[وضع اليدين في السجود]
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 12:27 م]ـ
جاء في صفة صلاة النبي للعلامة الألباني رحمه الله في صفة السجود كيف يكون وضع الكفين:
و " كان يجعلهما حذو منكبيه " (1).
وجاء في الحاشية:
(1) هو من حديث أبي حُميد الساعدي رضي الله عنه. وقد مضى قريباً.
فهل في حديث أبي حميد ما يفيد هذا القول؟ (أن اليدين تكونان حذو المنكبين)
وهذا لفظ الحديث: عن أبي حُميد الساعدي. في عشرة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو قتادة، قال أبو حميد:
أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قالوا: فلم؟ فوالله! ما كنت بأكثرنا له تبعاً، ولا أقدمنا له صحبة! قال: بلى. قالوا: فاعرض. قال:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قام إلى الصلاة؛ يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبر حتى يقرّ كل عظم في موضعه معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبر، فيرفع يديه حتى
يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع، ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل؛ فلا يَصُبُّ رأسه
ولا يُقْنع، ثم يرفع رأسه، فيقول:
" سمع الله لمن حمده ". ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما مِنْكَبَيْهِ معتدلاً، ثم يقول:
" الله أكبر ". ثم يهوي إلى الأرض؛ فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، ويثني
رجله اليسرى، فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد، ثم يقول:
" الله أكبر ". ويرفع، ويثني رجله اليسرى، فيقعد عليها حتى يرجع كل عظم إلى
موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك.
ثم إذا قام من الركعتين؛ كبر، ورفع يديه حتى يحاذي بهما مِنْكَبَيْه؛ كما كبر عند
افتتاح الصلاة. ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها
التسليم؛ أَخَّرَ رجله اليسرى، وقعد متوركاً على شقه الأيسر.
قالوا: صدقت؛ هكذا كان يصلي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الألباني: أخرجه أبو داود (1/ 116)، والترمذي (2/ 105 - 106)، والدارمي (1/ 313)،
وابن ماجه (1/ 213)، والطحاوي (1/ 131)، والبيهقي (2/ 24 و 72 و 127) عن
عبد الحميد بن جعفر: ثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال:
سمعت أبا حُمَيد في عشرة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.
وهو في " المسند " (5/ 424)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 12:30 م]ـ
وقد جاء في حديث وائل بن حجر أن الكفين تكونان حذاء الأذنين:
عن وائل بن حُجر رضي الله عنه قال:
قلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف يصلي؛ فنظرت إليه: فقام، فكبَّر
ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه، ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد،
فلما أراد أن يركع؛ رفع يديه مثلها، - قال: - ووضع يديه على ركبتيه، ثم لما رفع رأسه؛
رفع يديه مثلها، ثم سجد، فجعل كفيه بحذاء أذنيه، ثم قعد، وافترش رجله اليسرى،
ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حَدَّ مرفقه الأيمن على فخذه
اليمنى، ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلَّق حلْقة، ثم رفع أصبعه، فرأيته يحركها؛ يدعو بها.
أخرجه أبو داود (1/ 115)، والنسائي (1/ 141)، والدارمي (1/ 314)، {وابن
خزيمة (1/ 54/2) = [1/ 243/480]}، وابن حبان (485)، {وابن الجارود في " المنتقى "
(208)}، والبيهقي (2/ 27 - 28 و 132)، وأحمد (4/ 318)
والغريب أن رواية التي ذكر فيها حذو منكبيه حكم عليها الألباني بالشذوذ فقال رحمه الله:
وأما رواية عبد الواحد بن زياد عن عاصم به بلفظ: حذو منكبيه - أخرجها البيهقي
(2/ 72 و 111) -؛ فهي رواية شاذة؛ كرواية وكيع عن سفيان.
ويؤيد روايةَ الجماعة: روايةُ عبد الجبار بن وائل عن علقمة بن وائل ومولى لهم:
أنهما حدثاه عن أبيه وائل:
أنه رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يديه حين دخل في الصلاة حيال أذنيه ... الحديث. وفي آخره: فلما سجد؛ سجد بين كفيه.
أخرجه مسلم (2/ 13)، وأحمد (4/ 317 - 318)، والبيهقي (2/ 71).
ويؤيد ذلك أن له شواهد من حديث البراء بن عازب، وأبي مسعود الأنصاري:
أما الأول: فأخرجه الترمذي (2/ 60)، والطحاوي عن حفص بن غِيَاث عن
الحجّاج عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء بن عازب:
أين كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضع وجهه إذا سجد؟ فقال:
بين كفيه. وقال الترمذي:
" حديث حسن ". وزاد في بعض النسخ:
" صحيح ".
قال القاضي أحمد محمد شاكر:
" وهي زيادة جيدة؛ لأن الحديث صحيحٌ إسنادُه، ولا أعرف له علة "!
قلت: علته واضحة ظاهرة؛ فإن الحجاج هذا هو: ابن أرطاة، وقد كان مدلساً، وقد
عنعن الحديث، وفي حفظه ضعف، وفي " التقريب ":
" صدوق كثير الخطأ والتدليس ".
وأما حديث أبي مسعود البدري: فقال ابن أبي شيبة في " المصنف " - كما في
" الجوهر النقي " -: ثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن سالم البَرَّاد قال:
أتينا أبا مسعود الأنصاري في بيته فقلنا: عَلِّمْنا صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فصلى، فلما سجد؛ وضع كفيه قريباً من رأسه.
قلت: وهو في " المسند " (4/ 274) من طريق أبي عَوَانة عن عطاء به دون قوله:
قريباً من رأسه.
وكذلك أخرجه أبو داود عن جرير عنه. وقد مضى لفظه بتمامه في (الركوع)
[ص 634 - 635].