تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كشفُ المُقيَّدات في طُرَّة "خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول" لأبي شامة المقدسي

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:28 م]ـ

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم أجمعين .. أما بعد:

فقد يسّر الله لي قراءة الكتاب الموسوم بـ:"خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول" لأبي شامة المقدسي (599 - 665هـ)

وكنت في أثناء تقليبي صفحاتِه أصطفي من الفوائد أوفاها ومن الفرائد أسماها ..

فتحصَّل لي من ذلك قدرٌ لابأس به، تجمَّلت به طُرَّة الكتاب زمنًا، وأحببت الكشفَ عن تلك المُقيَّداتِ في ذي النافذة ..

واللهَ أسأل أن يبارك لي ولكم في العلم والعمل ..

وعنوان الكتاب مفصحٌ عن مااستكن في تضاعيفه ..

فقد أبان أبو شامة رحمه الله في هذا السِّفر المبارك عن فضل العلم والعلماء، وسطّر صفحات عديدة فيها الثناء على الشافعي وبيان إمامته، وتكلم عن حال فقهاء زمانه والشافعية منهم على سبيل الخصوص ..

وندب ماعليه كثير من فقهاء الشافعية من نبذٍ لأمر الشافعي إياهم بتقديم قول المصطفى على قوله ..

فأغلظ في النكير وشدد في النذير .. وسلك مسلكا لاكالمسلك الذي سلكوا .. ولكلٍّ وجهة

وأجلب بخيله ورجله لرد الفقهاء إلى نصوص الوحيين، ونادى بعالي الصوت قائلًا:

"الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها. وعليه بالإنصاف وترك التقليد واتباع الدليل، فكل أحد يخطئ ويصيب إلا من شهدت له الشريعة بالعصمة وهو النبي وإجماع الأمة"

والكتاب من مطبوعات دار أضواء السلف وعلق عليه جمال عزّون ..

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:32 م]ـ

[توطئة]

قال أبو شامة بعد أن ألقى نُبَذًا عن جملةٍ من علوم الشريعة:

(وبعون الله وتوفيقه قد سبق مني عدة مصنفات صغار مفرقة في عدة من هذه العلوم، مختصةٍ ببعض الأبواب منها وغير مختصة، كل مصنف منها متقن لذلك الباب إن شاء الله عز وجل، جامعٌ أشتاتَه، مستوعبٌ مسائله، ضامٌّ أطرافَه، استدلالا واعتراض، جمعا وبيانا، ضبطا وتقريرا، شرحا وتفسيرا.

وأردت أن أجمع تلك المصنفات، أو معظمها في مجلدات، كل مجلدة مشتملة على عدة مصنفات، كل مصنف منها في فن من الفنون ... وسميت مايجمع تلك المصنفات بـ: (الكتاب المرقوم في جملة من العلوم)،وكل مصنف منها منفرد باسم دال على مايتضمنه ذلك التصنيف، وابتدأت بالخطبة الكبرى التي جعلتها مقدمةَ كتابٍ لو تهيأ لم يكن له نظير) 36

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:33 م]ـ

- التفقه في الدين هو استنباط المعاني الصحيحة من الكتاب والسنة على مايقتضيه علم العربية، وماتشهد له قواعد الدين المعلومة والمظنونة، وآثار الصحابة والتابعين، ومذاهبُ أئمة المسلمين الذين اختلافهم رحمة لهذه الأمة. 33 (من مقدمة "الكتاب المرقوم في جملة من العلوم" وهي المقدمة التي تسبق الخطبة الكبرى للكتاب المؤمل، وتنحصر في ثلاثة أوراق)

- علم الأصول منقسم إلى مايُسمى أصولَ الدين وإلى مايسمى أصول الفقه، وقد أُلحق بكل واحد من العلمين أشياء كثيرة، وأبحاث عسيرة، من علم الكلام وشبه أهل الجدال والخصام. والأولى بمن صح إيمانه، ووضح برهانه، أن لايضيع زمانه فيه، وقد دس فيها فيهما بعض من انتهض، أو كان في قلبه مرض، من علوم الأوائل المنكرة، أمورا ضارة مستنكرة، حتى صار المشتغل بتلك الأمور يتستر باسم الأصول وهو ملوم. 34 - 35 (من مقدمة "الكتاب المرقوم في جملة من العلوم")

- قال ابن عبدالحكم: كنت عند مالك أقرأ عليه العلم، فدخل وقت الظهر، فجمعت الكتب لأصلي، فقال: ياهذا ما الذي قمتَ إليه بأفضل مما كنت فيه إذا صحت النية.

يعني قيامَه لإحراز فضيلة أول الوقت، والله أعلم 55

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 03 - 10, 05:37 م]ـ

- ... فإنا مأمورون بالعلم وبالعمل، فلا ينبغي أن يحملنا تقصيرنا في العمل على أن نقصر في تحصيل العلم، فنكون قد خالفنا الأمر فيهما، مع أنه يُرجى من بركة العلم النافع أنه يفضي بصاحبه إلى العمل، فقد جاء عن جماعة من أكابر التابعين وأتباعهم في العلم والدين أنهم قالوا: تعلمنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.

وقال بعضهم: تعلمنا العلم ومالنا فيه كبير نية ثم رزقنا الله النية بعد.

فهذا تفسير قول من قال: (تعلمنا لغير الله فأبى أن يكون إلا لله) أي: فحصلت النية.

وذكر الغزالي في "كتاب الإحياء" أن بعضهم قال: معناه أن العلم أبى وامتنع علينا فلم تنكشف لنا حقيقته، وإنما حصل لنا حديثه وألفاظه.

والتفسير الأول أولى إذ بعضُ الروايات فسر بعضا، ووقع هذا القول من جماعةِ أكابرَ لايُظنّ بهم سوى المعنى الأول.

قال سماك بن حرب: طلبنا هذا الأمر ونحن لانريد الله به، فلما بلغتُ حاجتي دلني على ماينفعني، وحجزني عما يضرني.

فهذا معنى ماذهبوا إليه رحمهم الله. 58 - 59

- اعلم أن استخراج مسائل الفقه وتحقيقها متوقف على إحكام علم أصول الفقه، وإتقان كل هذه العلوم متوقف على التبحر في معرفة اللسان العربي، من وجوهه وطرقه ومجازه ومجاري استعماله، ولهذا ضل كثير ممن جهله فزلوا في علوم الأصول والفروع أنواعا من الزلل، وأخطؤوا فيها ضروبا من الخطأ والخلل.

قال أبو عبيد: سمعت الأصمعي يقول: سمعت الخليل بن أحمد يقول: سمعت أيوب السختياني يقول:

عامة من تزندق بالعراق لجهلهم بالعربية.

وقال الزهري: إنما أخطأ الناس في كثير من تأويل القرآن لجهلهم بلغت العرب.

قلتُ: وسبب الخطأ حمل الألفاظ مطلقا على ظواهرها، وانصراف الأذهان عن مجاري كلام العرب، والغفلة عن كثرة تصرفاته وتفننه ومذاهبه التي لايعقلها إلا العالمون به. 62 - 63

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير