تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل الأحرف السَّبعة هي القِراءات السَّبع؟!

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[03 - 01 - 03, 06:04 م]ـ

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...

(يا أيها الذين آمَنُوا اتقوا الله حق تُقاتِه ولا تَمُوتُنَ إلا وَأنتُم مُّسْلِمُون) [آل عمران: 102].

(يا أيها الناس اتقوا ربَكم الذي خلقكم من نفسٍ واحِدَة، وخَلَق مِنها زوجها، وبث مِنهما رجالا كثيرًا ونساءً واتقوا اللهَ الذي تسائلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبًا) [النساء: 1].

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا، يُصلِحْ لكم أعمالَكم ويغفِرْ لكم ذنوبَكم، ومَن يُطِعِ الله ورسولَه فقد فاز فوزًا عظيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُل ضلالةٍ في النار ...

أخي الكَريم ... لقد ثَبَت في الحديث الصحيح أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ القُرآن أُنزِل على سبعة أحْرُفٍ؛ فاقْرَءُوا ما تيسر مِنه" [متفق عليه].

واشتُهِرَت لدى المسلمين قراءتٍ سبع مُتواتِرَة، عُرِفَت كلٌ مِنها بأسماء أهم من عُرِف بالقراءة بها، وأصحاب هذه القراءات هم: نافع المدني، ابن كثير المكي، أبو عمرو بن العلاء البصري، ابن عامر الشامي، عاصم، حمزة، الكسائي الكوفيون. ولكل مِن هؤلاء القُراء رواة، وأصحاب طرق، وأصحاب أوجه.

وانتشر لدى الناس أنَّ الأحرف السبعة التي أُنزِل القرآنُ عليها –كما في الحديث السابِق- هي نفسها القراءات السَبع، وهذا اعتقاد خاطئ، بإجماع العلماء المُعتبَرين؛ حتى قال الإمامُ (أبو شامة) –رَحِمَه الله-: "وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل" اهـ مِن «فتح الباري»: (19/ 37).

ولا ريب أنَّ مسألة "الأحرف السبعة والقراءت السبع" (مسألةٌ كبيرة تكلم فيها أصناف العلماء من الفُقهاء والقُراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشَرح الغريب وغيرهم، حتى صُنِّف فيها التصنيف المُفرَد) -كما في «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389، طـ مجمع الملك فهد). وقد كثر القول في هذا الموضوع (إلى حَدٍّ كاد يطمِس أنوار الحقيقة، حتى استعصَى فَهمَه على بعض العُلماء، ولاذ بالفَرار مِنه، وقال إنه مُشكِل)!! –كما في «مناهل العرفان في علوم القرآن» /للزرقاني –رَحِمَه الله، ص 130، طبعة الحلبي.

وهذا زُبدَةُ بَحثٍ استَلَته مِن بُطون كُتُب العلماء والباحِثين، لا أزْعُم أنِّي أضفت جديدًا، أو حَرَرتُ مُعضِلا؛ إنَّما هو الجَمع والترتيب والتهذيب؛ فأقول –وبالله أستعينُ-:

تواترت الأخبارُ عَن النَبي (صلى الله عليه وسلم) بِنُزُولِ القُرآنِ الكَريم على سَبْعَة أحْرُف (1)، وجُمِعَتْ هذه الأخبارُ في الجوامع والسُنَن والمسانيد وموطأ الإمام (مالك) –رحمه الله- والمُصنفات والأجزاء الحديثية، وقد جاءت تلك الأخبار على أنواع ثلاثة:

الأول: ما يُفيدُ أنَّ اللهَ –تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أمرَ نبيَه (صلى الله عليه وسلم) على لِسان (جبريل) –عليه السلام- أن يُقرئ أمتَه القرآن على حَرْف، فسأل النبيَ (صلى الله عليه وسلم) المعافاة والمغفرة؛ لأنَّ أُمتَه لا تُطيق ذلك، فأمَرَه أن يقرَأه على حرفين، ثم على ثلاثة أحْرُف، ثم أمرَه -في الأخير- أن يُقرئَ أمتَه القرآن على سَبْعَة أحْرف، وأخبرَه أنَّ مَن قرأ بأي حَرْف مِن هذه الأحرف السَبعَة فقد أصاب.

وهذه الأخبارُ مِن رواية (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –رضي الله عنه، و (عَبْدِ الله بْنِ عَباس) –رضي الله عنه-[مُخْتَصَرًَا] والتي أخذها عن (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –كما جاء ذلك صريحًا في إحدى الروايات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير