تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما ذكره القرآن عن نظام الكون]

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 09:57 ص]ـ

سألني أحد الإخوة عن اعتقادي في الكون، وأكتب له هذا الجواب مدعوماً بالأدلة القرآنية.

أعتقد أن الكون كان أصله مادة واحدة مضغوطة جداً، كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. والرتق أي ضد الفتق، أي كانتا متلئمتان.

وهذه المادة جاء وصفها بأنها غاز. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت. ويظهر -والله أعلم- أن ذلك الغاز كان غاز الهادروجين الذي يعتبر المكون الأساس للماء. {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (7) سورة هود

ثم إن هذا الكون انشطر (وفق ما يسمى بالانفجار الكوني الأعظم)، وانقذفت تلك المكونات لتتشكل في مواد أخرى، وتؤلف الكواكب والنجوم. وكل كوكب وكل جرم وكل نجم يدور في مسار فلكي معقد. {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (33) سورة الأنبياء

لكنها -مع هذه الحركة المعقدة- تبتعد عن مركز الكون، وبالتالي فالكون يتوسع ويزيد حجمه، وبالتالي فالسماء الدنيا التي تشكل حدوده، تتوسع أيضاً. كما قال الله عز وجل: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات

وهنا لفتة مهمة للغاية. فإذا قال العلم: إن "كوننا محدود الحجم"، فلا يعني بالطبع أن رائد الفضاء سيجد على بعد عدة بلايين من السنين الضوئية حائطاً عُلّقت عليه لافتة كُتب عليها: "ممنوع المرور"! لأنه في الواقع قد يكون الكون محدود الحيّز، دون أن تكون بالضرورة له حدود. فقد ينحني وينقفل على نفسه، بحيث أنه إذا حاول مستكشف كوني افتراضي أن يُسيّر سفينته الفضائية في خط مستقيم بقدر ما يستطيع، فإنه سيسلك خطاً سمتياً، أي سيسلك خطاً مستقيماً في الفضاء، ويعود إلى النقطة التي بدأ منها رحلته.

وهذا صعب الفهم للوهلة الأولى. لكن هذا يشبه من ينطلق بالطائرة بخط مستقيم باتجاه الشرق، فيعود بالنهاية إلى نقطة الانطلاق من جهة الغرب! فلا يمكن للإنسان -وفق القواعد الكونية التي وضعها الله تعالى- أن يخترق الكون إلى خارجه. ولا يمكن أن يصل إلى ما ليس بمكان! ولا يمكنه اختراق السماء الدنيا. إلا إن أراد الله له أن يخرق القواعد الكونية. وهذا ما أكده الله عز وجل بقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن

وهذا الكون الذي يتوسع -كما أخبر الله تعالى- سيعود وينكمش ويعود كما كان. قال رب العزة: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (104) سورة الأنبياء

والأرض تجري بمسار بيضوي شبه دائري حول الشمس. وكذلك باقي كواكب المجموعة الشمسية. والشمس والكواكب التابعة لها كذلك تمشي في مسار لها في الكون. قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يس

وكوكب الأرض نفسه بيضوي. قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (30) سورة النازعات. والدِّحْيَة هي بيضة النعامة. فالآية الكريمة إذاً حددت لا كروية الأرض، بل حددت بيضويتها. وهذا ما أثبتته يقيناً الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية. {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم

وكوكب الأرض يدور حول نفسه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل. فالجبال كما نراها في أعيننا جامدة ثابتة ساكنة في مكانها لا تتحرك. ولكنها في الحقيقة تمر مر السحاب، لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة.

وهذا الدوران هو الذي يسبب تعاقب الليل والنهار. { ... يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ... } (5) سورة الزمر

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 10:33 ص]ـ

قال أحد الإخوة في ملتقى آخر:

أجد دوران الأرض في هذه الآية:

لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون).

عندنا في الآية ثلاثة أجرام سماوية:

1) الشمس. 2) القمر. 3) الأرض وعبر عنها ب (الليل والنهار) لأن أثر الليل والنهار يظهر على الأرض.

كذلك ختمت الآية ب (وكل في فلك يسبحون) هذا جمع، والجمع يبدأ من ثلاثة فما فوق. لو كانت الآية تتكلم فقط عن الشمس والقمر لقال تعالى: كلاهما يسبحان).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير