[الأسانيد الأزهرية لنقلة اللغة العربية]
ـ[أبو عبد الله الجبر]ــــــــ[01 - 08 - 10, 03:17 ص]ـ
السلام عليكم
رأيت احد الإخوان الكرام يسأل عن أسانيد اللغة وهذه هدية للسائل وبقية الإخوان وعنوانها (الأسانيد الأزهرية لنقلة للغة العربية)
وقد لخصتها من مقدمته.
قال:
............... وألفيت طلاب هذا الشأن من أبناء زماننا لا يعرفون من آفات الكتب المصحَّفة المدخولة ما عرفتُه، ولا يميزون صحيحها من سقيمها كما ميزتُه. وكان من النصيحة التي التزمتُها توخِّياً للمثوبة من الله عليها، أن أنصحَ عن لغة العرب ولسانها العربيّ الذي نزل به الكتاب، وجاءت السنن والآثار، وأن أهذّبها بجهدي غاية التهذيب، وأدلَّ على التصحيف الواقع في كتب المتحاذقين، والمُعْوِر من التفسير المزال عن وجهه، لئلا يغترّ به من يجهله، ولا يعتمده من لا يعرفه.
وكنت منذُ تعاطيتُ هذا الفنَّ في حداثتي إلى أن بلغتُ السبعين، مولعاً بالبحث عن المعاني والاستقصاء فيها، وأخذها من مظانها، وإحكام الكتب التي تأتَّى لي سماعُها من أهل الثبت والأمانة للأئمة المشهّرين، وأهل العربية المعروفين.
باب ذكر الأئمة الذين اعتمادي عليهم فيما جمعت في هذا الكتاب
الطبقة الاولي
** فأولهم أبو عمرو بن العلاء: أخذ عنه البصريون والكوفيون من الأئمة الذين صنّفوا الكتب في اللغات وعلم القرآن والقراءات. وكان من أعلم الناس بألفاظ العرب ونوادر كلامهم، وفصيح أشعارهم وسائر أمثالهم.
**خلفٌ الأحمر
**المفضل بن محمد الضبيّ الكوفي
الطبقة الثانية
ومن الطبقة الذين خلفوا هؤلاء الذين قدَّمنا ذكرَهم وأخذوا عن هؤلاء الذين تقدَّموهم خاصة وعن العرب عامَّة، وعُرفوا بالصِّدق في الرواية، والمعرفة الثاقبة، وحفظ الشعر وأيام العرب:
أبو زيدٍ سعيد بن أوس الأنصاري؛ وأبو عمرو إسحاق بن مراد الشيباني مولى لهم، وأبو عبيدة معمر بن المثنَّى التيمي من تيم قريشٍ مولى لهم؛ وأبو سعيد عبد الملك بن قُريب الأصمعيّ؛ وأبو محمد يحيى بن المبارك اليزيديّ، وإنما سمي اليزيدي لأنه كان يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميريّ خال المهدي، ولا يقدَّم عليه أحدٌ من أصحاب أبي عمرو بن العلاء في الضبط لمذاهبه في قراءات القرآن.
ومن هذه الطبقة من الكوفيين: أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي
**فأما أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ: فإنه سمع من أبي عمرو بن العلاء القراءات وجَمعها، ورواها عنه أبو حاتم الرازي وغيره، وهو كثير الرواية عن الأَعراب، وقرأ دواوين الشعراء على المفضل بن محمد الضبيّ، وجالس أبا الدُّقيش الأعرابيّ، ويونسَ النحويّ وأبا خيرةَ العدويّ. والغالب عليه النوادر والغريب؛ وله فضلُ معرفةٍ بمقاييس النحو، وعلم القرآن وإعرابه. روى عنه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم ووثّقه. وروى عنه أبو حاتم السِّجزي وقدّمه واعتد بروايته عنه. وروى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن هانيء النيسابوريُّ النوادرَ والشعر، وربما جمع بينه وبين أبي مالك عمرو بن كِرْكِرة فيما يروى عنهما من الأمثال والغريب والألفاظ.
ولأبي زيد من الكتب المؤلفة كتاب (النوادر الكبير)، وهو كتابٌ جامعٌ للغرائب الكثيرة والألفاظ النادرة والأمثال السائرة والفوائد الجمَّة. وله (كتابٌ في النحو) كبير، وله (كتابٌ في الهمز)، وكتابٌ في (معاني القرآن)، وكتابٌ في (الصفات.
وروى أبو العباس أحمد بن يحيى عن أبي نجْدة عن أبي زيد الأنصاري، أخبرني بذلك المنذري عن أبي العباس. وروَى أيضاً عن أبي إسحاق الحرْبي عن أبي عدنان عنه. وروى أبو عمر الورّاق عن أبي العباس عن ابن نجدة عن أبي زيد شيئاً كثيراً.
وحدّثني المنذري عن أبي بكر الطلحي قال: حدّثني عسْل بن ذَكوان البصري عن رُفيع بن سلمة عن أبي زيد أنه قال: دخلتُ على أبي الدُّقيش الأعرابيّ وهو مريضٌ فقلت: كيف تجدُك يا أبا الدُّقيش؟ فقال: أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد، وأنا في زمان سوءٍ، زمان من وجد لم يجُد، ومن جاد لم يَجدْ.
¥