قال الإمام بن القيم:رواه أبو الحسن رزين في (تجريد الصحاح) ورواه أبو عبدالله الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) واحتج به القاضي أبو يعلى في (الجامع) واحتج معه بحديث آخر أنه ذكر شرائط الساعة وذكر أشياء منها (أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم مايقدمونه إلا ليغنيهم غناءً) اهـ
والحديث الأول أخرجه أيضاً أبو عبيد في فضائل القرآن (232) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 480) ومحمد بن نصر في قيام الليل (ص 119)
والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 351) وابن عدي (2/ 510) وابن الجوزي في العلل (160) والبيهقي في شعب الإيمان
وفي اسناده بقية بن الوليد وهو ضعيف ومدلس عن الضعفاء وأيضا فيه أبو محمد حصين مجهول وضعف الحديث الذهبي وابن الجوزي
وأما الحديث الآخر فروى قريب منه الإمام أحمد من حديث شريك عن أبي اليقضان كلاهما ضعيف وذكر محقق زاد المعاد له شواهد فلتراجع
ثم خلص ابن القيم إلى:
1_ أن التغني والتطريب إذا اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولاتمرين ولاتعليم فهو جائز
2ـ إذا كان صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به بل لايحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لاتحصل إلا بالتعلم والتكلف فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها وكرهو القراءة بها ثم قال رحمه الله: (وبهذا التفصيل يزول الاشتباه) اهـ باختصار
وأما الإمام أبي عمرو الداني (ت444) فله في معنى الحديث استنباط آخر فقال بعد ذكره الخبر السابق (إقرأوا بلحون العرب وأصواتها .... )
قال في كتابه التحديد: (ص 186):
وهذا الخبر أصل لصحة افتراق طباع أئمة القراءة في الترتيل والتحقيق والحدر والتخفيف واختلاف مذاهبها فيما تلقته من أئمتها ونقلته عن سلفها من الهمز وتركه والمد وقصره والإمالة والتفخيم والبيان والإدغام والروم والإشمام إلى سائر الأصول والمفترق من الفروع إذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (بلحون العرب وأصواتها) يريد طباعها ومذاهبها وذلك إجماع باتفاق من أهل العلم و اللسان) اهـ
قلت ماذكره الإخوة من بعض القراء المصرين لايساوي شيء أمام القراء الماليزيين والأندنوسيين وشرق أسيا بصفة عامة
فقد حضر أحد الأخوة تللك المسابقات التي تقام هناك فكان العجب العجاب ليس الألحان فحسب بل الموسيق بعينها بل هو الغنا المعروف وخاصة على العشاء وهذا أمر عادي فيقول هذا الأخ لما نظرت إلي الفرقة الموسيقية ونحن على العشاء نظرت إنكار ظنو اني لم يعجبني عزفهم فغنوا (ياريم وادي ثقيف ... )
ناهيك عن كونها مسابقة بين الرجال والنساء
ومن أشهر من عرف بالغناء بالألحان المدعو: عنتر سعيد مسلم وقصته مع الأزهر معروفة. فكان يتهافت على الحان أم كلثوم وغيرها.
وهناك من بعض طلبة العلم من خلط بين القراءة بالألحان والتجويد فأنكر التجويد فخالف الإجماع.
ولي رسالة في هذا الموضوع حكيت فيها الإجماع على مشروعية التجويد عن جمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين والرد على من قال ببدعية التجويد.
نسأل الله الهداية للجميع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
رأيت من المناسب نقل ما ذكره ابن القيم كما ورد
(فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته، واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه، ولا يُخِلُّ به، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة، بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً. وكان يُقَطِّع قراءته آية آية، وكان يمدُّ عند حروف المد، فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم)، وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم فى أول قراءته، فيقول: ((أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم))، ورُبَّما كان يقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ)). وكان تعوّذُه قبلَ القراءة.
وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره، وأمر عبد اللّه بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع. وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القران مِنه، حتى ذرفت عيناه.
وكان يقرأ القراَن قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً ومتوضئاً، ومُحْدِثاً، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة.
¥