تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شرح عمدة الفقه ... لأخوكم طويلب العلم البقاعي]

ـ[البقاعي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:53 ص]ـ

الحمد لله والصلاة على نبي الرحمة محمد بن عبدالله حبيبنا عليه أفضل الصلاة والتسليم فهذه مشاركة متواضعة من أخوكم طويلب العلم (البقاعي) وهي عبارة عن سلسلة دروس ألقيتها عند طلاب مبتدئين قد طلبوا مني درس في الفقه فاستعنت بالذي ما خاب من استعان به وما ندم من هرب إليه

واخترت كتاب عمدة الفقه للموفق ابن قدامه ليكون العمدة والمرجع في ضبط المسائل ولمناسبة المتن لمستوى الطلاب المتلقين سأل المولى الإعانة والسداد وهو وكيل ونعم الوكيل

ولما بدأت بهذا الدرس وكان يوم واحداً في الأسبوع بدأ الإخوان مشكورين بتدوين الشرح وكتابته وعرضه على ليقيموا عليه اختبار للطلاب لتتم الفائدة وتعظم المنفعة بعد توفيق الله والله المستعان ...

وأحببت أن أضع هذا الشرح بين يديكم ليحصل الأجر و يعم النفع مع أني لا يعتد بمثل عملي ولكن لعل الباب ينفتح للنقاش في أحد المسائل المطروحة وأكون أول المستفيدين

واعتمدت بشرحي الاختصار وذكر بعض القواعد والأصول الفقهية والتعليق على المسائل التي خالفت المؤلف فيها مع ذكر الدليل في الغالب وفي أحيان قليلة أتطرق لأراء المذاهب في المسألة ...

وقمت بتخريج الأدلة والحكم عليها ونسيت بعض الأقوال لبعض علمائنا المعاصرين في بعض المسائل وسوف أورد هذه الدروس على شكل حلقات متفرقة بحسب ما يجهز عندي والله ولي التوفيق

ـ[البقاعي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:55 ص]ـ

أولا / ترجمة الإمام ابن قدامة - رحمه الله -

اسمه ونسبه:

هو أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجمَّاعيلي شيخ المذهب الإمام بحر

علوم الشريعة المطهرة ـ رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة آمين ـ.

مولده ونشأته:

ولد ـ رحمه الله ـ بجمَّاعيل من عمل نابلس في فلسطين سنة 541 هـ، وقدم دمشق مع أهله.

وصفه:

قال الضياء ـ رحمه الله ـ: كان تام الخلقه أبيض مشرق الوجه أدعج كأن النور يخرج من وجهه لحسنه وأسع الجبين طويل اللحية قائم الأنف مقرون الحاجبين صغير الرأس لطيف اليدين والقدمين نحيف الجسم ممتعا بحواسه.

طلبه للعلم:

حفظ القرآن دون سن البلوغ وحفظ مختصر الخرقي، وكتبَ الخط المليح، وقرأ على مشايخ دمشق، ثم سافر إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبدالغني المقدسي ـ رحمه الله ـ سنة إحدى وستين، وأقاما بها أربع سنوات يدرس على شيوخها.

نبذه عن حياته:

لما رجع الإمام الموفق من بغداد إلى دمشق تصدر في جامع دمشق مدة طويلة، وبعد موت أخيه أبي عمر صار هو الذي يؤم المصلين بالجامع المظفري ويخطب يوم الجمعة إذا حضر، وهو إمام محراب الحنابلة بجامع دمشق فيصلى فيه الموفق إذا كان في البلد.

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: كان يتنفل بين العشاءين بالقرب من محرابه، فإذا صلى العشاء انصرف إلى منزله بدرب الدّولَعِيّ بالرصيف، وأخذ معه الفقراء من تيسر، يأكلون معه من طعامه وكان منزله الأصلي بقاسيون، كان لا يناظر أحدا إلا وهو يبتسم، حتى قال بعض الناس: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه.

وقيل أنه ناظر ابن فضلان الشافعي ـ الذي كان يضرب به المثل في المناظرة ـ فقطعه.

وقال الضياء: كان حسن الأخلاق لا يكاد يراه أحد إلا مبتسما يحكي الحكايات ويمزح وسمعت البهاء يقول: كان الشيخ يمازحنا وينبسط، وكان لا ينافس أهل الدنيا، ولا يكاد يشكو، وربما كان أكثر حاجة من غيره، وكان يؤثر.

وسمعت البهاء يصفه بالشجاعة، وقال: كان يتقدم للعدو وجرح في كفه وكان يرامي العدو.

وجاءه مرة الملك العزيز ابن العادل يزوره فصادفه يصلي فجلس بالقرب منه إلى أن فرغ من صلاته ثم اجتمع به، ولم يجوز في صلاته.

قال السبط بن الجوزي ـ رحمه الله ـ: كان صحيح الاعتقاد مبغضا للمشبهة، وقال: من شرط التشبيهات أن يرى الشيء ثم يشبهه، من رأى الله تعالى حتى يشبهه لنا؟!!.

وقال ابن رجب ـ رحمه الله ـ: لم يكن يرى الخوض مع المتكلمين في دقائق الكلام وكان كثير المتابعة للمنقول في باب الأصول وغيره، ولا يرى إطلاق مالم يؤثر من العبارات .. .

قال السبط بن الجوزي: شاهدت من الشيخ أبي عمر وأخيه الموفق ونسيبه العماد ما نرويه عن الصحابة والأولياء الأفراد فأنساني حالهم أهلي وأوطاني ثم عدت إليهم على نية الإقامة عسى أن أكون معهم في دار المقامة.

وله ـ رضي الله عنه ـ أخبار كثيرة ومآثره مشهورة ونكتفي بما قدمناه.

مؤلفاته:

له مؤلفات كثيرة ذكرها ابن رجب منها:

1. العمدة.

2. المقنع.

3. الكافي.

4. المغني، وهو أكبر كتبه ومن كتب الإسلام المعدودة.

5. الاستبصار، في الأنساب.

6. الاعتقاد.

7. التوابين.

8. ذم التأويل

9. ذم الوسواس.

10. روضة الناضر وجنة المناظر.

11. فضائل الصحابة

12. القدر.

13. لمعة الاعتقاد.

14. مسألة في تحريم النظر في علم الكلام.

15. مناسك الحج.

قيل فيه:

قال الشيخ عزالدين بن عبدالسلام:

لم تطب نفسي بالفتيا حتى صار عندي نسخة المغني

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق

قال الأمام الذهبي:

الإمام القدوة العلامة المجتهد شيخ الإسلام، كان من بحور العلم وأذكياء العالم

قال الشيخ ابن النجار:

كان ثقة حجة غزير الفضل نزها ورعا عابدا على قانون السلف عليه النور والوقار ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه.

قال الحافظ عمر بن الحاجب:

إمام الأئمة ومفتي الأمة خصه الله بالفضل والوافر والخاطر الماطر والعلم الكامل طّنَّت بذكره الأمصار وضنت بمثله الأعصار أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية.

وفاته:

توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت في يوم عيد الفطر عام 620هـ ودفن من الغد في جبل قاسيون خالف الجامع المطفري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير