[ما هو مقصود ابن حبان بكلماته هاته التي أوردها في مقدمة صحيحه]
ـ[أبا أسامة]ــــــــ[18 - 07 - 10, 10:43 م]ـ
... فتجرد القوم للحديث وطلبوه، ورحلوا فيه وكتبوه، وسألوا عنه وأحكموه، وذاكروا به ونشروه، وتفقهوا فيه وأصلوه، وفرعوا عليه وبذلوه، وبينوا المرسل من المتصل، والموقوف من المنفصل، والناسخ من المنسوخ، والمحكم من المفسوخ، والمفسر من المجمل، والمستعمل من المهمل، والمختصر من المتقصى، و الملزوق من المتفصى، والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص، والمباح من المزجور، والغريب من المشهور، والفرض من الإرشاد والحتم من الإيعاد، والعدول من المجروحين، والضعفاء من المتروكين، وكيفية المعمول، والكشف عن المجهول، وما حرف المخزول، وقلب من المنحول من مخايل التدليس وما فيه من التلبيس حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين، وصانه عن ثلب القادحين، وجعلهم عند التنازع أئمة الهدى، وفي النوازل مصابيح الدجى، فهم ورثة الأنبياء، و مأنس الأصفياء، وملجأ الأتقياء، ومركز الأولياء
لم أفهم مقصود الإمام ابن حبان بكلامه المكتوب باللون الأحمر
فهلا تفضلتم مشكورين بتوضيحه لي و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 02:08 ص]ـ
المنفصل: الظاهر أنه أراد به (المنقطع) الإسناد، وإنما ألجأه (السجع) إلى المجيء بمرادفٍ.
والمفسوخ: المتناقض أو المنقوض، ففي (لسان العرب):" و تفاسخت الأقاويل: تناقضت ".
والمتقصى: المطوّل، وهو الذي جيء بأقاصيه، فالأحاديث من الرواة من يختصرها ومنهم من يتقصى ألفاظها فيؤديها كاملة.
والحتم من الإيعاد: الحتم هو اللازم، والإيعاد هو الوعيد، وكأنه أراد أحاديث (الوعد والوعيد).
كيفية المعمول: أراد به المختلق من الرواة والأحاديث؛ وكيفية الكشف عنها، فـ (المعمول) بمعنى المصنوع المختلق.
ما حرّف المخزول: المخزول: منكسر الظهر مقصومه، يعني: ما حرفه الضلال الذين قصم الله ظهورهم وأرداهم بافترائهم وتحريفهم.
وقلب من المنحول من مخايل التدليس: كأنه أراد الذين يقلبون الأسانيد أو ينحلونها أحاديث أخر، وهم قوم من سرّاق الحديث، يدلّسون (يغشّون) على الناس؛ فيقلبون الأسانيد ويضعون للمتون المنحولة (الموضوعة) أسانيد نظيفة لتروج.
والله أعلم.
ـ[أبا أسامة]ــــــــ[19 - 07 - 10, 06:15 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم وسدد ربي قولكم وفعالكم
أجبتم فأحسنتم وليتكم زدتم ففسرتم قول ابن حبان:
الملزوق من المتفصى، والعموم من الخصوص والدليل من المنصوص
وقد اشرت إليه ولكنكم تجاوزتموه
حفظكم ربي وزادكم علما ورفع منزلتكم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[19 - 07 - 10, 06:31 م]ـ
والكشف عن المجهول، وما حرف المخزول.
(المخزول) لعلها تصحيف المخذول.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 07 - 10, 12:41 ص]ـ
عذرًا فقد كتبت ما كتبت على عجلٍ فلم أستوفِ عبارات ابن حبان في التوضيح.
الملزوق من المتفصي: الملزوق: هو الملصوق المتصل بالشيء، والمتفصي: هو المنفصل، وهو يعني هنا: التمييز في الألفاظ بين كلام القائل وكلام الناقل وهو ما يعرف عن أهل فن الحديث بعلم (الموصول والمدرج) فالمدرج: ليس من كلام القائل بل من كلام الناقل. والموصول: ما كان من كلام القائل نفسه. فمثلاً بعض الرواة يسوق الحديث سوقًا واحدًا لا يميّز فيه بين قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبين قول الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فيصير الكل بنسق واحد كأنه من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثلاً، وقد ألّف في ذلك العلماء ومنهم الخطيب البغدادي والحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم.
العموم من الخصوص، والدليل من المنصوص: هذه عبارة أجاد فيها ابن حبّان ــ رحمه الله ــ وهي ردّ على من يزعم أن أهل الحديث إنما هم زوامل للأسفار حفظة للآثار وحسب، لا علم عندهم بشيء من فقهها، حتى قالوا: كل فقيه محدث، وليس كل محدث فقيهاً. وهو كلام باطل في شِقّيه.
فامتدح أهل الحديث بأنهم مع نقلهم للأحاديث وحفظهم لمتونها فإن لهم دراية واهتمام في فقهها ومضمونها، فيفقهون ما كان حكمه خاصًا وما كان حكمه عامًا، ويبيّنون في الأحكام بين ماكان منصوصًا لا يحتمل معنىً آخر وبين ما كان الحكم فيه يؤخذ بالإستدلال والتفقّه في النص واستخراج فوائده، فهذا ما عناه ابن حبّان؛ وقد أجمل ذلك في أول كلامه إذ قال: " وتفقهوا فيه وأصلوه، وفرعوا عليه وبذلوه"
فيكون قصده:
بالدليل: ما يؤخذ من الحديث بالإستدلال والنظر والتأمل.
والمنصوص: ما لا يحتمل الحديث فيه معنى سوى ظاهره.
والكشف عن المجهول، وما حرف المخزول.
(المخزول) لعلها تصحيف المخذول.
الكلمتان صحيحتان معنىً، فالمحرّف مخزول مخذول بتحريفه، ولكن لا يمكننا القول بالتصحيف إلا بأحد أمرين:
أن لا يمكن احتمال العبارة، وأنها غير سويّة أو متناقضة.
أو أن يكون عندنا أصل مخطوط تكون الكلمة فيه خلاف المطبوع.
وبخلاف ذلك لا مُلجِيءَ لادعاء التصحيف، والله أعلم.
وجزاك الله خيرًا.
¥