تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه بعض الألفاظ التي لم تتكرر في القرآن، كيف يشهدُ الشيخُ للطالب بأن أداءه صحيحٌ لهذه الكلمات وهو لم يسمعها منه ولم يضبطها له؟

والله تعالى يقول: ? سَتُكتبُ شَهَدَتُهُم و يُسئلونَ ? [الزخرف: 19].

4 - تدريب المجيز المجاز على الإقراء؛ لأن القراءة شيءٌ، والإقراء شيءٌ آخر، كما تقدم معنا سابقاً.

فكم ممن يُحسنُ القراءة ولا يُحسن الإقراء، فينبغي للمجيز أن يدرب طالبهُ على الإقراء، وذلك بأن يأتي بطالب جديد في التلاوة ويأمر المجيز المجاز بأن يستخرج أخطاء هذا الطالب أمامه ويُدقق له في قراءته ويصححا له نحو الهيئة التي تلقاها من مجيزه، فإن استطاع ذلك .. فهو أهلٌ لأن يقرئ غيره، وإن لم يستطع ذلك ... فلا يحق للمجيز أن يأذن له بأن يُقرئَ حتى يصير أهلاً للإقراء، وإلا .. سنرى انحرافاً في أداء القرآن والتجويد، سببه عدم الأهلية للإقراء.

ولا تنس أن الإجازة تتضمن شهادة المجيز للمجاز بأن قراءته صارت صحيحةً، والإذن له بأن يُقرئَ غيرهُ.

وأنت تعجبُ من بعض الإخوة المجيزين، عندما يُجيزون بعض الطلاب بمجرد سرد القرآن الكريم كاملاً، وحفظه ((الجزرية)) وقراءة شرحها، فيكتبُ له: (أجزته بأن يقرأ ويُقرئَ في أي مكان نزل، وفي [أي] قطر حل، ويُقرئَ من شاء ومتى شاء وفي الوقت الذي يشاء)، والطالب المجاز لا يستطيع أن يُقرئَ غيره، ولا يستطيع أن يصحح خطأ غيره، بل لا يستطيع أن يستكشف الخطأ أين هو. فهل هذا جائز؟

وما دام أن أُستاذهُ لم يعرف مقدرته في الإقراء ... فكيف يأذن له بالإقراء؟

إذا علمت ذلك .. ظهر لك السبب في أن بعض المُجازين قراءتهم غير منضبطة ومليئة بالأخطاء، مع أنهم يحملون (إجازة في القرآن الكريم) ‍!

وإذا أردت أن تعرف قيمة التدريب لمن يريد التعليم أو الإقراء أو إبلاغ الدعوة ... فانظر كيف أمر الله تعالى سيدنا موسى بإلقاء العصا ثم أخذها عندما ناداه بالواد المقدس، ثم بعد ذلك أمره بإلقائها وأخذاه أمام فرعون، قال الإمام القرطبي:

(قوله تعالى: ? قال ألقها يا موسى ? لما أراد الله أن يدربه في تلقي النبوة وتكاليفها .. أمره بإلقاء العصا ? فألقاها ? موسى، فقلب الله أوصافها وأعراضها، وكانت عصا ذات شُعبتين فصارت الشعبتان لها فماً، وصارت حيةً تسعى؛ أي: تنتقلُ وتمشي وتلتقمُ الحجارة ... ثم قال: فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة، وهي سيرتها الأولى، وإنما أظهر له هذه الآية لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون .. ).

فانظر إلى الذين يقفزون إلى كراسي الوعظ والإرشاد وإلى التدريس والإقراء، دون تدريب سابق، وتجربة وخبرة، كيف يخالفون منهج الله تعالى في الدعوة إلى دينه، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

أركان الإجازة في القرآن الكريم:

1 - مُجيز: وهو الشيخُ الذي يسمعُ القرآن كله من الطالب مع التجويد والضبط التام، وقد تقدمت شروط الشيخ في الفصل الأول، فارجع إليه.

2 - مُجاز: وهو الطالب الذي يقرأُ أمام الشيخ ويتلقى منه القرآن.

3 - مُجازٌ به: وهو القرآن العظيم الذي هو كلام الله تعالى المنزل على رسول الله ? باللسان العربي، للإعجاز بأقصر سورة منه، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس.

4 - سَنَندٌ: وهم الرجال الذي نقلوا لنا القرآن العظيم مشافهةً، كل واجد منهم قرأ على شيخه، وشيخهُ على شيخه، وهكذا إلى رسول الله ?، عن سيدنا جبريل، عن رب العالمين تبارك وتعالى، منتهى السلسلة في القراءة.

قال الإمام ابن الجزري – رحمه الله تعالى – في كتاب ((النشر)):

(ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله .. أقام له أئمةً ثقات، تجردوا لتصحيحه، وبذلوا أنفسهم في إتقانه، وتلقوه من النبي ? حرفاً حرفا، لم يُهملوا منه حركة ولا سكوناً، ولا إثباتاً ولا حذفاً، ولا دخل عليهم في شيءٍ منه شكٌ ولا هم ... )

وهذا هو السبب الذي جعلنا نقول في معنى الإجازة: (وفيها يشهد المجيز أن تلاوة المُجاز قد صارت صحيحةً مئة بالمائة).

تسعٌ وتسعون بالمائة درجةٌ ممتازة في غير (الإجازة في القرآن).

أما في الإجازة ... فلا يُقبلُ إلا مئةٌ بالمائةِ، وسأوضح لك ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير