، وجزّ الشعر والزرع والنخيل، وهذا زمن الجزاز.
ويقال: جزّوا ضأنهم وحلقوا معزهم، وجزع الوادي قطعة عرضا
قال أبو تمام:
إليك جزعنا مغرب الملك كلما قطعنا ملا صلت عليك سباسبه
وهم بجزع الوادي وهو منعطفه، وتجزّع الشيء: تقطّع وتفرق، قال الراعي: ومن فارس لم يحرم السيف خطّه إذا رمحه في الدارعين تجزّعا
¥