تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالأديب يحتاج في أدبه إلى أن يكون عالما بطرائق العرب وسبلهم, فلاتعبير الفصيح البيلغ لا يتم إلا بمعرفة ما كان في (الشعرِ, أخبار العرب وأيامهم, معرفة النحوِ والصرف) فبهذا يكتمل الأدب .. فليس الأديب: الشاعر فقط!! ومن بابِ الطرافةِ على هذا:

كان ابراهيم طوقان الذي مارس التدريس وخبره وهو يرد على أميرالشعراء شوقي الذي لم يمارس التدريس ولم يجربه القائل في وصف المعلم:

قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا

فقال على إثرها ابراهيم طوقان:

شوقي يقول وما درى بمصيبتي ... قمللمعلم وفه التبجيلا

ويكاد يقتلنيالأمير بقوله ... (كاد المعلم أن يكون رسولا (

اقعد فديتك هل يكون مبجلا ... من كان للنشء الصغارخليلا

لو جرَّب التعليم شوقي ساعة ... لقضى الحياة شقاوة وخمولا

حسبالمعلم غمة وكآبة ... مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا

مئة على مئة إذا هي صلِّحت ... وجد العمى نحو العيون سبيلا

ولو أن بالتصليح نفعاً يرتجى ... وأبيكلم أكُ بالعيون بخيلا

لكن أصلح غلطةنحوية مثلاً ... واتخذ الكتاب دليلا

مستشهداً بالغر من آياته أو ... بالحديث مفصلاًتفصيلا

وأغوص في الشعر القديمفانتقي ... ما ليس ملتبساً ولا مبذولا

وأكاد أَبعثُ سيبويهِ من البلى ... وذويه من أهل القرون الأولى

فأرى حماراً بعد ذلك كلِّه ... رفعالمضاف إليه والمفعولا

لا تعجبوا إنصحت يوماً صيحةً ... ووقفت ما بين الفصول قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته ... إن المعلم لا يعيش طولا.

أهمية علم الأدب واعتناء الإسلام به:

إن الإسلام اهتم بهذا العلم وحرص عليهِ, ويتجلى ذلك بأمور:

(1) ثناء الإسلام على الشعرِ, فقد كان حسان بن ثابت يهجو المشركين, ويقول عليه الصلاة والسلام: اهجهم وجبريل معك!! وقول النبي عليه الصلاة والسلام: أصدق كلمةٍ قالها شاعر:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... ..............

(2) ثناء النبي عليه الصلاة والسلام على البيان والفصاحةِ, قال –عليه الصلاة السلام-: إن من البيانِ لسحراً, وإن من الشعرِ لحكمةٍ. ووصف النبي البيان بالسحرِ ليس ذمَّا. قال ابن حجر في "الفتح": فإن أريد بالحديث المدح فالمعنى أنه يستمال به القلوب ويرضى به الساخط ويستنزل به الصعب.

(3) ما جاء في الحث على استماع الشعرِ, والديل ما جاء في صحيح مسلم: عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِى الصَّلْتِ شَيْئًا». قُلْتُ نَعَمْ قَالَ «هِيهِ». فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ «هِيهِ». ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ «هِيهِ». حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ.

- وصحَّ عن النبي صلى الله عليه والسلام: أن النابغة الجعدي أنشد رسول الله هذا الشعر فأعجبه:

(بلغنا السماء مجدنا وثراءنا % وإنا لنرجو فوق ذلك مظهر)

فقال لي إلي أين المظهر يا أبا ليلى؟ قال قلت إلى الجنة!! قال كذلك إن شاء الله, زدني, فأنشد:

(فلا خير في حلم إذا لم تكن له % بوادر تحمي صفوه أن يكدرا)

(ولا خير في جهل إذا لم يكن له % حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا)

فقال النبي أجدت لا يفضض فوك!! قال يعلى فلقد رأيته ولقد أتى عليه نيف ومائة سنة وما ذهب له سن. رواه البيهقي.

- وصح عند الترمذي: عن جابر بن سمرة قال: جالست النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت فرما تبسم معهم. والأحاديث والآثار الواردة في ذلك كثيرة جدا.

(4) تمثل النبي عليه الصلاة والسلام بالشعر: فصح عن الترمذي: عن عائشة قالت: قيل لها هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويتمثل ويقول: (ويأتيك بالأخبار من لم تزود).

- وكان عليه السلام يتمثل بقول ابن رواحة, ويقول: إن أخاً لكم لا يقول الرفث:

وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ * إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ.

أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا * بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ.

يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ * إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ.

رواه البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير