تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين) أ. د زغلول النجار]

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 03:33 ص]ـ

(والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين)

(التين: 1 - 3)

أ. د زغلول النجار

زميل الأكاديمية الإسلامية الدولية للعلوم

هذه الآيات المباركات جاءت في مطلع سورة التين، وهي سورة مكية، ومن قصار السور في القرآن الكريم؛ إذ يبلغ عدد آياتها ثماني آيات فقط بعد البسملة.

وسورة التين هي السورة القرآنية الوحيدة التي سُمّيت باسم ثمرة من ثمار الفاكهة، ومن الثمار النباتية على الإطلاق، وقد ذُكر فيها التين مرة واحدة، وهي المرة الوحيدة التي ذُكر فيها التين في القرآن الكريم، بينما جاء ذكر كلٍّ من الزيتون وزيته في ست آيات قرآنية أخرى.

من الإشارات الكونية في سورة التين:

(1) القسم بكلٍّ من التين والزيتون؛ إشارة إلى ما فيهما من قيمة غذائية كبيرة وتكامل في المحتوى كغذاء للإنسان، وإشارة كذلك إلى بركة منابتهما الأصلية وهي من الأماكن المقدسة في الإسلام، منذ خلق الله السماوات والأرض.

(2) القسم بطور سينين وهو الجبل المكسو بالخضرة الذي كلّم الله سبحانه عبده ونبيه ورسوله موسى بن عمران من جانبه، وهو بالقطع مكان مبارك.

(3) القسم بالبلد الأمين وهو مكة المكرمة، وحرمها الآمن، وبها الكعبة المشرفة، أول بيت وضع للناس، والعلوم المكتسبة تثبت شرف المكان وتميزه على جميع بقاع الأرض.

(4) الإشارة إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم.

(5) الإشارة إلى إمكانية ارتداد الإنسان إلى أسفل سافلين في الدنيا والآخرة، وهو أشرف مخلوقات الله إذا كان مومناً صالحاً، وأحقر هذه المخلوقات وأبغضها إلى الله إذا كان كافراً أو مشركاً أو ظالماً متجبراً، أوفاسقاً فاجرا ً، والعلوم السلوكية تثبت هذا الارتداد الدنيوي إلى أسفل سافلين عند كثير من البشر في أيامنا هذه.

وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى معالجة مستقلة، ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا على القَسَمِ الذي جاء بالآيات الثلاث الأولى من هذه السورة المباركة.

أقوال المفسرين في تفسير الآيات الثلاث الأولى:

ذكر الطبري - رحمه الله - ما مختصره: (والتين والزيتون) قيل هو التين الذي يؤكل، والزيتون الذي يعصر، أقسم الله بهما، وجاء فيه اختلاف، (وطور سينين) جبل معروف، قيل: هو جبل موسى عليه السلام ومسجده، (وهذا البلد الأمين) الآمن من أعدائه أن يحاربوا أهله أو يغزوهم، عني به مكة المكرمة ...

وجاء في مختصر تفسير ابن كثير - رحمه الله - ما نصه: اختلف المفسرون ههنا على أقوال كثيرة فقيل: المراد بالتين دمشق، وقيل: الجبل الذي عندها، وقال القرطبي: هو مسجد أصحاب الكهف، وروي عن ابن عباس: أنه مسجد نوح عليه السلام الذي على الجوديّ، وقال مجاهد: هو تينكم هذا.

(والزيتون) قال قتادة: هو مسجد بيت المقدس، وقال مجاهد وعكرمة: هو هذا الزيتون الذي تعصرون. (وطور سينين) هو الجبل الذي كلّم الله عليه موسى عليه السلام. (وهذا البلد الأمين) يعني مكة، قاله ابن عباس ومجاهد. وقال بعض الأئمة: هذه محالٌّ ثلاثة، بعث الله في كل واحد منها نبيّاً مرسلاً من أولي العزم، أصحاب الشرائع الكبار. (فالأول) محله التين والزيتون وهي (بيت المقدس) التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم عليه السلام. و (الثاني) طور سينين وهو (طور سيناء) الذي كلّم الله عليه موسى بن عمران. و (الثالث) مكة المكرمة وهي (البلد الأمين) الذي من دخله كان آمناً، وهو الذي أُرسل فيه محمد صلى الله عليه وسلم.

من الدلالات العلمية للآيات القرآنية الكريمة في مطلع سورة التين:

أولاً: في القَسَم بالتين:

يبدو - والله تعالى أعلم - أن القسم بالتين جاء لتنبيهنا إلى ما في هذه الثمرة المباركة من إعجاز في خلقها، ومن منافع جمة في تناولها كغذاء.

من إعجاز الخلق في ثمرة التين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير