[المسألة الزنبورية]
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لعل المسألة الزنبورية أشهر مناظرة نحوية في العربية جرت بين إمامين جليلين سيبويه رائد النحو و إمام المدرسة البصرية و الكسائي المقر~ الشهير إمام الكوفة.
و ما جال بخاطري حين قراءتها مايلي:
1/- ما مدى صحة القصة؟
2/- ما الصواب فيها؟
2/- و كيف يخرج قول الكسائي بجواز الوجهين؟
3/- و هل القصة مختلقة لأجل إهانة سيبويه و إغاضته؟ كيف يكون ذلك و الكسائي في المحلة السامقة من العربية و الشريعة؟
نرجو من المتخصصين أن يبسطوا لنا القول فيها مأجورين إن شاء الله تعالى. مع التدليل و بيان المراجع. وفق الله الجميع و أرشدهم إلى السبيل القويم.
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 11:39 ص]ـ
عثرت على هذا و هو منقول للإفادة
هذه أبيات من المغني لابن هشام نقلها عن أبي الحسن حازم بن محمد القرطاجاني إثر فراغه من إيراد المسألة الزنبورية المشهورة.
و هي أبيات مشهورة يعرفها طلبة العلم فأحببت نقلها لتعم الفائدة.
قال أبو الحسن رحمه الله:
والعُرب قد تحذف الأخبار بعد إذا***** إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما
وربما نصبوا للحال بعد إذا ***** وربّما رفعوا من بعدها ربما
فإن توالى ضميران اكتسى بهما ***** وجهُ الحقيقة من إشكاله غمما
لذلك أعيت على الأفهام مسألة***** أهدت إلى سيبويه الحتف والغُمما
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها***** قدماً أشدّ من الزنبور وقعَ حُما
وفي الجواب عليها هل "إذا هو هي"***** أو هل "إذا هو إياها" قد اختصما
وخطّأ ابن زياد وابن حمزة في ***** ما قال فيها أبا بشر وقد ظلما
وغاظ عمراً علي في حكومته***** ياليته لم يكن في أمره حكما
كغيظ عمرو علياً في حكومته***** ياليته لم يكن في أمره حكما
وفجّع ابن زياد كل منتخب ***** من أهله إذ غدا منه يفيض دما
كفجعة ابن زياد كل منتخب ***** من أهله إذ غدا منه يفيض دما
وأصبحت الأنفاس بعده باكية ****** في كل طرس كدمع سَحَّ وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضِم***** لولا التنافس في الدنيا لما أُضما
والغبن في العلم أشجى محنة علمت***** وأبرحُ الناس شجواً عالم هُضما
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:07 م]ـ
أصل القصة ثابت، رواها الخطيب في تاريخه بسند صحيح.
ولكن الزيادات التي زادها المتأخرون للطعن في الكسائي باطلة لا تصح سندا ولا متنا.
وينظر هنا:
http://www.alukah.net/Sharia/0/6446/
(http://www.alukah.net/Literature_********/0/6446/)
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:34 م]ـ
بارك الله فيك أخانا أبا مالك
لكن لو سلمنا أن النصب جائز فعلى تقدير أنها حال؛ و هل يكون الحال ضميرا؟
و إن كان غير ذلك فما الإعراب و ما العامل؟
مع العلم ان الرفع هو اللغة التي جاء بها القرأن في قوله تعالى (فإذا هي حيةٌ تسعى).
و على تجويز النصب قياسا فما الأصل المقيس عليه. و السماع ورد بالرفع؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 09:37 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
ليس الإشكال في مناقشة المسألة من الجهة النحوية، فالأمر في هذا واسع، ويمكنك إن شئت أن ترجح خطأ الكوفيين فيه، أو ترجح جواز الوجهين، كل هذا لا إشكال فيه، والمسألة مبسوطة في مطولات النحو بما لا مزيد عليه.
لكن الإشكال في الزيادات الباطلة التي يلصقونها بالكسائي مما لا داعي له أصلا، فلو فرضنا أن الكسائي أخطأ في هذه المسألة مثلا فكان ماذا؟ هل هو معصوم؟ وهل يوجد عالم معصوم أصلا؟
وأما قولك إن الرفع هو اللغة التي جاء بها القرآن، فهذا أيضا لا نزاع فيه، ولم يقل أحد إن جميع اللغات محصورة في القرآن، ولم يقل أحد إن الأفصح محصور في القرآن، مع أن الكلام في الجائز لا في الأفصح.
والله تعالى أعلم.