[في قوله تعالى (فلولا نفر) هل هم أهل الجهاد ام طلبة العلم؟]
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 02 - 04, 11:18 م]ـ
في قوله تعالى (وماكان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طآئفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون). التوبة 122.
قال الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره:
قوله تعالى " ليتفقهوا " الضمير في (ليتفقهوا، ولينذروا) للمقيمين مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة ومجاهد،. وقال الحسن: هما للفرقة النافرة، واختاره ابن جرير.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:
(ثم نبه على ان في إقامة المقيمين منهم، وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتهم.
فقال "ليتفقهوا" أي القاعدون "في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم" أي ليتعلموا العلم الشرعي، ويعلموا معانيه، ويفقهوا أسراره، وليعلموا غيرهم، ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم.
ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين وأنه أهم الأمور.
أفادنيها الأخ المبارك/ أبو عمر زياد بن منيف (المتمسك بالحق) وفقه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[06 - 02 - 04, 01:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراوبارك فيكم
وجزى الله الأخ الفاضل الشيخ زياد العضيلة خيرا على فوائده التي طالما انتفعنا بها
ولابن القيم رحمه الله ترجيح آخر في المسألة لعلي أذكره للفائدة
قال الحافظ ابن القيم في إعلام الموقعين ج: 2 ص: 252
الوجه السابع والخمسون:
قولكم: " وقد قال تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم} فأوجب قبول نذارتهم , وذلك تقليد لهم "
جوابه من وجوه:
أحدها: أن الله سبحانه إنما أوجب عليهم قبول ما أنذروهم به من الوحي الذي ينزل في غيبتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد , فأين في هذا حجة لفرقة التقليد على تقديم آراء الرجال على الوحي؟
الثاني: أن الآية حجة عليهم ظاهرة ; فإنه سبحانه نوع عبوديتهم وقيامهم بأمره إلى نوعين: أحدهما: نفير الجهاد , والثاني: التفقه في الدين , وجعل قيام الدين بهذين الفريقين , وهم الأمراء والعلماء أهل الجهاد وأهل العلم ; فالنافرون يجاهدون عن القاعدين , والقاعدون يحفظون العلم للنافرين , فإذا رجعوا من نفيرهم استدركوا ما فاتهم من العلم بإخبار من سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وهنا للناس في الآية قولان ;
أحدهما: أن المعنى " فهلا نفر من كل فرقة طائفة تتفقه وتنذر القاعدة " فيكون المعنى في طلب العلم , وهذا قول الشافعي وجماعة من المفسرين , واحتجوا به على قول خبر الواحد ; لأن الطائفة لا يجب أن تكون عدد التواتر.
والثاني أن المعنى " فلولا نفر من كل فرقة طائفة تجاهد لتتفقه القاعدة وتنذر النافرة للجهاد إذا رجعوا إليهم ويخبرونهم بما نزل بعدهم من الوحي " وهذا قول الأكثرين , وهو الصحيح ;
لأن النفير إنما هو الخروج للجهاد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وإذا استنفرتم فانفروا} وأيضا فإن المؤمنين عام في المقيمين مع النبي صلى الله عليه وسلم والغائبين عنه , والمقيمون مرادون ولا بد فإنهم سادات المؤمنين , فكيف لا يتناولهم اللفظ؟
وعلى قول أولئك يكون المؤمنون خاصا بالغائبين عنه فقط , والمعنى " وما كان المؤمنون لينفروا إليه كلهم , فلولا نفر إليه من كل فرقة منهم طائفة " وهذا خلاف ظاهر لفظ المؤمنين , وإخراج للفظ النفير عن مفهومه في القرآن والسنة , وعلى كلا القولين فليس في الآية ما يقتضي صحة القول بالتقليد المذموم
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[06 - 02 - 04, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيكما وفي الشيخ زياد.
فوائد نفيسة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 06 - 04, 09:05 م]ـ
ترفع لنفاسة ماأضافة الشيخ الفقيه وفقه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:35 م]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عنده شرحه لمنظومته: (منظومة القواعد والأصول) في بداية الشرح:
" وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ " .... يعني: وقعدت طائفة.
لِيَتَفَقَّهُوا " .... أي: القاعدين .... " فِي الدِّينِ ".
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:29 م]ـ
إذا علمنا بيقين أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يستوعب اخراج اهل المديتة في غزوة من غزواته ولا أخرجهم كافة في سرية من سراياه، ونظرنا في المعنى الذي تتضمنه مادة " نفر " والذي يعني الحركة والاضطراب،أمكننا أن نقول ان الخطاب في هذه الآية متوجه الى غير اهل المدينة،وهم مؤمنوا القبائل الذين كانوا اذا دعوا للجهاد واستنفروا نفروا جميعا مخلفين اهلهم وذراريهم وراءهم،فإذا فرغوا من قتال عدوهم لم تكن لأحدهم همة الا في اللحاق بأهله للاطمئنان على ولده وتعويض " ما فاته من قروء نسائه " فأمر الله عز وجل أن تختار كل فرقة "قبيلة " طائفة منها تنفر الى المدينة لطلب العلم ثم ترجع فتبلغه الى أهلها وفي هذا فضيلة عظيمة لطلب العلم والخروج في سبيله. أما أهل المدينة فإنهم كانوا يرجعون الى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيعلمهم ويفقههم وهو بين أظهرهم فكيف يستقيم النفور اليه.؟ والله أعلم وأحكم