تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتبين أن نزول القرآن الكريم مقيد بأنه من عند الله، فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة، وتفسير الإنزال بالإعلام لم يقل به أحد من مفسري السلف. ولذلك فإن هذا القول مردود ابتداء لأنه لم يعضده اللسان ولا قول من قوله حجة ينبغي التسليم لها.

وأما قولهم أن تفسير الإنزال بمعناه الأصلي في اللغة وهو الانحطاط من علو إلى سفل يستلزم الجسمية فغير مُسلَّم، فما وجه التلازم بين النزول والجسمية؟ ومثل هذه الشبهات التي لا تستند إلى دليل كثيرة، وعرضها يكفي في ردها. بل إن كثيراً من الشبهات انتشرت من خلال ردها، ولو لم يرد عليها لما جاوزت قائلها.

وأضاف أخي الكريم الشيخ أبو مجاهد العبيدي ما يلي:

لقد ذكر أخي المشرف العام عبدالرحمن الشهري وفقه الله ما فيه بركة وكفاية؛ وعندي إضافة حول ما سأل عنه أخونا الكريم محمد بن يوسف عن تعريف نزول القرآن، وهذه هي الإضافة:

معنى النزول:

النزول في اللغة: النزول في الأصل انحطاط من علو، ويطلق ويراد به الحلول، كقوله تعالى: (فإذا نزل بساحتهم) أي: حلّ. يقال: نزل فلان بالمدينة: أي حل بها.

وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز .... ) اه من مجموع الفتاوي [12/ 257].

إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال: إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى. [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف:مناهل العرفان 1/ 42 - 43، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44، 45.]

فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن.

فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله تعالى: (ونزّلناه تنزيلاً)، وقوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً).

قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507: (وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً) اه.

يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة:

1 - كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام

2 - كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول.

3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت.

ويمكن مراجعة التعليقات حول هذا الموضوع على هذا الرابط:

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=40

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير