ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:01 م]ـ
أخي الكريم لا أدري ما وجه التمثيل بهذا المثال (استغفرَنا)، فالأولى لغة وشرعا عدم التمثيل به ... وأما شرعا فطلب المغفرة لا يطلب إلا من الله عز وجل
لعلك تعطينا أمثلة على ذلك من القرآن أو السنة أو كلام العرب ...
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}
وقول الحطيئة:
مَاذَا تقول لأِفْراخٍ بذي مَرَخٍ ... حمرِ الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
غَيَّبْتَ كَاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ ... فاغْفِرْ عَلَيْكَ سلامُ اللّه ياعُمَرُ
أم أنك تقصد لفظة " الاستغفار " بالذات أخي الكريم؟
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:56 م]ـ
نعم يا أخي فهل يجوز أن نقول: استغفر فلان فلانا؟ رأيي أنها خاصة بالله عز وجل، ويُلحق بها أيضا طلب المغفرة، فلا يجوز: اغفر لي يا فلان؛ حتى لا يلتبس الامر بالشرك، والعياذ بالله، فإن رأى أحدٌ الأمر جائزا فليعلمنا وليذكر الدليل على ذلك، وجزاكم الله خيرا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي كمال، وعذرا أني تركت التمثيل لظني وضوحه
والحاصل أيها المكرم أنك إذ أقررت بمجي (غفر) من العبد، لم يكن لطلب (استغفر) معني!
لأنه لا وجه لتخصيص استغفر بالشرك دون غفر!
فإن من يغفر، إذا طُلب منه أن يغفر، فإن الطالب مستغفِر، والمطلوب منه مستغَفر، وهذا لا يحتاج إلى تدليل خاص.
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 09:54 ص]ـ
أما انا فلا أستعمله إلا مع الله عز وجل، ونصيحة مني لك أن لا تستعمله إلا مع الله. ابتسامة.
ـ[المجد أبو بكر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:25 ص]ـ
ليس مرادي أن الثانية مختصة بأن فيها تعليلا فحملا ...
بل مرادي أن في الثانية تعليلا فحملا عليها لغيرها ...
بمعني أن في الأول تعليلا بكراهة التوالي وهو مطرد في الثلاثي، وحمل فيما فوقه ..
أما الثاني فتعليل بالتفريق بين نا الفاعلين والمفعولين، ثم حمل غيرهما عليهما ..
فالحمل على هذا أبعد من الأول.
ليس معنى الاطراد في الثلاثي أنه مطرد، وهذا ما عكر به ابن مالك عليهم، أما القول الثاني، فلا إيراد عليه، لأن التفريق مقصود قطعًا، ثم حملُ التاء والنون بعد هو القياس.
وكذلك هذا لم يكن مقصودي ..
فأنا لا أبحث في أكثر القولين اطرادا، أو اتفاقا مع كلام العرب وقواعده من الأساس ..
إنما الكلام في (نفس التعليل النحوي) من حيث هو هو
فمدعانا أن معنى التعليل (علاقة التأثير) بين العلة والمعلول ..
وعلاقة التأثير تلك مبناها إما على السمع أو العقل ..
أما السمع فلم يسمع مثل ذلك عمن نقل اللغة ..
وأما العقل فمطلق نظر النحاة المتكلمين هو علاقة الاطراد، واطرادهم ينتقض فيعللون الانتقاض وهلم جرا ..
وقد لا ينتقض، فيستدلون بذلك على القول بالمعلولية ..
فالنافون لمسلك التعليل النحوي: يقولون هذا تحكم، لأن مجرد الاطراد لا يعني العلية، بل هذا افتئات على اللغة ..
ولعل مبنى ذلك في الحقيقة هو القول بوضع اللغة، سواء على المحاكاة أو الاصطلاح، فإنهم لما قالوا بذلك بدأوا يلتمسون علل الوضع ومناسباته.
لذلك فابن جني من المغرقين في هذا الباب، لإسرافه كذلك في القول بوضع اللغة والمجاز، ناقلا في ذلك كثيرا من سلفه المعتزلة، ومنهم شيخه أبوعلي الفاسي.
أما على القول بأن اللغة معلمة مفهمة توقيفية، فيصير القول إلى أن كل هذا (مجعول)، فلا علة ولا معلول في نفس الأمر، بل هو كجعل الشيء على هيئته، ولا ينفي هذا أن ينظر إلى حكمة الجعل، فلا ريب أنه يستحيل إظهار الفتح في المضارع مع اتصاله بواو الجماعة، لكن القول إنها علته فهذا وراء ذلك، كما نقول إن خلق العين لحكمة الرؤية، لكن لا نقول علة العين الرؤية، لأن الرؤية لم تحدث العين
ولم تؤثر فيها ..
دعنا من تسميتها علةً، ولعلك أن تسميها حكمة أو تلمسًا للحكمة، وإلا للزم أن يكونَ هذا التخالف عبثًا، وهو مخالف لذكاء العرب المعهود، وفطنتهم التي لا تنكر، فإن قيل: إن ذلك إلهام من الله تعالى، قلت: النظر في حكمة ذلك أولى وأجدر، والله أعلم.
فللمسألة أصول ومبان، يكون الدرس اللغوي أحد مظاهرها، وليس مظهرها الوحيد، فضلا عن أن يكون أصلها.
وللعلامة عباس حسن في مقدمة الوافي كلام جيد في مسألة التعليل، والاقتصار على السماع كأصل في ثبوت اللغة وإعرابها ..
سررتُ من مناقشتك أخي الكريم، نفعنا الله بكم، وحفظكم الله تعالى.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:52 م]ـ
أنا انتفعت من مدارستك أكثر
بارك الله فيك أخي المجد أبا بكر