تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واللطائف كغيرها من مسائل أصل العلم، فشروط قبول القول في مسألة علمية يندرج على شرط قبول اللطائف، وإن كان قد يُتخفَّفُ في بعض ذلك؛ لأن اللطيفة ـ كما قال الطاهر ابن عاشور ـ كالزهرة تُشَمُّ ولا تُحكُّ، فإعمال التحقيق العلمي التامِّ لها قد يُخرجها من ملح العلم إلى ما دون ذلك.

ويظهر أن بعض الشروط لابدَّ منها، كأن تكون المعلومة المذكورة على أنها من الملح واللطائف صحيحة في ذاتها، وهذا الشرط لو طُبِّقَ على بعض ما سًمي بالملح واللطائف لربما زال عنها هذا الوصف.

وبعد هذا أرجع إلى الموضوعين اللذين خصصت لهما هذه المقالة.

أولاً: بعض المفسرين المعتنين باللطائف:

الزمخشري (ت: 538). في الكشاف.

الرازي (ت: 606) في التفسير الكبير.

البقاعي (ت: 885) في نظم الدرر.

أبو السعود (ت: 951) في إرشاد العقل السليم.

شيخ زاده (ت: 951) في حاشيته على البيضاوي.

الخطيب الشربيني (ت: 977) في السراج المنير.

الشهاب الخفاجي (ت: 1069) في حاشيته على البيضاوي.

سليمان الجمل (ت: 1204) في حاشيته على الجلالين.

الآلوسي (ت: 1270) في روح المعاني.

القاسمي (ت: 1332) في محاسن التأويل.

الطاهر بن عاشور (ت: 1393) في التحرير والتنوير.

ثانيً أمثلة للملح واللطائف:

1 ـ قال ابن عطية: ((والبسملة تسعة عشر حرفا.

فقال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم: (عليها تسعة عشر) ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك، وهم يقولون في كل أفعالهم: بسم الله الرحمن الرحيم، فمن هنالك هي قوتهم، وباسم الله استضلعوا.

قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذه من مُلَحِ التفسير وليست من متين العلم، وهي نظير قولهم في ليلة القدر: إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظة هي في كلمات سورة (إنا أنزلناه)

ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا؛ قول القائل: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فإنها بضعة وثلاثون حرفا؛ قالوا: فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول)). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية الأندلسي (1: 61).

ومن باب التنبيه على ما يسمى بـ (الإعجاز العددي) أذكر بعض الأمور على سبيل البحث لا التقرير:

أولاً: أنه قد ورد في بعض آثار السلف اعتبار العدد في بعض الاستنباطات، لكنها ليست كثيرة، ولم يبنوا عليها معرفة المغيبات.

ثانيًا: أن ما ظهر من ذلك فإنه من الملح واللطائف، وليست من متين العلم كما ذكر ابن عطية.

ثالثًا: أن كثيرًا مما حُكمَ فيه بالإعجاز العددي يدخله التحكُّم، وذلك بعدِّ شيء وترك شيء ليوافق العددُ المسألةَ التي سيق من أجلها، ولو تتبع بعض المعتنين بهذا الباب طريقة أهل العدد هؤلاء، فلا أشكُّ أن سيجد كثيرًا من تحريف الأرقام لتوافق المسألة التي يريدون إثباتها.

رابعًا: أن هذه اللطائف المستنبطة من العدد ليست من التفسير في شيء، ولا يبنى عليها فهم معنى، بل هي من قبيل الاستنباطات.

خامسًا: أنه يكثر في ما يسمى بالإعجاز العددي القول على الله بغير علم، وهو قول بالرأي المحض، وخطؤه أكثر من صوابه، والله المستعان.

سادسًا: أن أي بحث في ما يسمى بالإعجاز العددي إذا دخل في باب المغيبات التي لم تأت بعد، فهو من باب ادعاء علم الغيب، وهذا من الأمور التي اختص الله بها، فلا يجوز الجزم به، ولا اعتماده.

2 ـ قال ابن كثير ((ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له)). تفسير ابن كثير (1: 16).

3 ـ قال الزركشي: ((ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتى قبلها؛ لأن السابقة قد وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة:

البخل.

وترك الصلاة.

والرياء فيها.

ومنع الزكاة.

فذكر هنا في مقابلة البخل: (إنا أعطيناك الكوثر)؛ أى: الكثير.

وفى مقابلة ترك الصلاة: (فصلِّ)؛ أي: دُمْ عليها.

وفى مقابلة الرياء: (لربك)؛ أي: لرضاه لا للناس.

وفى مقابلة منع الماعون: (وانحر)، وأراد به التصدق بلحم الأضاحى.

فاعتبر هذه المناسبة العجيبة)). البرهان في علوم القرآن، للزركشي (1: 39).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير