علم مناسبة الآيات لما قبلها؛؛؛ هل يستحق أن يكون علماً؟!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[18 - 07 - 03, 06:55 م]ـ
ذكر الشوكاني رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة من الفتح (آية 40) فصلاً تكلم فيه عن هذا العلم، وأنه لا يجوز التكلم فيه، وأظن كلامه مختص بالمقاطع المنفصلة؛؛ أما المقطع الواحد فلا ينكر وجود التناسب فيه، ولا طلبه، والله أعلم.
ولعلي أذكر أول كلامه، قال رحمه الله:
إعلم أن كثيراً من المفسرين جاؤوا بعلم متكلف، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة، بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه ... .
وقد ذكر أموراً ناتجة عن تطلب مثل هذا التناسب، توجب الحياد عنه، ولا ينكرها أحد، وكلامه طويل بديع عزيز في بابه، فانظره إن أردت الفائدة.
ـ[أسامة وأميمة]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أظن أن الوحيد الذي ذهب هذا الرأي من العلماء هو الشوكاني، غير أن هذا العلم في تقديري هو علم جليل والأرجح أن أول ما وصلنا في هذا العلم هو ما نجده من إشارات في تفسيره في مواضع متفرقة، والسيوطي يؤرخ له قبل ذلك في الإتقان وهو ينقل كلام الزركشي في البرهان وقد خصه السيوطي بكتاب في المناسبات بين السور وكذلك أقام برهان الدين البقاعي تفسيره نظم الدرر على المناسبات وتذكرالمصادر كتابا لابن الزبير في المناسبات بين السور يبدو أن السيوطي ينقل عنه ويتصل بعلم المناسبات علم آخر هو منه بمثابة الفرع من الأصل ساهم واضعوه في دفع الشبهات عن القرىن الكريم هو علم توجيه المتشابه لفظا ومن أعلامه الخطيب الإسكافي ويبدو أنه أول من ألف فيه وقد سمى كتابه درة التنزيل في متشابه التأويل وينسب خطأإلى الرازي وكذلك الكرماني وابن الزبير الذي ألف كتابا عجيبا فيه كثير من أسرار الكتاب العزيز سماه ملاك التاويل ولعل آخر المفسرين الأجلاء الذين اعتنوا بهذا العلم العلامة التونسي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الذي أولى المناسبات عناية فائقة في تفسيره الموسوم بالتحرير والتنوير وعلى المجمل فعلم المناسبات علم جليل خطير الفائدة في دفع الشبهات عن القرآن الكريم لاسيما في عصرنا ويقترب مفهوم المناسبة كثير من مفهوم معاصر أنتجته المدونة اللسانية في مجال مايعرف بلسانيات النص وتحليل الخطاب هو مفهوم الانسجام Coherence وقد وصل المعاصرون إلى أن الانسجام بالنسبة إلى النص هو بمثابة النحو بالنسبة إلى الجملة وقد بدأالبحث في هذا المجال في بداية السبعينات من القرن الفارط لما ألف دايك كتابه في نحو النص Some Aspects Of Text Grammar والبحث في هذا المجال مانفك يتطور ويتشعب منذ ذلك الوقت وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من القضايا التي تطرح اليوم في مجال تحليل الخطاب نجد أجوبة لها في تراثنا فهل لهذا المبحث من ينفض عنه غبار النسيان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:08 م]ـ
قال الشوكاني في الموضع الذي أشار إليه الأخ أبو الوليد: ((اعلم أن كثيراً من المفسرين جاؤوا بعلم متكلف واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله تعالى، وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف؛ فجاؤوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف، ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلاً عن كلام الرب ـ سبحانه ـ حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره، ومن تقدّمه، حسبما ذكر في خطبته .. ).
والغريب أن الشوكاني قد أثنى على البقاعي وعلى تفسيره هذا في موضع آخر فقال: (ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علميّ المعقول والمنقول، وكثيراً ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد» [البدر الطالع 1/ 20 ـ 22].
وللتوسع: انظر هذا الموضوع:
علم المناسبات في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=884)
وقد كتب الدكتور أحمد الشرقاوي بحثاً عن موقف الإمام الشوكاني من علم المناسبات، وقد أرفقته مع هذه المشاركة في ملف وورد
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 09:25 م]ـ
كتاب ملاك التأويل للامام ابن الزبير المذكور من أجل الكتب التي تستحق الاشادة بها أينما ذكرت و الدعاء لمؤلفه فما تزال حين تقابل بطعون من ملحد في الكتاب ترجع اليه فتجد فيه جماع الرد عليها أما قدح الامام الشوكاني في هذا العلم فهو متجه فيما تعلق بتحليل الخطاب البشري كما أشار اليه الأخ أسامة و لكن لا يتوجه الى الخطاب المقدس لاختلاف الارادة و العلم في كلا الخطابين خاصة مع تبوث أن ترتيب الاي و السور توقيفي
و الله أعلم بالحال و المآل