تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم قول من ادعى الفقر وهو يعرف بالغنى ليأخد من الزكاة]

ـ[وراق لبنان]ــــــــ[07 - 03 - 10, 07:47 م]ـ

حكم قول من ادعى الفقر، وهو يعرف بالغنى إذا سأل الزكاة

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه

أما بعد:

الزكاة حق الله في المال، فيجب إخراجها إذا توفرت فيها شروطها، وإذا أخرجها الإنسان فلا بدّ أن تكون لأناس مخصوصين، ولا بدَّ له من الحذر أن يضعها في غير محلّها حتى تبرأ ذمته أمام الله ـ عز وجل ـ، فإنَّ الزكاة لا تبرأ بها الذمة، ولا تكون مقبولة عند الله إلاَّ إذا وضعها الإنسان في مواضعها التي فرض الله أن توضع فيها ممن ذكرهم في قوله: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [1] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn1)

ففي هذه الآية الحصر بـ"إنما"، وكأنما العبارة: (ما الصدقات إلاَّ للفقراء و ... ) [2] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn2)

فقد حصر الله سبحانه الصدقات في هذه الأصناف الثمانية، فلا تجزئ في غيرها. وكثير من الناس يدَّعي أنه من أهل الزكاة، وأكثر ما يدعيه الناس في زماننا هذا هو الفقر.

هذا مما دعاني لأن أطرح في هذا البحث مسألة مهمة في الزكاة ومصرفها، ألا وهي حكم من ادعى الفقر وهو يعرف بالغنى.

أهمية البحث:

تكمن أهمية هذا البحث للحاجة الماسة ـ وخاصة في عصر ضاعت فيه الأمانات، وضعف الوازع الديني ـ فجمعت المسألة، وما فيها من خلاف في المذاهب الأربعة مع أدلتهم، ناقشت أقوالهم وسردت اعتراضاتهم والله الموفق.

خطة البحث:

بحثنا هذا ليس فيه سوى فصل واحد، وفيه:

-المقدمة وفيها:

التمهيد

أهمية البحث

- تعريف المصطلحات، وفيه:

تعريف الادعاء

تعريف الفقر

تعريف الغنى

تعريف البينة

- تحرير محل النزاع

- ذكر الأقوال، وفيه:

القول الأول

القول الثاني

- سبب الخلاف

- ذكر الأدلة، وفيه:

أدلة القول الأول, ومناقشته

أدلة القول الثاني, ومناقشته, والأجوبة

- الترجيح

تعريف المصطلحات:

الادعاء:

أن تزعمحقّاً لك, أو لغيرك [3] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn3).

الفقر:

الفاء والقاف والراء أَصلٌ صحيح, يدلُّ على انفراجٍ في شيء، من عضوٍ أو غير ذلك [4] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn4).

الفقير لغةً:

المكسور فَقَارِ الظَّهر [5] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn5). وقال أهل اللُّغة: منه اشتُقَّ اسمُ الفقير، وكأنه مكسورُ فَقَار الظَّهر، من ذِلَّتِهِ ومَسْكَنتِه [6] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn6)، والفقير: المحتاج [7] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn7)

واصطلاحاً:

اختلف الفقهاء في تعريف الفقير على أقوال، نذكر أهمها:

القول الأول:

مَن له شيئ دون نصاب الزكاة، أو له قدر نصاب غير نام, مستغرق في الحاجة، وهو قول عند الحنفية [8] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn8)

القول الثاني:

الْفَقِير: مَنْ لَهُ بُلْغَةٌ لَا تَكْفِيهِ لِعَيْشِ عَامِه ِ، وهو قول المالكية [9] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn9)

القول الثالث:

هو الذي لا شيئ له، وهو قول الشافعية. [10] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn10)

القول الرابع:

مَن لا يقدر على كسب ما يقع موقعاً من كفايته، ولا له من الأجرة أو من المال الدائم ما يكفيه، ولا له خمسون درهماً، ولا قيمتها، وهو قول الحنابلة [11] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn11).

الغنى:

الغين والنون والحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ على الكِفاية، والآخر صوت [12] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn12).

والغني لغة:

المكتفي المستغني عن الغير [13] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn13).

واصطلاحاً:

فيه أقوال:

القول الأول:

إنه مَن ملك النصاب، أو مَن يملك قدر نصاب فارغ عن حاجته الأصلية، من أي مال كان، وهو قول الحنفية [14] ( http://www.alislah.r3r.info/vb/#_ftn14).

القول الثاني:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير