تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والحمل على معنى حتى صحيح مرجوح وأتي بقوله تعالى: قل إن الهدى هدى الله معترضا بين الفعل ومتعلقة وفائدة الاعتراض الاشارة إلى أن كيدهم غير ضار لمن لطف الله تعالى به بالدخول في الاسلام أو زيادة التصلب فيه

ويفيد أيضا ان الهدى هداه فهو الذي يتولى ظهوره يريدون ليطفؤ نور الله بأفواههم والله نوره فالمراد بالايمان إظهاره كما ذكره الزمخشري أو الاقرار اللساني كما ذكره الواحدي والمراد من التابعين المتصلب منهم وإلا وقع ما فروا منه وثانيها أن المراد ولا تؤمنوا هذا الايمان الظاهر الذي أتيتم به وجه النهار إلا لمن كان تابعا لدينكم اولا وهم الذين أسلموا منهم أي لاجل رجوعهم لانه كان عندهم أهم واوقع وهم فيه أرغب واطمع وعند هذا تم الكلام ثم قيل: إن الهدى هدى الله أي فمن يهدي الله فلا مضل له ويكون قوله تعالى: أن يؤتى الخ على هذا معللا لمحذوف أي لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولما يتصل به من الغلبة بالحجة يوم القيامة دبرتم ما دبرتم

وحاصله أن داعيكم اليه ليس إلا الحسد وإنما أتى بأو تنبيها على استقلال كل من الامرين في غيظهم وحملهم على الحسد حتى دبروا ما دبروا ولو أتى بالواو لم تقع هذا الموقع للعلم بلزوم الثاني للأول لأنه إذا كان ما أوتوا حقا غلبوا يوم القيامة مخالفهم لا محالة فلم يكن فيه فائدة زائدة وأما أو فتشعر بأن كلا مستقل في الباعثية الحسد والاحتشاد في التدبير والحمل على معنى حتى ليس له موقع يروع السامع وإن كان وجها ظاهرا

ويويد هذا الوجه قراءة ابن كثير أأن يؤتى بزيادة همزة الاستفهام للدلالة على انقطاعه عن الفعل واستقلاله بالانكار وفيه تقييد الايمان بالصادر أول النهار بقرينة إن الكلام فيه وتخصيص من تبع بمسلميهم بقرينة المضى فان غيرهم متبع دينهم الآن أيضا وعن الزمخشري أن أن يؤتى الخ من جملة المقول كأنه قيل: قل لهم هذين القولين ومعناه أكد عليهم أن الهدى ما فعل الله تعالى من إيتاء الكتاب غيركم وأنكر عليهم أن يمتعضوا من أن يؤتى أحد مثله كأنه قيل قل: إن الهدى هدى الله وقل لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم قلتم ما قلتم وكدتم ما كدتم وثالثها أن يقرر ولا تؤمنوا على ما قرر عليه الثاني ويجعل أن يؤتى خبر إن و هدى الله بدل من اسمها وأو بمعنى حتى على أنها غاية سببية وحينئذ لا ينبغي أن يخص عند ربكم بيوم القيامة بل بالمحاجة الحقة كما أشير اليه في البقرة ولو حملت على العطف لم يلتئم الكلام ورابعها أن يكون ولا تؤمنوا إلا لمن

روح المعاني - (ج 3 / ص 201)

وأقول ما ذكره في الوجه الرابع من تقرير فلا تنكروا أن يؤتى الخ هو قول قتادة والربيع والجبائي لكنهم لم يجعلوا أو بمعنى حتى وهو أحد الاحتمالين اللذين ذكرهما وكذا القول بإبدال ان يؤتى من الهدى قول السدى وابن جريج إلا أنهم قدروا لا بين أن ويؤتى واعترض عليهما ابو العباس المبرد بأن م لا ليست مما تحذف ههنا والتزم تقدير مضاف شاع تقديره في أمثال ذلك وهو كراهة والمعنى إن الهدى كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أي ممن خالف دين الاسلام لان الله لا يهدي من هو كاذب كفار فهدى الله تعالى بعيد من غير المؤمنين ولا يخفى أنه معنى متوعر وليس بشئ ومثله ما قاله قوم من أن أن يؤتى الخ تفسير للهدى وأن المؤتى هو الشرع

التحرير والتنوير - (ج 3 / ص 131)

وذكر ابن عطية وجوها ثمانية. ترجع إلى احتمالين أصليين.

الاحتمال الأول أنها تكملة لمحاورة الطائفةِ من أهل الكتاب بعضهم بعضاً، وأن جملة {قل إن الهدى هدى الله} معترضة في أثناء ذلك الحِوار، وعلى هذا الاحتمال تأتي وجوه نقتصر منها على وجهين واضحين:

أحدهما: أنهم أرادوا تعليل قولهم: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} على أن سياق الكلام يقتضي إرادتهم استحالة نسخ شريعة التوراة، واستحالة بعثة رسول بعد موسى، وأنه يُقدّر لام تعليل محذوف قبل (أنْ) المصدرية وهو حذف شائع مثلُه. ثم إما أن يقدر حرف نفي بعد (أنْ) يدل عليه هذا السياق ويَقتضيه لفظ (أحد) المرادِ منه شمول كلّ أحد: لأنّ ذلك اللفظَ لا يستعمل مراداً منه الشمول إلاّ في سياق النفي، ومَا في معنيّ النفي مثللِ استفهام الإنكار، فأما إذا استعمل (أحَد) في الكلام الموجَب فإنه يكون بمعنى الوصف بالوحْدة، وليس ذلك بمناسب في هذه الآية.

فتقدير الكلام لأن لا يوتى أحد مثل ما أوتيتم وحذفُ حرف النفي بعد لام التعليل، ظاهرةً ومقدّرةً، كثيرٌ في الكلام، ومنه قوله تعالى: {يُبين اللَّه لكم أن تضلوا} [النساء: 176]، أي لئلاّ تضلوا.

والمعنى: أنّ قصدهم من هذا الكلام تثبيتُ أنفسهم على ملازمة دين اليهودية، لأن اليهود لا يجوِّزون نسخَ أحكام الله، ويتوهمون أنّ النسخ يقتضي البَدَاء.

الوجه الثاني: أنهم أرادوا إنكار أن يوتَى أحد النبوءة كما أوتيها أنبياءُ بني إسرائيل فيكون الكلام استفهاماً إنكارياً حذفت منه أداة الاستفهام لدلالة السياق؛ ويؤيده قراءةُ ابن كثير قوله: {أن يؤتى أحد} بهمزتين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير