تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعريف بتفسير الفخر الرازي]

ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[19 - 06 - 05, 04:48 ص]ـ

مؤلفه:

أبو عبد الله، محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي، البكري، الطبرستاني، الرازي، الملقب بـ فخر الدين الرازي، والمعروف بـ ابن الخطيب الشافعي.

ولد سنة 544 هـ، كان فريد عصره، ومتكلم زمانه، نبغ في كثير من العلوم فكان إماما في التفسير والكلام، وقصده العلماء وشدوا إليه الرحال.

أخذ العلم عن والده ضياء الدين (خطيب الري)، وعن الكمال السمعاني، والمجد الجيلي، وكثير من العلماء الذين عاصرهم ولقيهم، وكان من الوعاظ حتى قيل عنه أن كان يعظ باللسان العربي واللسان الأعجمي، وكان يلحقه الوجد حال الوعظ ويكثر البكاء.

مصنفاته:

لقد خلف للناس مجموعة كبيرة من التصانيف في الفنون المختلفة، وانتشرت في البلاد، ورزق فيها الحظوة الواسعة، وأعرضوا عن كتب المتقدمين، ومن أهم تلك المصنفات:

1 - تفسيره الكبير المسمى بـ (مفاتيح الغيب).

2 - تفسير سورة الفاتحة. ولعله الموجود في أول تفسيره السابق.

3 - في علم الأصول، كتاب المحصول.

4 - في الحكمة كتاب الملخص.

وفاته:

توفي سنة 606هـ، ويقال في سبب وفاته أنه كان بينه وبين الكرّامية خلاف في أمور العقيدة فكان ينال منهم وينالون منه سبا وتكفيرا، وأخيرا سموه ومات فاستراحوا منه!

التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب:

مطبوع ومتداول وطبع عدة طبعات، يقول ابن قاضي شهبة:" إنه ـ أي الفخر الرازي ـ لم يتمه".

وتضاربت أقوال العلماء في معرفة الذي أكمل هذا التفسير، وإلى أي موضع من القرآن وصل الفخر الرازي في تفسيره:

1 - قال ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة:" الذي أكمل تفسير فخر الدين الرازي، هو أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكي نجم الدين المخزومي القمولي، مات سنة 727هـ وهو مصري".

2 - وقال صاحب كشف الظنون:" وصنف الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد القمولي تكلمة له، وتوفي سنة 727هـ، وقاضي القضاة شهاب الدين بن خليل الخويي الدمشقي، كمل ما نقص منه أيضا، وتوفي سنة 639هـ".

فأنت ترى أن ان حجر يذكر أن الذي أتمه نجم الدين القمولي، وصاحب كشف الظنون يجعل لشهاب الدين الخويي مشاركة على وجه ما في هذه التكلمة، وإن كانا يتفقان على أن الرازي لم يتم تفسيره.

أما إلى أي موضع وصل الفخر في تفسيره؟ فهذا كالأول أيضا.

أهمية التفسير الكبير " مفاتيح الغيب":

إن تفسير الفخر الرازي ليحظى بشهرة واسعة بين العلماء، وذلك لأنه يمتاز عن غيره من كتب التفسير، بالأبحاث الفياضة الواسعةفي نواح شتى من العلم، ولهذا يصفه ابن خلكان فيقول:" إنه ـ أي الفخر الرازي ـ جمع فيه كل غريب وغريبة".

يهتم ببيان المناسبات بين آيات القرآن وسوره، وهو لا يكتفي بذكر مناسبة واحدة بل كثيرا ما يذكر أكثر من مناسبة.

يهتم بالعلوم الرياضية والفلسفية ويكثر الاستطراد فيها.

يهتم كثيرا بالأحكام الفقهية وذكر أقوال الفقهاء ومذاهبمهم مع ترويجه لمذهب الشافعي، ويستطرد كثيرا في المسائل الأصولية ,

كما أنه يهتم بالمسائل النحوية

وبالجملة فهو أشبه بموسوعة في علم الكلام والكون والطبيعة.

موقفه من المعتزلة:

كان الفخر الرازي لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة بذكر أقوالهم والرد عليها ردا لايراه البعض كافيا ولا شافيا.

يقول ابن حجر في لسان الميزان:" وكان يعاب بإيراد الشبة الشديدة، ويقصّر في حلها، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبه نقدا ويحلها نسيئا."

ما يؤخذ على هذا التفسير:

جاء في لسان الميزان:" أن سراج الدين السرمياحي المغربي صنف كتاب المأخذ في مجلدين، بيّن فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج، وكان ينقم عليه كثيرا ويقول: يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء. قال الطوفي: ولعمري، إن هذا دأبه في كتبه الكلامية والحكمة. حتى اتهمه بعض الناس، ولكنه خلاف ظاهر حاله، لأنه لو كان اختار قولا أو مذهبا ما كان عنده من يخاف منه حتى يستر عنه، ولعل سببه أنه كان يستفرغ أقولا في تقرير دليل الخصم، فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه لايبقى عنده شيء من القوى، ولا شك أن القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية، وقد صرح في مقدمة نهاية العقول: أنه مقرر مذهب خصمه تقريرا لو أراد خصمه تقريره لم يقدر على الزيادة على ذلك."

والله تعالى أعلم

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 08:23 ص]ـ

كان الفخر الرازي لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة بذكر أقوالهم والرد عليها ردا لايراه البعض كافيا ولا شافيا

مما ينبغي أن يُعْلم أن ردود الرازي على المعتزلة مما لا يُفرح به كثيرا، لأنه يرد عليهم على طريقة الأشاعرة، وليس على طريقة السلف الصالح، فلذلك لا بد أن يحذر طالب العلم المبتدئ من هذا التفسير، حتى لا تعلق الشبهات بذهنه، وحتى لايلتبس عليه الحق بالباطل، وأن تقتصر الاستفادة منه على طالب العلم المتمكن من العقيدة السلفية، بحيث ينتقي من هذا التفسير ما ينفع، ويجتنب ما فيه من الزلل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير